خسوف القلب

بقلم د. ايمان حرابي

سمعنا هده الايام بحدوث ظاهرة خسوف القمر فهل سمعتم بظاهرة خُسوف القلب ؟
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
متى رأيتَ القلبَ قد ترَحَّلَ عنه حُبّ الله والاستعداد للقائه ؛ وحلَّ فيه حُبُّ المخلوق والرضا بالحياة الدنيا ، والطمأنينة بها ؛ فاعلم أنه قد خُسف به.
فيجب ان يمتلا القلب بالسكينة التي تقرّ في القلب و ذلك بتلاوة القران و التدبر في اياته.
‏قال شيخنا ⁧ ابن عثيمين رحمه الله ⁩:السكينة تنزل عند قراءة القرآن ‏إذا قرأه الإنسان بتمهّل وتدبّر ؛ فإنَّ السكينة تنزل حتى تصل إلى قلب القارئ ؛ فيُنزل الله السكينة في قلبه.
كما ان القيام بالصلاة و اتاء النوافل و القيام باذكار الصلاة و ذكر الله بصفة دعامة كل هذه العبادات تبقي القلب حيا و مقبلا علي الحياة و يشع املا كما ان للصلاة دور هام في احياء القلب فهي منبع الروح و المنعشة للنفس لذلك من تهاون علي تركها فقد جنى علي نفسه و حرم قلبه من طعم التلذذ باداء هده العبادة وبذلك يجد نفسه يسلك الطريق الخاطئ الزائف. ف‏عن عائشة رضي الله عنها،قالت
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافِل أشدَّ منه تعاهُدًا على ركعتي الفجر. فبقيام الانسان لاداء صلاة الفجر فيها الكثير من الفوائد الي تعود علي القلب و الجسد باكمله الذي تبعث في الجسد النشاط و الحيوية.
كما ان في القيام بالأذكار اليومية و بالأذكار عقب الصلاة فيها احياء للقلب.
بالإضافة الي الاذكار فان اهمية اختيار الرفيق في هده الدنيا اصبح امرا ضروريا فحسن اختيار الصديق فيها فائدة ترجع علي القلب ففي صلاح الرفيق صلاح لقلوبنا و اما بالعكس ففي عدم صلاحها تجلب الشر و تسلب النعم التي يمنحنا ايها الله و تزرع العداوة و تغرس في القلب الحقد الذي لايزول بسهولة من القلب.
اذ يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :القلب وعاء إذا امتلأ بشيء لم يبق للشيء الآخر محل ، فإذا امتلأ بحب الدنيا انشغل عن حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وصار الإنسان ليس له هم إلا الكسب .
لذلك يجب ملأ قلوبنا بحب الله و طاعته و اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،