حمدُ الله ؛ يجلِب لك أنفاس المَزيد ..

بقلم: د.كفاح أبوهنود

حمدُ الله ؛ يجلِب لك أنفاس المَزيد ..
هل تَدري ما هو المَزيد ؟
هو ما فوقَ الخّيال .. هو أن ترى دَهشة العَطاء في كِلتا يَديك !
كلمةُ الحَمد يا سيّدي .. تغطّي سماء الوَجع .. و تنْقذك من النّقص !
لذا .. ضَع نُقطة بعد التذمّر ؛ ثم انظُر إلى آثار النعمة في أصابع طِفلَيك ..
في سَهرة المَساء الآمِنة ..
في ليلةٍ ليس فيها مَعنى الأرَق !
و على وِسادة خالية من الدّمع ؛ عدّ النّعم مثل خراف صغيرة ..
ابدَأ بمعرفةِ الله ؛ ثمّ لا تتوقّف عند ضَّحكة طِفلك .. أو أسراب العافية الغافية على عتَبة بَيتِك !
أبسُط كفّة يَدك .. ثمّ تحسّس حصّتك من نعيم النّوم ، و من بَهجة الأُمومة ، و من حِيرة المَذاق للطّعام ، و من ارتعاشة الفَرح لهَدايا القَدر !
{ ألَمْ يَجدكَ } .. كرّرها القُرآن ثلاثَ مرّات ؛ كي يعيدنا إلى دِفء البدايات ..
إلى شَهقة الفّرح ؛ إذْ تدحرجَت الصُّخور عنكَ بعيداً ..!
إلى دَمعتك ؛ إذ انفتَحت أبوابُ الحُلم ..
إلى خطوتك الواثقة ؛ إذْ مهّد لك سبيل الصُّعود !
نضِج كلِّ يوم في انتظارِ ما لمْ يصِل ..
ننغلِق على لَحظة المَفقود .. و نغيبُ عن الانغماس في فَضاء المَوجود !
يا لله .. كَم تغمُرنا الشّكوى ، وينسَحب الحَمد منً ألسنتِنا !
و بَعدها صدّقني سنَجْمُد رُويداً رويدا ؛ لأنّ الشّمس رحَلت عنّا إلى آخرِ أزمانها !
وحينها سنقول ..
أوّاهُ يا لهُدوء النّعم في سَيرِها على طُرقات حياتنا .. ويا لضَجيجها إذا رحَلَت !!
صدّقني .. إنَّ نسيان النّعم ؛ هو ابتِداء زَمان العَطَش !
لذا .. أغلِق الأبواب عليها بالشُّكر .. وإيَّاك أن تكسِر الأقفال بالنِّسيان !
هل تعلم ..
أنّ الحَمد يوقِفك على شَبابيك البّصيرة .. على رُؤية الفُتات المَنثور كلّ يومٍ في طبق الحيَاة ..!
الفُتات الصّغير مثل أنفاسِك .. دَفقة قدَميك على الأرض ..
جرعَة الماء الزُّلال ..
لقمة ساخنة كلّ صَباح ..
صوت طِفلك ..
سقف بيتِك المُمتدّ بالسِّتر على عائِلتك ..
وعينك التي تلتقِط مَشهد الغُّروب !
وتذكّر ..
( إنَّ الله ليمُتّع بالنّعمة ما شاءَ ؛ فإذا لم يُشكَر عليها قلَبها عَذاباً ) !

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،