حبٌ ينقذك من الموت..وحب يرميك بالسجن!

بقلم : محمد الرطيان

في الوقت الذي كان يعقوب/ الأب هو الوحيد البارز في حكاية نبي الله يوسف: محبة له، وخوفاً عليه، واهتماماً به، وحزناً لغيابه… مع غياب تام لشخصية الام.
يعقوب/ الأب حاضر من اول القصة ويوسف طفل يروي له حلمه الغريب.. والى نهايتها وقميص يوسف يُلقى عليه.
رغم ان الام حية ترزق والدليل حضورها لمصر مع زوجها.

يقابل هذا في قصة موسى حضور فخم ومهم ولافت للأم.. وغياب تام للأب:
هي أم موسى التي اوحى الله إليها – بطريقة لا نعلمها –
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾
هي التي أرضعته، وانقذته، وحزنت لغيابه وكاد ان يفرغ فوائدها، وهي التي وعدها الله بأنه سيرجعه اليها بتلك الرضعة التي أوحاها الله لها وجعلته يرفض كل مرضعة بعدها…
حتى عندما دب الخلاف بين موسى المعروف بشدته وأخيه هارون المعروف بهدوءه.. لم يناديه بأبيهما ويقول له يا أبن أبي..
بل : ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي﴾

موسى كان محاصراً بالنساء الطيبات الصالحات:
• أمه التي اجتهدت وقاتلت لحمايته.
• اخته – يقال اسمها: مريم – التي تبعته حتى عرفت مكانه، واقترحت لاحقاً بذكاء وجود مرضعة له، وهي أمها وأمه.
• آسيا بنت مزاحم – زوجة الفرعون – التي أنقذته وحمته وآمنت بدعوته.. وهي بجانب مريم العذراء من أعظم نساء العالمين.
• و صفُّورا (أبنة يثرون – كاهن مدين) التي شهدت له ووصفته لوالدها بأنه ﴿ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ﴾ وأصبحت لاحقاً زوجته ومهرها لا شبيه له: عشر سنوات من العمل لدى والدها! لا اذكر انني قرأت عن مهر أعلى من هذا المهر.

موسى..
النحيل، الطويل، الشديد السمرة، ذو الشعر الأجعد، الذي يعاني من مشكلة في النطق:
هذا هو نصيبه مع النساء..
﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ﴾

على عكس يوسف الفائق الحُسن والجمال:
• يُروى أن عمّة يوسف « فائقة بنت إسحاق بن إبراهيم » ولأنها تحبه جداً، ولا تريد فراقه لها، اتهمته في طفولته انه قام بسرقتها!.. حتى تحظى بقربه وتقنع يعقوب ببقائه عندها لأنه وفقاً للأعراف والقوانين المعمول بها في ذلك الوقت: من يسرقك.. لك الحق باستعباده أربع سنين. حين حضرتها الوفاة – وكان يوسف مايزال صغيراً – أخبرت الجميع بأنه كان بريئاً، وأن التهمة حيلة منها ليبقى عندها.
﴿ إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل ﴾

• المرأة الأشهر في قصته هي «أمرأة العزيز» التي هامت به عشقاً، وتسبب حبها له بدخوله إلى السجن ٧ سنوات.. أو أكثر.

• أحد أسباب غيرة أخوته العشرة منه، وتخطيطهم للتخلص منه، لأنه لم يكن شقيقهم.. كان أبن «أمرأة» أخرى، بالإضافة لكونه المفضل لدى والده.

حب عمته.. استعبده.
وحب امرأة العزيز.. ارسله إلى السجن.
وحب والده له.. أشعل غيرة أخوته منه وتآمروا ضده.

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.