”واخفض لهما جناح الذل من الرحمة”
قدمت الآية الذل على الرحمة لما فيه من شعور حسن يحس به الوالدان..
فأجمل و أكمل البر أن تشعر والديك بتذللك لهما أكثر من رحمتك.
وَالذُّلّ : هُوَ اللِّين
فَيَنْبَغِي بِحُكْمِ هَذِهِ الْآيَة أَنْ يَجْعَل الْإِنْسَان نَفْسه مَعَ أَبَوَيْهِ فِي خَيْر ذِلَّة ,
فِي أَقْوَاله وَسَكَنَاته وَنَظَره وَلا يُحِدّ إِلَيْهِمَا بَصَره فَإِنَّ تِلْكَ هِيَ نَظْرَة الْغَاضِب
“وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاح الذُّلّ مِنْ الرَّحْمَة ” : هُوَ أَنْ تَلِينَ لَهُمَا حَتَّى لَا تَمْتَنِع مِنْ شَيْء أَحَبَّاهُ اويُرِيدَانِهِ
” وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاح الذُّلّ مِنْ الرَّحْمَة ” قَالَ : كُنْ لَهُمَا ذَلِيلًا , وَلَا تَكُنْ لَهُمَا ذَلُولًا
“وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ” أي: تواضع لهما, تذلا لهما, ورحمة, واحتسابا للأجر, لا لأجل الخوف منهما, أو الرجاء لما لهما, ونحو ذلك من المقاصد, التي لا يؤجر عليها العبد.