جدل يعكر سماء بطولة العالم للشطرنج بالسعودية

تجاهلت السلطات السعودية فتاوى رجال الدين وقررت استضافة بطولة دولية للشطرنج، غير أن الجدل والأزمات الإقليمية طغت على الحدث العالمي في المملكة التي تشهد بوادر انفتاح اجتماعي بوتيرة متسارعة.

تستضيف المملكة كأس الملك سلمان للشطرنج ورصدت مبلغا قياسياً من مليوني دولار للجائزة في وقت يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تصوير المملكة على أنها بلد منفتح.

افتتحت البطولة وهي الأولى التي تجري في السعودية الاثنين، وفي اليوم التالي أعلن الاتحاد الاسرائيلي للشطرنج انه يسعى للحصول على تعويضات من الاتحاد العالمي للشطرنج منظم البطولة بعد رفض المملكة منح اللاعبين الاسرائيليين تأشيرات دخول في ظل غضب عم الدول العربية اثر اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومع تردد أنباء عن عدم منح وفدي قطر وإيران تأشيرات، أصر الاتحاد العالمي للشطرنج أن بامكان ممثليهما المشاركة، وإن اختاروا عدم الذهاب في نهاية الأمر.

و أكد الاتحاد الاحد في بيان انه تم اتخاذ اجراءات خاصة لاصدار تأشيرات عند الوصول لأكثر من مئتي شخص بمن فيهم لاعبو إيران وقطر.

واضاف البيان “ان اختيار لاعبي إيران وقطر عدم المشاركة بعد التشاور مع سلطات بلديهم هو قرار فردي خاص بهم”.

و على صعيد آخر و بعيدا عن تعقيدات السياسة، صرح الاتحاد العالمي أنه نجح في اقناع السلطات بتليين المطالب التقليدية التي تفرض على النساء ارتداء العباية الطويلة سوداء، والموافقة على ارتداء قميص عالي القبة في ما وصفه الاتحاد بأنه تغير “تاريخي”.

كل هذا لم يكن كافيا لاقناع الأوكرانية آنا موزيتشوك الفائزة بالبطولة مرتين اذ انها قررت عدم المشاركة على الرغم من الحوافز المالية العالية.

وكتبت في صفحتها على فيسبوك “سأخسر لقبين للبطولة العالمية لمجرد أنني قررت عدم الذهاب الى السعودية، لأنني لا أريد أن اتقيد بشروط، ولا أريد ارتداء العباية، ولا اريد أن تتم مرافقتي عندما أخرج”.

وعلى الرغم من كل الجدل المحيط بالبطولة، غير انها اجتذبت بعضا من أهم الأسماء بمن فيهم بطل العالم ماغنوس كارلسن.

وليست السعودية من البلدان الشهيرة بلعبة الشطرنج، لكن في بلدان الخليج الغنية بالنفط يعد تنظيم المباريات الرياضية وسيلة مهمة لبناء سمعة عالمية.

وقال المحلل جيمس دورسي من مدرسة راجاراتنام للدراسات الدولية في مقالة نشرتها هافنتغتون بوست إن الرياض سلمت الاتحاد العالمي للشطرنج شيكا بقيمة 1,5 مليون دولار لاستضافة البطولة.

واضاف ان “السعودية حذت حذو قطر والامارات العربية المتحدة في استخدام الرياضة لتلميع صورتها الدولية المضطربة”.

وأشار دورسي إلى أن الرياض أقدمت على ذلك رغم أن مفتي المملكة قال قبل أقل من سنتين إن لعبة الشطرنج “حرام وهي داخلة في الميسر ومُشغلة للوقت ومُنفقة للمال”.

وسبقه رجال دين في اصدار فتاوى تعتبر ان الشطرنج يصرف الناس عن ذكر الله وتحرم اللعب من اجل المال.

و على صعيد آخر يصنف أفضل لاعب سعودي وهو أحمد الغامدي في المرتبة 13355 بين اهم اللاعبين العالميين.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.