جدل واسع بعد إلغاء بلدية أم الفحم في الداخل الفلسطيني حفلا غنائيا بسبب مضامين الأغاني

تشهد أراضي 48 جدلا ولغطا واسعا في منتديات التواصل الاجتماعي حول قرار بلدية مدينة أم الفحم بإلغاء حفل لمغني راب فلسطيني من مدينة اللد؛ بدعوى أن مضامين أغانيه فاضحة ولا تليق بأخلاقيات أهالي المدينة.

وأعلنت بلدية أم الفحم عن إلغاء حفل غنائي مقرر لمغني موسيقى الراب، تامر نفار، على خشبة مسرح وسينماتك أم الفحم، كان من المفترض أن يقام الخميس.

وأوضح بيان البلدية أن الرئيس سمير صبحي قرر إلغاء العرض بعد التشاور مع أعضاء المجلس البلدي، وأيده الغالبية العظمى منهم، وكذلك التشاور مع أصحاب الشأن وإدارة المركز الجماهيري.

وعللت البلدية قرارها بأنها وجدت أن مضامين وفحوى أغانٍ وعروض كثيرة لنفّار “بعيدة كل البعد عن الجانب الديني والأخلاقي والتربوي والثقافي المتعارف عليه في أم الفحم، لاحتوائها عبارات ومصطلحات وأفكارا لا تتلاءم ولا تتناسب مع قاموسنا الثقافي والحضاري والمجتمعي، على أقل تقدير”.

وأشارت بلدية أم الفحم في بيانها إلى أن هذه الحفلة بمضمونها المقترح لم تعرض على لجنة أمناء المركز الجماهيري، والتي تلتئم مرة كل ثلاثة أشهر، وقالت إن هذا المقترح لم يكن أصلا على طاولة البحث والطرح للبرنامج الوشيك.

وتابعت البلدية: “نثمن عاليا وغاليا عمل المركز الجماهيري وقسم الشبيبة الذي استقطب مئات بل آلاف الطلاب خلال عطلة الصيف، عبر العشرات من الدورات التربوية والرياضية والثقافية والفنية والترفيهية، بالإضافة إلى عشرات العروض الثقافية والفنية التي تمت على خشبة المسرح الجماهيري للكبار والصغار، للرجال والنساء، للطلاب والأكاديميين، على حد سواء”.

وأكدت البلدية أن رئيسها “وأعضاء المجلس البلدي، وكذلك المركز الجماهيري، بإدارته وطاقمه، حريصون على مصلحة أبنائنا وبناتنا وطلابنا وطالباتنا، ويقدمون لهم كل ما من شأنه أن يجعلهم شامة بين الأمم، وفي ذات الوقت الحفاظ على الذوق الفحماوي والطابع العام للمجتمع الفحماوي”.

وفي نطاق التجاذبات والجدالات بين مؤيد ومعارض لقرار بلدية أم الفحم، نشر في منتديات التواصل الاجتماعي شريط فيديو لرئيس بلدية المدينة عشية انتخابه يعد فيه بإتاحة المنصة للجميع ولكل الأذواق، داعيا من يريد أن يذهب للعرض الذي يراه مناسبا أو يحجم عن المشاركة فيه، كل حسب ذوقه ورؤيته.

واعتبر معلقون كثر أن الفيديو يظهر أن الرئيس تراجع عن وعوده، وأن “كلام الليل يمحوه النهار”، كما قالت إحدى المعلقات.

في المقابل، ردت عليها معلقة أخرى بالقول إن القرار يعكس رغبة أغلبية أهالي مدينة أم الفحم المحافِظة وذات الطابع الديني، داعية لاحترام ذلك من منطلق أن هذا ما تعنيه الديموقراطية.

من جهته، توجه رئيس لجنة المتابعة العليا في أراضي 48، محمد بركة، برسالة لرئيس بلدية أم الفحم داعيا إياه للتراجع عن قراره. وقال بركة في رسالته إن تامر نفار فنان ملتزم بشعبه وقضيته وهو يحمل أسلوبه الفني الخاص به.

وتابع: “من يريد أن يحضر عرض تامر نفار فهذا حقه، ومن لا يريد فذلك حقه أيضا، أما منع العرض فهو غير مقبول. أدعو بلدية أم الفحم ورئيسها الأخ الدكتور سمير محاميد إلى العدول عن قرار الإلغاء. لا يليق بكم وبنا أن نقف في نفس مربع الحظر مع وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، التي قادت وتقود حملة تحريض لشطب تامر نفار بسبب مواقفه السياسية والوطنية”.

يشار إلى أن تامر نفار يغني أغاني راب وهيب هوب، احتجاجا على الاحتلال وجرائمه وعلى عادات وتقاليد اجتماعية يراها بالية أو ظالمة. ويمتاز أسلوبه بتوجيه السهام المباشرة، وعدم تردده في استخدام كلمات خارجة عن المألوف وتخدش الحياء أحيانا.

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.