تونس.. النهضة ترفض حكومة نجلاء بودن وقيس سعيد يقرر سحب الجواز الدبلوماسي من المنصف المرزوقي

قالت حركة النهضة التونسية إنها ترفض مخالفة الصيغ والإجراءات الدستورية في عملية تشكيل الحكومة التي اعتبرتها حكومة الأمر الواقع، في وقت أعلن فيه الرئيس التونسي قيس سعيد أنه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي من الرئيس السابق المنصف المرزوقي.

وأكدت الحركة -في بيان- أن فقدان الشرعية سيضاعف من التحديات والعراقيل أمام الحكومة في تعاطيها مع الشأن الوطني وتعاملها مع الشركاء الدوليين.

واستغربت ما وصفته بمواصلة الخطاب الحاد تجاه المخالفين السياسيين، مؤكدة أنه خطاب يقسم الشعب التونسي ويغذي الصراع والنزاع، وينال من الوحدة الوطنية ويضر بسمعة تونس.

وثمنت الحراك الشعبي والسياسي والحقوقي الرافض لتعليق الدستور والمؤسسات والداعي إلى وضع حد للحالة الاستثنائية.

ونبهت حركة النهضة إلى خطورة الإمعان في الضغط على القضاء وطالبت بدعم استقلاله واحترامه حتى يضطلع بمهامه في حماية الحقوق والحريات وإقامة العدل.

من جهته، قال الرئيس التونسي قيس سعيد إنه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي من الرئيس السابق المنصف المرزوقي، بعد مطالبته فرنسا بوقف مساعدتها للنظام التونسي.

وأضاف سعيد -في تصريحات صحفية- تونس دولة حرة مستقلة، ومن يتآمر عليها في الخارج ستوجه له الاتهامات. وأوضح أنه حريص على الحرية والديمقراطية، وعلى أن يتمكن الشعب من التعبير عن إرادته من دون تدخل، حسب تعبيره.

وفي تصريحات سابقة، نفى المنصف المرزوقي دعوته قوى خارجية إلى التدخل في شؤون تونس.

وقال -خلال مقابلة مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر- إنه “في الوقت الذي طلبت فيه من فرنسا عدم دعم الانقلاب وعدم التدخل في قضايا تونس، اتهموني بأني أدعو للتدخل الخارجي.. هذا الكلام أقوله للدول الأخرى منذ 30 سنة، لا تتدخلوا في تونس ولا تدعموا الدكتاتورية”.

وأضاف “لم تعطني الإذاعات الوطنية حق الرد. هو (سعيد) ثالث دكتاتور أتعامل معه، وكأن التاريخ يعيد نفسه؛ هذه هي التهم نفسها التي سمعتها في عهد بن علي وبورقيبة”.

ومضى قائلا “الدكتاتورية لا تقبل المعارضة، المعارض هو خائن دائما بعيونهم”.

احتجاجات صحفية
وفي سياق متصل، نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم الخميس وقفة احتجاجية تنديدا بتكرار الاعتداءات التي طالت الصحفيين.

وقالت النقابة إنها رصدت جملة من الاعتداءات التي وصفتها بالخطيرة، والتي طالت الصحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية، ولا سيما أولئك الذين غطوا الاحتجاجات التي أعقبت إجراءات 25 يوليو/تموز الماضي.

ورفع المحتجون شعارات من قبيل “حرية الصحافة خط أحمر” و”سلطة رابعة، لا سلطة راكعة”.

وقال نقيب الصحفيين محمد ياسين الجلاصي إن الوقفة جاءت في إطار تعبيرهم عن غضبهم إزاء تكرار الاعتداءات الهمجية والوحشية عليهم.

وأشار إلى أن تلك الاعتداءات كادت أن تودي بحياة طاقم فريق التلفزة الوطنية التونسية الأحد الماضي.

ودعا الجلاصي سلطات بلاده إلى تحمل مسؤوليتها بحماية الصحفيين في أثناء تأديتهم مهامهم، مشددا على أن الاعتداء بالعنف والترهيب والتحريض جرائم وجب محاسبة مرتكبيها.

واعتبر أن الإفلات من العقاب شجع على تواصل وتكرار الاعتداءات ضد الصحفيين، مشيرا إلى أن النقابة سبق وأن بدأت في مقاضاة المعتدين.

ونبه الجلاصي إلى خطورة تصاعد التحريض ضد الصحفيين، والملاحقات القضائية بحقهم من أجل آراء ومواقف أو أعمال صحفية، أو بسبب توجهات المؤسسات الإعلامية المشغلة لهم.

ومنذ 25 يوليو/ تموز الماضي، تعاني تونس أزمة سياسية حادة، عندما بدأ الرئيس سعيّد سلسلة قرارات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه النيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة.

ورفضت غالبية القوى السياسية، تلك القرارات، واعتبرتها انقلابا على الدستور، بينما أيدتها قوى أخرى رأت فيها تصحيحا لمسار ثورة 2011، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية (جائحة كورونا).

‎والاثنين الماضي، تم الإعلان عن تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة التي ضمت 24 حقيبة وزارية، برئاسة نجلاء بودن التي كلفها سعيّد بالمنصب يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".