تفسير اية

كتب محمد عبده منزلاوي :

قال الله تعالى حكاية عن فريق من أهل الجنة (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)

قال أهل التفسير: ( كنا قبل) أي في الدنيا ( مشفقين) خائفين من ذنوبنا، وجلين من لقاء ربنا ( فمنّ الله علينا) بمغفرته ورضوانه ( ووقانا عذاب السموم) ووقانا عذاب جهنم.
قلت: وهكذا من خافه في الدنيا، أمّنه في الآخرة.
فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال : ( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) أخرجه ابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان وابن المبارك في كتاب الزهد وأبو نعيم في حلية الأولياء وصححه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار والشيخ الألباني في السلسلة .

تأمل قوله ( إنا كنا من قبل ندعوه)
إلحاح على الله في الدعاء بالنجاة، وهو من لوازم الخوف.
خافوه فاستجاروا به.. فمن خاف من الله فرّ إليه.. ومن خاف من غيره فر منه.
الخائف الحقيقي ينطرح على عتبة الرب باكيا وضارعا راجيا وداعيا.
( إنه هو البر الرحيم)
البر: من كثر خيره وطاب.
وهو من أسماء الله الحسنى غير المشتهرة فقد فاتت الوليد بن مسلم الذي جمعها فاشتهرت عنه.
خير الله موصول لا ينقطع.
ومن حُرم خير الله فقد حُرم.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،