تفسير آيات من القرآن الكريم ومواعظ

قال ابن تيمية: «فإن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، بحسب الإمكان، ومعرفة خير الخيرين، وشرِّ الشرَّين؛ حتى يُقدَّم عند التزاحم خير الخيرين، ويدفع شرُّ الشرَّين».

من أهم فتن العصر: فتنة العلم، فقد قادت كثيرين إلى الكفر بالله والإلحاد، ودواء فتنة العلم كما في قصة موسى والعبد الصالح بالصبر والتواضع.

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾[الكهف:83]:

من ذو القرنين؟! قال أبو حيان الأندلسي الغرناطي: «ملَك الأرض بأسرها أربعة: مؤمنان: سليمان وذو القرنين، وكافران: بختنصر ونمروذ».

﴿قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا﴾ [الكهف:87]:

الربط بين العذاب الدنيوي البشري وعذاب الآخرة الأشد، يشكِّل عبرة لمن كان له قلب، وهو أسلوب يخاطب كل مؤمن بأن الدنيا ليست نهاية المطاف، والمحكمة ستنعقد للظالمين مرة أخرى في الآخرة.

﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: 88]:

وهنا يظهر أهمية مبدأ الثواب والعقاب، وما أجمَل أنْ نرصُدَ المكافآت التشجيعية والجوائز، ونقيم حفلات التكريم للمتميزين، فذلك مما يشعل روح التنافس بين المجتهدين.

﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف:89]:

لابد من المداومة ومواصلة الرحلة لتحقيق الهدف، حيث لا راحة في الدنيا، والناس محتاجون لهداية هذا الدين وتعاليم رب العالمين.

قضاء الله كله خير لو كنتم تعلمون!

▫️قال ابن القيم:
«فإنه سبحانه لا يقضي لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له.
ساءه ذلك القضاء أو سرَّه، فقضاؤه لعبده المؤمن المنع عطاء، وإن كان في صورة المنع.
ونعمة وإن كانت في صورة محنة.
وبلاؤه عافية، وإن كان في صورة بلية.
ولكن لجهل العبد وظلمه لا يَعُدُّ العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذَّ به في العاجل، وكان ملائما لطبعه.
ولو رُزِق من المعرفة حظا وافرا لعَدَّ المنع نعمة، والبلاء رحمة.
وتلذَّذَ بالبلاء أكثر من لذته بالعافية.
وتلذَّذَ بالفقر أكثر من لذته بالغنى.
وكان في حال القلة أعظم شكرا من حال الكثرة».

هذه الأحداث الثلاثة: خرق السفينة، قتل الغلام، بناء الجدار بلا إذن ومن غير أجرة، استنبط منها العلماء قاعدة مهمة وهي:

إذا تعارض ضرران وجب تحمل الأخف لدفع الأشد، لذا قدَّم الخضر خرق السفينة على غصبها، وقدَّم قتل الغلام على كفره وطغيانه، وإصلاح الجدار بلا إذن ولا أجرة حتى لا يضيع مال اليتيمين.

من مواعظ عمرو بن العاص رضي الله عنه:
«ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشرِّ، ولكنَّه الذي يعرف خير الشرَّين».

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،