تسليم أم اعتقال.. من معاذ حامد وأحمد الشبراوي اللذان شنّ الاحتلال عملية واسعة لاعتقالهما؟

في عام 2015، نفذ مقاومون فلسطينيون عملية إطلاق نار على مجموعة من المستوطنين، ردّا على جريمة إحراق عائلة دوابشة جنوب مدينة نابلس. وبعدها بوقت قصير، أعلن جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية اعتقال الشابين معاذ حامد وأحمد الشبراوي من بلدة سلواد شرقي مدينة رام الله، وبعد أيام داهمت قوات الاحتلال البلدة واعتقلت إمام أحد المساجد في القرية وشابا آخر.

الاحتلال قال حينئذ إن حامد والشبراوي ومن اعتقلهم هم أفراد الخلية التي نفذت عملية قتل خلالها مستوطن وأصيب 3 آخرون، وبعد أشهر أصدر الاحتلال أحكاما بالسجن المؤبد على من قام باعتقالهم من الخلية، وهدم منزل حامد الذي بقي محتجزا مع الشبراوي في سجن الأمن الوقائي في بلدة بيتونيا غربي رام الله.

اعتقال للحماية من الاحتلال
وعلى مدى السنوات الماضية، ظلت عائلتا حامد والشبراوي تطالب بالإفراج عنهما، إلا أن جهاز الأمن الوقائي كان يرفض باستمرار بحجة حمايتهم من الاحتلال الذي طالب بتسليمهما أكثر من مرة.

استمرت هذه الحال منذ ذلك الحين وحتى يوم أمس الأربعاء، عندما تفاجأت العائلتان بأنباء عبر وسائل الإعلام عن الأمن الوقائي الفلسطيني أفرج عنهما، قبل أن يعلن الاحتلال اعتقالهما، وسط تضارب في الأنباء عن حقيقة الإفراج أو الهروب من سجن جهاز الأمن الوقائي، بحسب ادعاء الاحتلال.

العائلتان عاشتا حالة خوف استمر ساعات خلال متابعة العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها قوات الاحتلال في بلدة كوبر القريبة واعتقلت خلالها حامدا، وامتدت إلى سلواد حيث حاصرت منزلا قالت إن الشبراوي تحصن فيه.

أهالي قرية سلواد تحدثوا عن إغلاق الاحتلال مداخل البلدة منذ ساعات ظهر أمس الأربعاء حتى ساعات الليل، مع وجود طائرة لمراقبة سماء القرية منذ ساعات الصباح، وهو ما يشير إلى نشاط أمني للاحتلال في المنطقة، مما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وشبان تصدوا لها في سلواد.

لا معلومات عن الشبراوي
يقول علي الشبراوي شقيق أحمد، إن العائلة لم يصلها أي نبأ قبل العملية عن الإفراج أو “هروب” أحمد. وتابع متحدثا للجزيرة نت “هناك حلقة مفقودة فيما جرى بالنسبة لنا. أحمد كان يطالب بالإفراج عنه، وأنه سيتحمل مسؤولية اعتقاله من الاحتلال بعد ذلك، حتى أنه أضرب عن الطعام عام 2019 للإفراج عنه، فلماذا الإفراج المفاجئ عنه الآن؟!”.

وحتى الآن، تجهل العائلة مصير أحمد، وهل تم اعتقاله أم لا، فإعلان الاحتلال لم يتطرق لاعتقاله ولم تصلها أنباء من الأجهزة الأمنية الفلسطينية عما جرى، وكل ما وصلها هو إعلان الاحتلال أنهما هربا من السجن.

وكان الاحتلال قد أعلن في بيان لجهاز “الشاباك” عن تمكنه من اعتقال حامد، الناشط في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بلدة كوبر القريبة من بلدته سلواد.

وقال البيان إنّ معاذ حماد شارك في عملية إطلاق نار عام 2015، قتل خلالها مستوطن وأصيب 3 آخرون، وتم اعتقاله من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية بعد الهجوم، وإن معلومات وصلت “للشاباك” بأنه فرَّ من سجون السلطة، وقد تحركت القوات بعد عدة ساعات لاعتقاله حيث وجد في قرية كوبر”.

معاذ حامد مع والدته في إحدى زياراتها له في سجن تابع للأمن الوقائي الفلسطيني (مواقع التواصل)
تسليم لا اعتقال
وخلال حديثها للجزيرة نت، اتهمت ميسر حامد والدة المعتقل معاذ حامد السلطة الفلسطينية بتسليم ابنها للاحتلال بعد الإفراج عنه.

وتابعت “ما جرى هي مسرحية متفق عليها لتسليمه للاحتلال، وإن كان أفرج عنه فلماذا الآن ومن دون التنسيق معنا”.

ورفضت والدة حامد ما وصفته بادعاء هروب معاذ من السجن، وقالت “كيف يمكن أن يقوم بالهرب في ظل التحصينات الأمنية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية للسجن، وهي التي اعتادت زيارته طوال السنوات السبع الفائتة باستمرار”.

وأشارت والدة حامد إلى أن العائلة طالبت أكثر من مرة بالإفراج عنه بالتنسيق معها، إلا أن السلطة كانت ترفض في كل مرة.

وأضافت ميسر حامد إلى أن العائلة عانت على مدى 7 سنوات من ملاحقة الاحتلال لها بعد هدم منزلها، وأن آخر اقتحامات الاحتلال كانت الشهر الفائت، فضلا عن الاعتقال المتكرر لشقيقه الأصغر.

رواية صاحبة المنزل
من جهتها، قالت منال البرغوثي زوجة خلدون البرغوثي (50 عاما) الذي اعتقل هو وابنه لحظة اعتقال حامد، إن زوجها لاحظ وجود مركبة في الشارع المقابل للبيت، فألقى على من فيها التحية ودعاهم لدخول المنزل، وخلال حديثهما بالقرب من الدرج المؤدي للبيت تفاجؤوا بقوة كبيرة من جيش الاحتلال والقوات الخاصة تحاصر المنزل وتطالب زوجها بإخلائه كاملا.

وتابعت “في الأثناء، أخبر حامد زوجي أنه المستهدف من الاعتقال بعد الإفراج عنه من الأمن الوقائي”، وبحسب البرغوثي، فقد كان حامد في المركبة رفقة أحد الشبان قبل اعتقالهما مع زوجها وابنها (18 عاما).

ورغم حالة الجدل التي أحدثها إعلان الاحتلال عن هروب حامد والشبراوي من سجون أجهزة السلطة الفلسطينية، فإن السلطة التزمت الصمت ولم يصدر عنها أي تصريح بالنفي أو التوضيح، كما حاولت الجزيرة نت التواصل مع الناطق باسم المؤسسة الأمنية طلال دويكات للحصول على ردّ منه، دون جدوى.

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".