تركيا تتوحد لإدانة العنصرية في مباراة باشاك شهير.. لكن ما علاقة اللاجئين السوريين؟

توحدت تركيا رسمياً ورياضياً وشعبياً في إدانة الحادثة العنصرية التي شهدتها مباراة نادي باشاك شهير التركي وباريس سان جيرمان الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يستغل نشطاء أتراك الحادثة لإثارة بعض المواقف والحوادث التي تستهدف اللاجئين السوريين في تركيا وتنبه إلى ضرورة محاربة كافة أشكال العنصرية سواء كان ذلك على خلفية اللون أو العرق أو الجنسية.

واستهدف النشطاء بدرجة أساسية بعض الأحزاب والشخصيات المعروفة بمواقفها المعادية للاجئين السوريين والتي دعت في السابق إلى ضرورة عودتهم إلى بلادهم، حيث يعيش في تركيا قرابة 3.6 ملايين لاجئ سوري منذ بداية الأزمة السورية وسط تراجع فرص عودتهم إلى بلادهم وحصول شريحة منهم على الجنسية التركية مع استمرار مواجهتهم صعوبات في الاندماج بالمجتمع.

وعلى الرغم من أن الحكومة التركية اتبعت سياسة الانفتاح تجاه اللاجئين السوريين وقدمت لهم مختلف الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها وصولاً للتجنيس، إلا أن بعض الأحزاب والشخصيات القومية المتشددة واليسارية هاجمت باستمرار اللاجئين السوريين ورفعت في حملاتها الانتخابية شعارات إعادتهم إلى بلادهم، كما يشتكي لاجئون من صعوبات وبعض التمييز الذي يواجههم في حياتهم اليومية.

ومساء الثلاثاء، رفض نادي باشاك شهير التركي إكمال مباراته مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ضمن الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة بدوري أبطال أوروبا المقامة في باريس وذلك عقب عبارات عنصرية وجهها الحكم الرابع الروماني، سباستيان كولتيسكو، لمساعد مدرب الفريق التركي بيير ويبو، حيث تم الاتفاق لاحقاً على استئناف المباراة الأربعاء عقب تغيير طاقم التحكيم.

هذه الحادثة العنصرية لاقت ردود فعل قوية على مستوى العالم شارك بها نجوم كرة قدم ونشطاء من كافة أنحاء العالم إلا أن التفاعل الأكبر كان في تركيا، حيث أدانت كافة الأوساط الرسمية والشعبية والرياضية والحزبية والنقابية الحادثة التي باتت حديث الشعب التركي وتصدرت وسوم “لا للعنصرية” شبكات التواصل الاجتماعي بمئات آلاف المنشورات.

وعقب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحادثة بالقول: “أدين بشدة العبارات العنصرية التي تعرض لها عضو الجهاز التدريبي في ممثلنا فريق باشاك شهير.. أؤمن أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيتخذ الخطوات اللازمة”، وأكد وقوف تركيا في “مواجهة كافة أشكال العنصرية والتمييز في الرياضة وجميع مجالات الحياة دون قيد أو شرط”.

كما أصدرت كافة الأحزاب التركية مواقف تدين بشدة هذه الحادثة وعلى رأسها أحزاب العدالة والتنمية الحاكم، الحركة القومية، الشعب الجمهوري المعارض، حزب الجيد، السعادة، حزب المستقبل، إلى جانب إدانات كافة الوزراء ورئيس البرلمان والنواب من كافة الأحزاب والاتحادات والنقابات الرياضية والمهنية.

إلا أن إدانات بعض الأحزاب والشخصيات السياسية المعروفة بمواقفها المعارضة للاجئين السوريين واجهت حملة من نشطاء أتراك وجدوا في هذه المناسبة فرصة للتأكيد على أن العنصرية لا تتعلق بالعرق واللون فقط، مشددين على أن كافة أشكال التمييز ضد اللاجئين هو شكل من أشكال العنصرية ويجب أن يتوقف.

ورد نشطاء على منشورات هذه الأحزاب والشخصيات بعبارات من قبيل: “نتمنى أن يكون موقفهم من العنصرية مبدئيا ويشمل كافة أشكال العنصرية ومنه ما تمارسونه على اللاجئين”، “العنصرية واحدة سواء كانت على خلفية العرق أو اللون أو الجنسية”، “وماذا تسمون مواقفكم المعادية للاجئين، أليست عنصرية؟”، وكتب أحدهم ساخراً: “أنتم تعارضون كافة أشكال العنصرية باستثناء ما يستهدف اللاجئين السوريين”، وغيرها من المواقف.

فيما دافع آخرون بالقول إن المواقف المعارضة للاجئين السوريين لا علاقة لها بالعنصرية وإنما مواقف تتعلق بضرورة عودتهم إلى بلادهم وهو أمر متاح وممكن، معتبرين أن معارضة شرائح من اللاجئين لا تتعلق بلونهم أو جنسيتهم وإنما ببعض التصرفات السلبية التي يرتكبونها وأن معارضة هذه التصرفات لا يعتبر عنصرية، على حد تعبيرهم.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".