ترشيح عربيتين مسلمتين تحت سن الثلاثين لجائزة نوبل للسلام

المصدر مواقع الكترونية

يترقب العالم أسماء الفائزين بجائزة نوبل هذا الوقت من كل عام، الجائزة الأرفع في مجالات العلوم والأدب والسلام، التي تتهم -عادة- بالانحياز إلى ذوي البشرة البيضاء.

وقد شهدت قائمة المرشحين لجائزة نوبل للسلام هذا العام اسمين لسيدتين مسلمتين عربيتين هما الليبية هاجر الشريف والصومالية إيلواد إيلمان، وسيعلن اسم الفائز بالجائزة رسميا يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

إيلواد إيلمان
تبدو إيلواد إيلمان (29 عاما) للوهلة الأولى كندية من أصول صومالية، حصلت على فرصة تعليم مميزة في كندا، لتتأهل للدخول إلى مجال العمل العام وحقوق الإنسان برفاهية منقطعة النظير؛ لكن ما تلبث أن تتكشف الحقيقة وتقص علينا ملحمة إنسانية، فتلك الشابة تسير على خطى أبيها الذي اغتيل لانخراطه في العمل الإنساني في مارس/آذار 1996.

أسس والداها مؤسسة “سلام إيلمان” المعنية بتأهيل الشباب للمشاركة في دعم السلام الإنساني أثناء الحرب الأهلية بالصومال، وهو ما دفع منظمة العفو الدولية لإصدار بيان بشأن الحادث قالت فيه “إن مقتله بعث رسالة مخيفة للصوماليين الراغبين في السلام والحياة الطبيعية”.

لم تخف تلك الرسالة إيلواد التي أراد لها والدها أن تتبع دربه حين أرسلها خارج البلاد مع والدتها لتنجو هي وشقيقتها من الحرب الأهلية، ولكن رحلة اللجوء إلى كندا لم تمنعهم من العودة إلى وطنهم الأم الصومال بعد انتهائها من دراستها وهي ذات 19 ربيعا.

وفي عام 2010 كان الصراع في الصومال قد بلغ أوجه وبدأت إيلواد جنبا لجنب مع والدتها في صنع رؤية لإعادة بناء أسس السلام في الصومال، فعملت في عدة ملفات من بينها حقوق الإنسان والمساواة والتصدي للعنف ضد المرأة، واهتمت بملف النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب في الحرب الأهلية.

سرعان ما برز دور إيلواد في الصومال، كما تناقلت وسائل الإعلام العالمية أخبارها باهتمام ملحوظ، ليهديها الرئيس الأميركي باراك أوباما زمالة البيت الأبيض الرائدة للقيادات الأفريقية الشابة، كما اعتبرت سفيرة الشباب في الصومال بسبب دورها الرائد في إنهاء حالات العنف الجنسي خلال النزاع عام 2014، كما دعيت مرارا لمناقشة أمور السلم وحماية وأمن المدنيين بالأمم المتحدة، قبل أن يختارها الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون مستشارة له في شؤون الشباب.

اختيرت إيلمان في قائمة أكثر مئة سيدة مؤثرة في أفريقيا، وانضمت لمنظمة كوفي أنان -الأمين العام السابق للأمم المتحدة- بمبادرة “معا”، وهي المنظمة المعنية بمجال مكافحة التطرف والعنف والتي تضم فقط عشرة قيادات شبابية على مستوى العالم من خلفيات ثقافية ومجتمعية مختلفة، من بين هؤلاء العشرة هاجر الشريف المرشحة الثانية للفوز بنوبل للسلام هذا العام.

هاجر الشريف
دخلت هاجر الشريف المجال العام والعمل الإنساني وهي في التاسعة عشرة من العمر، إذ تأثرت بشدة بما حدث في ليبيا جراء اندلاع الثورة الليبية عام 2011.

شاركت في تأسيس منظمة “معا نبنيها” في ذاك الوقت بهدف دعم الانتقال السلمي والتحول الديمقراطي في ليبيا، وبعد عامين شاركت في مشروع ” شبكة 1325″ المكون من العديد من المنظمات الحقوقية ومؤسسات فاعلة في المجتمع المدني في 30 مدينة في ليبيا، وذلك لمناقشة حقوق الإنسان وتمكين المرأة.

تحدثت الشريف في مجلس الأمن عن الأوضاع في ليبيا وحيثيات بناء السلام، وسردت قصصا مروعة تعمل على معالجتها منظمة “معا نبنيها”، كما قالت إن “بناء السلام ليس فقط من أجل وقف العنف، ولكنه من أجل تجنبه أيضا. ولنتمكن من تحقيق ذلك، يجب أخذ كافة أصوات المجتمع الليبي واختلافاته في الاعتبار. يشكل الشباب -ولا سيما الفتيات- نسبة هائلة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك فإن دورهم مهم للغاية في بناء السلام”.

تركز هاجر على إبراز الصعوبات التي فُرضت على الشعب الليبي والمعاناة الناتجة عن الصراع المحلي المسلح وانعدام الأمن.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الساسة والقادة من التقرب لأكاديمية نوبل والجهر برغبتهم في الحصول على الجائزة، قدمت المنظمات والجهات المعنية بترشيح مستحقي نوبل للسلام 301 اسما، ومن بين تلك القائمة تعمل هاتان الفتاتان في صمت تام من أجل بناء السلام في مجتمعات أعيتها الحروب ودمرها النزاع وانعدم فيها الأمن.

تتألف جائزة نوبل من ست مجموعات تتنوع بين الكيمياء والفيزياء وعلم الوظائف والطب والأدب والسلام، وقد حجبت جائزة الأدب العام الماضي إثر تورط أحد الأعضاء في فضيحة جنسية، رغم أن الجائزة لم تحجب سوى مرة واحدة سابقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1943.

وتحاول الأكاديمية المانحة للجائزة منذ عام 1901 تخطي كل الاتهامات التي طالتها العام الماضي، رغم تنحي عدد من أعضاء اللجنة المتورطين في العام الماضي.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.