بعيدا عن المفسدين في الارض، وعن المجاهرين

نحن لا نعبد الله لنقيم الحجة على الاخرين، باننا الافضل والاقدر…

للاسف اكثر الناس تتبعا لعورات الناس ، هم اولئك الذين يخشون ظهور أخطائهم أمام الناس، و يحرصون على شكلهم بينهم ….ولانهم مرضى قلوب كبرت في انفسهم عقدة التميز، والاختلاف ولو على حساب الاخرين ، فلا يقبلوا بالنقد، ولا بالنصح، ولا بالمواجهة،ظنا منهم انهم يستطيعوا إقناع الاخرين بانهم ملائكة لا يخطئون ، وانهم اكثر الناس دينا و صبرا وتحملا وانهم اهل الحكمة، وهم ليسوا باهل لها….
اولئك المعقدون يمنون على الله ،بالتزامهم ببعض الطاعات التي لا تتجاوز حلقومهم، فإن راؤا مخالفات عند غيرهم سارعوا إلى نشرها بنية الفضح ، وبنية الاساءة دون اعتبار لأي صلة أو، قرابة ، او جوار ودون اعتبار لعمر ذلك الشاب ، أو تلك الفتاة، أو ظروفه التي يعيشها ، تراهم يتبعون الصبي منذ نشأته ، والفتاة منذ نعومة اظافرها ، ليتصيدوا لهم ، ويوقعوا بها فيكونوا سببا في تراجع تربية جيل ، لأن الشباب في طفولتهم يتعلمون، ومع العلم يتعرقلون ،ويتعثرون، يحتاجون لعم يطبطب، ويرشد، ويحنو، ويقلب الصفحات …..ولخال يغض النظر، ويدعم …..ولعمات، وخالات يقفوا على الحسنات ، لا على السيئات ولجيران يبادروا هم بالسؤال ، والسلام عليهم حتى يشجعوهم . وزوجات اخوال، وزوجات اعمام يتقين الله في جيل ابنائهم.
وزوجات اخوة امينات، لا شيعات كويكلات الانباء عن أخبار أهل الزوج .

فإن فقد الجيل من يحنوا عليه ، ومن يتغافل عن زلاته ، ومن يعرض عن اخطائه ، ووجد من يهمز ويلمز، ويتصيد، تطور الشر في نفوس ابنائه ، وأصبح هناك تحدي في ارتكاب الخطأ، والإصرار عليه …. نحن المسلمون لم نخلق لنتتبع عورات بعضنا، وننتقذ بعضنا ، ولا لنتصيد اخطاء الاخرين،
نحن نحمل رسالة سامية ، تدعو إلى التراحم، والتكافل ، والتغافل ، والمبادرة بالإحسان، والصبر على بعضنا، والعفو ، والتسامح …
لكن للشر اناسه في كل زمان ومكان، وهم أعوان الشيطان ولا يأتي الشر الا من اولئك الذين يتتبعون الزلات، والعثرات، ويلفتوا الانتباه الى كل صغيرة ، وكبيرة ، اولئك الذين يسعون لانفسهم على حساب الاخرين ، فلا يهنأ لهم بال حتى يخربوا العلاقات، فيفسروا الحركات ، والنبرات والعبارات، ليقيموا الحجة على سوء اخلاق الاخرين، وتربيتهم.
نحن أمة يوقر صغيرها كبيرها، ويعطف كبيرها على صغيرها ،ويحنو قويها على ضعيفها،وغنيها على فقيرها ، ولسنا امة نعبد الله لنقيم الحجة على ضلال الاخرين .
ولا نعبد الله لنمارس الكبر على الاخرين ، في التعامل معهم….
ولا نعبد الله ، لنمن على الله في حسن اخلاقنا التي حرم غيرنا منها ..
ولا نعبد الله لندعي اننا المختلفون بين الناس
نحن بشر نصيب ، ونخطا ضمن منظومة فيها ثوابت لا نتعداها، ونعلم أن الله غفور رحيم ،فناخذ بيد بعضنا البعض، ونصدق مع بعضنا في النيات، وندعوا للغافل منا بالهداية ، و للضال بالعودة، وندعو لشباب المسلمين بأن يجنبهم الله الفتن ،وان يجنبهم شر شياطين الانس والجن الذين لا يبغونها الا عوجا، نحن امة لا نفجر ان صارحنا احد ، ولا نصارح الاخرين لنقيم الحجة على فشلهم ، ونحمد الله أن هدانا للايمان، ولم يجعلنا من للغافلين.
نحن امة ننتمي لجسد واحد اذا اصاب عضو منه الم، تألم له باقي الجسد.
والا كيف سينشا الجيل وسط محيط يتربص لزلاته لينشرها، أو يستفزه ليخرج اسوء ما في معدنه، ليقيم الحجة على سوء تربيته.
فالاصل ان المؤمنين يسعى بذمتهم ادناهم، وهم يد على من سواهم ، يعذر بعضهم بعضا ، والمؤمن طيب رحيم ، اينما حل حلت الرحمة، اخر همه كلام الناس لأنه لا ينشغل بهم ، ولا يقف الا على ما يزعجه منهم ، ولانه لا ينفي الخطأ عن نفسه ، حتى يحرمه على غيره، فكلكم خطاء ، وخير الخطائين التوابين، فالمؤمن يعلم انه معرض للغلط في حياته ، وأبنائه وبيته ، ويعلم ان من سنن الحياة ان يبتلى الانسان بأحدهم كما ابتلي الانبياء من قبل، فلا أحد معصوم، فالمؤمن لا ينشغل بتربية ابنائه ليقيم الحجة على سوء تربية غيره ، وانما يسعى من التربية ان ينجيهم من الدنيا ،وغفلتها وان ينجوا بهم من عواقب الدنيا، والآخرة.

شاهد أيضاً

شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطاع

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن غاراتها الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة بينها مدينة رفح جنوبي القطاع، رغم تحذيرات دولية من خطورة شن عملية عسكرية على المدينة المكتظة بالنازحين، في حين تنتشر أمراض الجهاز التنفسي بينهم.