بعد الجدل حول منع الحجاب في المدارس الابتدائية في ألمانيا.. دعوات حكومية لليهود للبس “الكيباه”

بعد الجدل الدائر في ألمانيا حول تأييد منع فتيات المدارس الابتدائية في ألمانيا من ارتداء الحجاب أسوة بالنمسا، دعت الحكومة الألمانية المواطنين الى ارتداء قلنسوة الكيباه اليهودية قبل تظاهرة مناهضة لإسرائيل كنوع من ابداء التضامن، في الوقت الذي يواجه فيه اليهود تصاعدا في معاداة السامية، متراجعة عن تحذير سابق لأحد المسؤولين الرسميين من ارتداء هذه القلنسوة.

وكان مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين أثار ضجة عندما صرّح خلال عطلة نهاية الاسبوع لمجموعة “فانكي” الاعلامية انه ليس باستطاعته “نصح اليهود بارتداء الكيباه في كل مكان وفي جميع الاوقات في ألمانيا”. وتطرّق كلاين أيضاً إلى تصريحاته السابقة معتبرا أنّه يجب أخذ قوله بأنه “لا يمكن من الآن فصاعداً أن يوصي بإمكان ارتداء اليهود للكيبا في كل مكان في المانيا على انه إشارة انذار”. وفي وقت سابق أعربت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، أنيغريت كرامب- كارنباور، قد أعربت الأسبوع الماضي عن دعمها للجدل الدائر بشأن حظر حجاب الفتيات في دور الحضانة والمدارس.

وقالت خليفة المستشارة أنغيلا ميركل في رئاسة الحزب في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية “ارتداء الحجاب في الحضانة أو المدرسة الابتدائية ليس له علاقة بدين أو حرية دينية، وهكذا يرى الأمر الكثير من المسلمين أيضا”، موضحة أنها ترى أن إثارة الجدل عن السماح بارتداء الحجاب في هذه المدارس أمر مبرر تماما. يُذكر أن النمسا حظرت قبل أيام قليلة ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية، وهو ما أثار نقاشات جديدة في ألمانيا في هذه القضية.

من جهته صرح شتيفان زايبرت خلال مؤتمر صحافي الأربعاء “يجب على الدولة ضمان أن تكون حرية التعبير الديني متاحة للجميع وأن يكون بإمكان كل شخص أن يذهب لأي مكان في بلدنا بأمان كلّي وهو يرتدي الكيباه”.

وفي مطلع هذا الأسبوع نشرت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار على صدر صفحتها صورة لقلنسوة كيبا يمكن قصّها وارتداؤها في محاولة لمكافحة تصاعد معاداة السامية. ودعت الصحيفة القراء الى “التضامن مع جيرانهم اليهود” عبر صنع “الكيباه الخاصة بهم” والتي تحمل رسم نجمة داوود من أجل “مواجهة معاداة للسامية”.

وراقبت المانيا مع دول أوروبية غربية أخرى بقلق تصاعد موجة معاداة السامية واشكال أخرى من خطاب الكراهية العنصري في السنوات المنصرمة بعد ان اصبحت الأجواء السياسية اكثر حدة واستقطابا. وأصدر المجلس المركزي لليهود في ألمانيا العديد من التحذيرات حول ارتداء قلنسوة الكيباه في الأماكن العامة.

وارتفع عدد الجرائم الناتجة عن معاداة للسامية بنسبة 20 بالمئة في المانيا العام الماضي وفق بيانات وزارة الداخلية التي ألقت باللائمة في 9 من أصل 10 قضايا على اليمين المتطرف. في غضون ذلك، يسعى كثير من ساسة الاتحاد المسيحي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، لحظر الحجاب في المدارس بالنسبة للفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 14 عاما. وجاء في بيان مشترك لساسة بارزين بالاتحاد أن هناك حاجة ملحة لإجراء نقاش بهذا الشأن “في ظل تزايد نداءات المساعدة من أعضاء هيئة التدريس”. وأضاف البيان أن أية أفكار على مستوى الولايات لتطبيق مثل هذا الحظر ظلت بلا نتيجة حتى الآن، “لذا نعتزم التطرق للمشكلة على مستوى اتحادي”، لافتا إلى أنه يجري حاليا فحص من الناحية القانونية للطريقة التي يمكن من خلالها تطبيق مثل هذا الحظر بهدف صياغة مشروع قانون.

وظهر استطلاع للرأي في ألمانيا أن هناك أغلبية في الشارع الألماني تؤيد منع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية. وحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد يو غوف المتخصص، لصالح وكالة الأنباء الألمانية، فإن 57 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون سن قانون بهذا الخصوص.

وارتفعت هذه النسبة إلى 61 في المائة بين ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل و 64 في المائة بين ناخبي الحزب الديمقراطي الحر، و 90 في المائة بين ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، والذين رأوا أن فرض هذا الحظر أمر جيد.

وكانت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، أنيته فيدمان- ماوتس، طالبت قبل أيام بدراسة حظر ارتداء التلميذات في المدارس الابتدائية للحجاب. وقالت السياسية المنتمية للحزب الديمقراطي المسيحي في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية: “ارتداء فتاة صغيرة للحجاب أمر غير معقول – هذا ما يراه معظم المسلمين أيضا. يتعين دراسة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الفتيات – بداية من إجراء محادثات مع الآباء وصولا إلى الحظر”.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،