بعد الانفجار النووي في روسيا.. هل تتأثر دول الشرق الأوسط وأوروبا؟

انفجار ذو طابع نووي.. هكذا أعلنت روسيا حقيقة ما شهدته مدينة سيفيرودفينسك التي يبلغ عدد سكانها 190 ألف نسمة، واعترفت به بعد يومين على الواقعة، ما أثار حالة هلع لدى السكان الذين سارعوا لشراء مادة اليود المضادة للإشعاعات.

ووقع الحادث يوم 8 أغسطس الجاري، في منشأة عسكرية في منطقة القطب الشمالي على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ولكن السلطات الروسية لم تقر إلا يوم السبت الماضي بأنه نووي، وأدى الانفجار إلى ارتفاع وجيز في مستوى النشاط الإشعاعي.

وبيوم الانفجار، نشر موقع “بي بي سي” البريطاني تقريرا، كشف فيه أن السلطات الروسية وزعت على المواطنين في المدينة أقراص اليود المستقر، والذي يستخدم لمقاومة الإشعاع في الكوارث والتسريبات النووية.

الإشعاع الناجم عن الانفجار ارتفع من 4 إلى 16 مرة.. ومن المحتمل تأثيره على الشرق الأوسط

وصباح اليوم، أعلنت روسيا زيادة مستويات الإشعاع من 4 إلى 16 مرة في سيفيرودفينسك التي شهدت الانفجار بقاعدة لإطلاق الصواريخ في شمال روسيا وأسفر عن مصرع 5 أشخاص على الأقل.

وكشفت عن احتمالية تأثر بعض الدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط بهذا الانفجار، الذي حدث خلال إجراء اختبار صاروخ على منصة بحرية، كما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الحادث وقع خلال القيام بتجربة “محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل”.

الأرصاد الجوية الروسية: لا يوجد أي تهديد لسكان المقاطعة

بينما أكدت الإدارة الشمالية للأرصاد الجوية والمراقبة البيئية أن الانظمة الآلية الخاصة برصد حالة الإشعاع في ست نقاط من أصل ثماني في مدينة سيفيرودفينسك يوم الحادثة، سجّلت زيادة في معدلات أشعة غاما من 4 إلى 16 مقارنة بالمستوى المحدد لهذه المنطقة، مؤكدة عدم وجود أي تهديد لسكان مقاطعة أرخانغيلسك عقب الحادثة في ميدان التجارب العسكرية.

خبير بالطاقة النووية: التفجير ناجم عن مفاعل نووي به سائل يضم مواد مشعة ذرية

الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، أكد أن الانفجار ضعيف وتأثيره لم يمتد داخل روسيا نفسها ليصل إلى الدول الأوروبية أو حتى الشرق الأوسط، ما يعني أن الأنباء المتداولة لا أساس لها من الصحة، وتهدف لإثارة الذعر بين المواطنين فقط.

وشرح عبدالنبي، لـ”الوطن”، أن التفاعلات النووية تتم داخل مفاعل نووي، والتفاعلات الكيمائية تتم داخل مفاعل كيمائي، والاثنين يطلق عليهم تفاعل، موضحا أن المفاعل النووي لا ينفجر مثل القنبلة الذرية ولكنه ينصهر، بينما القنبلة النووية والمفاعل الكيماوي ينفجران، لذلك فالانفجار بروسيا هو ناجم عن تفاعل كيماوي، به سائل كيماوي داخله مواد مشعة نووية، وهو ما أعلنته موسكو أيضا.

وأشار إلى أنه عندما انفجر المفاعل زادت نسبة الإشعاع من 4 إلى 16 مرة عن المعدل الطبيعي لمستوى الإشعاع في المنطقة، لمدة أقل من ساعة في الجو بمنطقة الانفجار فقط، ووفاة الخمسة أفراد كان نتيجة لشدة الانفجار فقط، مؤكدا أنه لن يتجاوز المنطقة لحدود أوروبا أو الشرق الأوسط، حيث لم تسجل الدول المحيطة بروسيا أي إشعاعات، بينما لم تطلب السلطات بموسكو إخلاء المدينة.

عبدالنبي: تأثير الانفجار لن يمتد لأوروبا أو حتى الشرق الأوسط.. وما يحدث “فقاعة”

ارتفاع مستوى الإشعاع من 4 إلى 16 ضعف، يعد أمرا بسيطا غير مؤثر، بحسب عبدالنبي، بينما إذا وصل إلى 100 درجة في معدلات جاما، يكون مؤثرا على الأفراد في هذه الحالة، مشيرا إلى أن حالة التضخيم للانفجار هذه تعتبر “فقاعة لا أساس لها من الصحة” تهدف بها وسائل الإعلام الأجنبية التقليل من القوى الروسية والإساءة لها بعد أن برعت في صناعة المحطات النووية.

توزيع اليود غير المشع وإقبال المواطنين عليه يأتي بسبب حالة الذعر التي انتشرت، حيث يعمل ذلك كنوع من الوقاية من اليود المشع الموجود بالمفاعلات، وفقا للخبير بالطاقة النووية، موضحا أن الغدة الدرقية تتشبع به حتى تتجنب التأثير من الانفجارات.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".