بطولتك في حسن اختيارك

ليس لك إلا أن تطلب ، ليس لك إلا أن تدعو ، ليس لك إلا أن تصرَّ على طلبك . .
﴿كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾[ سورة الإسراء : 20]

الله سبحانه وتعالى حينما خلقك ، وحينما جاء بك إلى الدنيا ، أراد أن يعطيَك سُؤْلك ، فأنت الذي تحدد ما أنت عليه من خلال سؤلك لله عزَّ وجل ، إما أن تسأله الدنيا الفانية، وإما أن تسأله الآخرة الباقية ، إما أن تسأله عطاءً ينفد عند الموت وينتهي ، وإما أن تسأله عطاءً لا ينتهي إلى أبد الآبدين . فالبطولة في حُسْن الاختيار ، لأن الله سبحانه وتعالى يمد هؤلاء وهؤلاء مِن عطائه ، اطلب الدنيا بصدق تنلها ، واطلب الآخرة بصدقٍ تنلها ، فالبطولة أن تحسن الاختيار ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يحجب عطاءه عن أحد .

لا ينبغي لك أن تكتفي أنت باستقامتك ، لابدَّ من أن تكون لك دعوةٌ إلى طاعة الله عزَّ وجل ، أنت ، وجيرانك ، وأقرباؤك ، ومَن يلوذ بك . الذهاب إلى أمكنةٍ لا ترضي الله ، يعصى فيها الله ، تشرب فيها الخمور ، تكشف فيها العورات ، هذا شيءٌ لا يمكن أن يتَّفق مع أخلاق المسلم ،

قال : يا رسول الله عظني ولا تطل ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : قل آمنت بالله ثم استقم ، فقال هذا الأعرابي : أريد أخفَّ من ذلك . فقال عليه الصلاة والسلام : إذاً فاستعدَّ للبلاء .

إذا لم تُرِد أن تكون مستقيماً إذاً فاستعدَّ للبلاء .
فإذا أصرَّ الإنسان على معصية فليستعد للبلاء ،
إذا أصرّ الإنسان على مخالفة الشرع فليستعد للبلاء ،
إذا أصرّ الإنسان على أن يعطي نفسه هواها فليستعد للبلاء ،
إذا أصرّ الإنسان على أن يكون مع الناس في لهوهم ، وفي مرحهم ، وفي احتفالاتهم ، وفي أنماط حياتهم ، وفي سلوكهم ، وفي عاداتهم ، وفي تقاليدهم ، وكلها لا ترضي الله ، فليستعد للبلاء .

 قال له : يا رب لقد عصيتك ولم تعاقبني ؟
قال : لقد عاقبتك ولم تدر :
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا  فإنَّا منحنا بالرضا مَن أحبَّنـا
و لذ بحمانا واحتمِ بجنابنا  لنحميك مما فيه أشرار خلقنـا


فكلمة ” فاستعد للبلاء ” يجب أن تبقى في ذهن كل مسلم ، إن لم ترضَ بالاستقامة ، إن لم تقبل أن تكون مستقيماً على أمر الله ، إذاً فاستعد للبلاء ،

شاهد أيضاً

هكذا أدارت المقاومة الحرب النفسية مع الاحتلال في غزة

ظهرت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أهمية الحرب النفسية باعتبارها جبهة أساسية من جبهات هذه المعركة، وحاول كل طرف توظيف الدعاية للتأثير النفسي في مخاطبة جمهوره والجمهور المعادي.