باحثون يكشفون خطأ خريطة “همبولت”

المصدر : مواقع إلكترونية

أجرى فريق دولي من الباحثين تقوده جامعة تولوز الفرنسية دراسة لإعادة مسح المناطق الجبلية التي حددها الجغرافي الألماني ألكسندر فون همبولت في دراسته قبل أكثر من 200 سنة عن تتابع النطاقات النباتية وفقا للتغير المناخي على ارتفاعات المنحدرات الجبلية في جبال الأنديز في أميركا الجنوبية.

همبولت لم يكن على حق
وكانت المفاجأة أن وجد الباحثون أخطاء في الرسومات البيانية والخرائط التي أعدها همبولت بشأن تغير المناخ ودرجة التباين النباتي التي سجلوها في المنطقة، طبقا للدراسة التي نشرت في دورية “بروسيدنجس أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس” يوم 28 مايو/أيار الماضي.

وتحظى الدراسة بأهمية كبيرة نظرا لمعارضتها فرضية من الفرضيات الرئيسية لأحد الباحثين المهمين هو الجغرافي ألكسندر فون همبولت الذي يعد أحد أهم العلماء في التاريخ.

وطالما اعتمد العلماء على فرضية همبولت في تلك الخريطة في مختلف التخصصات المتعلقة بالدراسات البيئية والجيولوجيا في تحديد الغطاء النباتي وتقدير تأثيرات تغير المناخ.

نشر ألكسندر فون همبولت في عام 1807رسما توضيحيا يظهر مقطعا عرضيا للمنحدرات الجبلية في جبال الأنديز، إلى جانب أسماء النباتات، وكان الهدف من الشكل هو إظهار كيفية تغير البيئة مع زيادة الارتفاعات.

وفي الدراسة الحالية قام الباحثون بإعادة النظر في الأماكن التي سافر إليها همبولت مع عالم النبات المرافق له إميه جاك بونبلان لملاحظة الغطاء النباتي الذي وجدوه ومقارنته بالمخطط الذي أنشأه همبولت.

تصحيح ما وصفه همبولت
أفاد الباحثون أنهم اكتشفوا عدة أخطاء في الرسم معظمها تباينات فيما يتعلق بالارتفاعات التي تنمو بها بعض النباتات.

ولكن كان هناك أيضا خطأ صارخ واحد، وهو خطأ في وصف الغطاء النباتي الذي ينمو على ارتفاعات مختلفة على تشيمبورازو، وهو جبل بركاني في الإكوادور.

ووجد الفريق البحثي أن همبولت وزميله كانا في الواقع لم يصلا إلى تشيمبورازو، وإنما كانا على جبل مختلف، هو الجبل الذي أنشأه بركان “أنتيسانا”.

وعثر الباحثون في هذا الجبل مؤخرا على التفاصيل التي وصفها هومبولت وزميله، مثل الكهف الذي كانا يعيشان فيه في عام 1802.

وجمع الباحثون في الدراسة الحالية أنواع النباتات نفسها التي استخدمها هومبولت وزميله، على نفس الارتفاعات التي ذكرها همبولت.

ويعتقد مؤلفو الدراسة الحالية أن النتائج التي توصلوا إليها بالغة الأهمية لأنها تصحح ما اعتاد الباحثون على استخدامه من بيانات الارتفاع غير الصحيحة عند تقديم دراسات حول الاختلافات بسبب تغير المناخ.

وأظهر المسح الجديد على سبيل المثال أن أعلى النباتات في الجبل كانت تنمو على ارتفاع أعلى بمقدار 215 إلى 266 مترا مقارنة برسم هومبولت وبونبلاند، في حين أن باحثين آخرين يستخدمون البيانات غير الصحيحة للارتفاعات وادعوا أن النباتات كانت تنمو على ارتفاع يصل إلى 500 متر عما كانت عليه خلال القرن التاسع عشر

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.