ايها المربي: كذب ننهي عنه فنسقط فيه

تخويف الأطفال بعبارة (الله بيحطك في النار)!
(إذا بتكذب الله بيحطك في النار)، (إذا بتضرب أخوك الله بيحطلك سيئات).

عبارات هي نفسها من الكذب الذي ننهي الأطفال عنه! بل لعلها من أسوأ الكذب!

فهي تسبب سوء الظن برحمة الله تعالى، وفي أخطر مرحلة عمرية على تكوين الشخصية – مرحلة الطفولة.

1. نحن نعلم أن هذا الطفل غير مكلف، وأنه لا سيئات عليه. وليس من عبثٍ قدَّر الله أن تكون سنوات الطفولة هكذا. فبأي حق ننسب إلى الله فعلا نفاه عن نفسه: محاسبة ومعاقبة الأطفال؟!

2. ستقول المربية: (لكني أريد أن أنمي في الطفل جانب مراقبة الله). طيب تمام، هناك أساليب كثيرة: (ألست يا بني تحب الله؟ هذا الفعل الذي تفعله الله لا يحبه. الله لا يحب الكذب، بل يحب الصدق).

3. نربي أبناءنا بتغليب جانب الترغيب: (إذا تركت هذا الفعل لوجه الله فإن الله سيعطيك حسنات). وهذا صحيح. فالطفل يثاب إن فعل شيئا لوجه الله.

4. هاتوا لي حديثا واحدا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لطفل أن الله يعاقبه؟ بل نجد في البخاري مثلا أن الحسنُ بن عليٍّ رضي الله عنهما أخذ تمرةً مِن تمرِ الصَّدَقة، فجعَلَها في فيه، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((كخْ كخْ))؛ ليطرحَها، ثم قال: (أمَا شعرتَ أنَّا لا نأكُل الصَّدقَةَ؟)…وما قال له يطرحك في النار ولا يحسب لك سيئات.

5. فإن قيل: (لكن أريد أن أردعهم عن المحرمات) الجواب: ليس بالكذب! وليس هناك ما يسوغ أن تنشئ لدى طفلك تصوراً مشوهاً عن الله تعالى!

6. سألت صديقا لي أخصائيا نفسيا فقال أن الطفل قبل الثامنة يميل إلى تكوين صور ملموسة، وعندما يسمع مثل هذه العبارة: (بيحطك في النار)، يتصور صورة رجل شرير !
7. من المؤلم أن يقال للطفل في المدارس التنصيرية (غمض عينك…فتح عينك…المسيح يسوع هو الي أعطاك الشكلاطة)، بينما في مدارس المسلمين: (الله بيحطك في النار)!!

8. أختي المعلمة، رجاء، بالله عليك! عندما يقول لي ابني: (بابا المعلمة حكتلنا إذا بنعمل كذا بنروح على النار)، أجد نفسي بين خيارين: تركه يسيء الظن برحمة الله! أو يسيء الظن بمصداقيتك في المعلومات التي تعلمينه إياها عن الدين! رجاء لا تضعينا بين هذين الخيارين!

1. أنا شخصيا إذا سألني أبنائي: (صحيح يا بابا إذا بنكذب بنروح على النار؟) أقول لهم: (لا يا بابا. الله رحيم لا يعاقب الأطفال. لكن الذي يتعود على شيء محرم في صغره عادة يستمر عليه في الكبر. وحينئذ فستُكتب لكم سيئات. والذي سيئاته أكثر من حسناته مهدد بالنار).

2. تكررت عبارة (الله يحب) وعبارة (الله لا يحب) في القرآن عشرات المرات فلماذا لا نربي بها أبناءنا؟ مع ملاحظة أنه حتى عبارة (إذا فعلت كذا فالله ما بحبك) غير صحيحة، بل نقول له أن (الله لا يحب الفعل)، لا الطفل الفاعل.

3. قد يقال: لكن طفل الرابعة ليس كطفل الثانية عشرة. صحيح، وقد يعاقب الطفل الأكبر بالضرب (غير المبرح) على ترك الصلاة مثلا. لكن حتى في القريبين من البلوغ نجد النبي صلى الله عليه وسلم يوجهه دون ادعاء أنه يعاقَب، مثل حديث ابن عباس: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك…الحديث).

4. أظن أن من حق أطفالنا أن يطلعوا على هذا الجانب من رحمة الله –أن الله لا يعاقبهم- فيحبوا الله لأجل ذلك.

بقلم: د. إياد قنيب

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،