الياس والقنوط :حقيقته و مظاهره

محمد عبدو

يعرف اليأس بأنه (التوقف عن طلب شيء)، أما القنوط فهو (استبعاد حصول الشيء بعد توقف الطمع فيه)، وقيل ان القنوط هو تمام اليأس، وقيل إن اليأس من القلب، والقنوط آثاره على البدن. في كلتا الحالتين، وصف الله القانطين واليائسين كالتالي:

قال عن اليأس:

( إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )

وقال عن القنوط:
( وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ )

فاليأس موقف للعمل، والقنوط قاتل للأمل، وكلاهما مرضان نفسيان معديان، يستخدمان في الحروب. ينتجان عن قلة الصبر، واستعجال النتائج، وضعف النفس مع الوقت لاسيما مع طول الزمن واشتداد البلاء والسوء على الإنسان.
 
قال تعالى (وَإذا أذقنَا النَّاسَ رَحْمَة فرحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَة بِمَا قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ إذا هُمْ يَقنَطونَ)

اذا “السبب” في حدوث السوء، يكمن في جملة (بما قدمت أيديهم)
فيعطي الله ليبتليك في شكرك .. و يمنع ليبتليك في صبرك ..
و أنت في حياتك بين بلاء يستوجب الشكر ..
و بلاء يستوجب الصبر ..
فلا تفرح فرح بطر مع اﻷولى ..
و لا تجزع و تتسخط مع اﻷخرى ..
فأنت في مسيرك إلى الله من بلاء إلى بلاء ..
حتى تعرف الراحة في الجنة .
و لا راحة إلا في الجنة .
جعلني الله و إياكم من أهلها .

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".