“الولادة الثالثة”

يومًا ما في ساعةٍ ما سوف تنتبه لنفسك وإذا بك في عالم البرزخ .. لم تعُد من أهل الدنيا، فالروح بين أقرانها من أرواح الموتى الذين رحلوا قبلك، تعرفهم ويعرفونك.

هل أنا في حُلُم، أم كنتُ في حلم!!

كل من غادرونا مروا بتلك اللحظات وأحسوا بها، وإنا على أثرهم مغادرون، وبهم إن شاء الله لاحقون.

إنها ولادة أخرى من نوع جديد، هي خروج الروح عن مقتضى طبعها في عالمها الجسماني عند استشرافها المستقبل وكأنها قد وصلت إليه وحطت رحلها فيه.

أرأيت لو أنَّ إنسانا ركب الطائرة وهو عائد إلى وطنه وأهله من سفر، والطائرة على وشك الهبوط في المطار، ما هي المشاعر التي تتملكه في لحظات ما قبل الوصول؟!

إنه يعيش بخياله في أجواء الوصول والاستقبال ولقاء الأحباب، وربما ارتسمت على وجهه من آثار تلك المشاعر ابتسامةٌ عريضة، فيحسبُ الناظرُ أنَّ به خبَلا.
كلما لاح لعين بصيرته لحظةُ اللقاء اختفت من أمام بصره صورةُ الأشياء، فإن خطفت عينَ بصره لن تخطفَ عينَ بصيرته.
كل ما في الصالات من المتاجر لا يغريه، وعن موعد لقاء الأحبة لا يُلهيه.

هذه الولادةُ الثالثةُ هي منشأ الزهد الأول.
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح.

ولأجله كان في ذكر الموت صلاحُ القلب، وفي الغفلة عنه فسادُه وعطبُه.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،