الوسطية :ما هي وما أخطاء بعض المنتسبين إليها وكيفية التوصل لها؟!

​​
الوسطية: هي الشرعة و الطريق الذي جعله الله ﷻ للناس ليسيروا عليه وهو دين الله ﷻ الذي من اتبعه كان من الأمة الوسط كما قال الله جل وعلا
{وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا لِتَكونوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكونَ الرَّسولُ عَلَيكُم شَهيدًا…}
ووسطاً أي خياراً عدولاً

والوسطية التي ارتضاها الله ﷻ لعباده ليست وسطية بين حق وباطل بل وسطية حقة واحدة بين أباطيل كثيرة كما قال سبحانه:
{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ …}
فهو نور واحد وظلمات متعددة وكذلك جاء عن النبي ﷺ كما في صحيح إبن حبان وغيره
خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا فقال : ( هذا سبيل الله ) ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله ثم قال : وهذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم تلا : {وأن هذا صراطي مستقيمًا} الأنعام: 153 )

كثير من الناس عندما يريد أن يبحث عن الوسطية فإنه ينظر في بلده وفي زمنه فيجد اتجاهاً غالياً وأخر متساهلاً فيتخذ بينهما سبيلاً ويظن أنه على منهج الوسطية،
لكنه بهذا يكون وسطياً بين هذين الاتجاهين فقط، وربما كلا الاتجاهين في جهة واحدة من الغلو أو التساهل،
فلا يمكن للإنسان أن يحصي جميع ضلالات الناس وانحرافاتهم عبر الأزمنة والأمصار ليتخذ بينهم الطريق الوسط الحق.
لكن الله ﷻ أعلم بانحرافات الناس وضلالاتهم، وهو سبحانه أعلم بالوسط بينهم لعلمه بخفايا النفوس وما تنطوي عليه من الخير أو الشر، في كل زمان ومكان، وقد جعلَنا الأمة الوَسَط.
ولا يتم اتباعنا للوسطية إلا باتباع كتاب الله ﷻ وسنة نبيه ﷺ بلا إفراط ولا تفريط.

سياسيًا أو إقتصاديًا إن أردت أن تدفع أحدهم لتبني اتجاهاً معيناً فقم بإظهار اتجاهين، اتهمْ أحدهم بالغلو والآخر بالتساهل فيقوم الناس بتلقائية بالتوسط بينهما،
هذا الأسلوب يستخدمه الإعلام وداعموه بشدة مع الأسف فيأتي لأمور كالجهاد والحدود والحجاب الشرعي فيخلق أمامهم اتجاهًا منسلخاً من الدين بالكلية ليدفعك إلى التوسط بينهم فتكون توسطت بين حق وباطل

فيأتون -مثلا- للمرأة المحجبة حجاباً إسلامياً كاملاً فيصفوها بأنها مغالية في جانب الستر ويتكلمون عن العري بأنه متساهل فيقوم البعض بدفع من الإعلام ونحوه إلى اعتقاد أن الوسطية هي أن تلبس المرأة وتكشف بعض جسمها وهذه لا شك أنها وسطية متوهمة خاطئة بعيدة عن مراد الله ﷻ وسنة نبيه ﷺ

بعضه مستفاد من كلام الشيخ عبد العزيز الطريفي فرّج اللّٰه ﷻ عنه

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.