الملحمة النووية للدكتور يوسف القرضاوي

تخميس أبياتٍ من قصيدة #الملحمة_النونية للعلَّامة الدكتور #يوسف_القرضاوي- رحمه الله:
.
قمتُ بتخميس أبياتٍ اخترتُها من قصيدة #الملحمة_النونية، التي كتبها الشيخ #القرضاوي- رحمه الله- يصف فيها ما تعرض له هو وإخوانه في السجن من الظلم والعذاب والمآسي، ويفضح فيها الطُّغاة، ويعتزُّ فيها بديننا الحنيف وقضيتنا العادلة، ويحثُّ فيها على طلب المعالي من الأمور …
وذلك ردًّا على المُتطاولين المفترين عليه، وإضاءةً على جانب أليمٍ من حياته يغيب عن كثيرٍ من أجيال اليوم، وإحياءً لذكراه الطَّيبة- رحمه الله تعالى.
ولا بدَّ من الإشارة هنا إلى أني لا أقدِّسُ الشَّيخَ رحمه الله، ولكنِّي أعتزُّ به وأحبُّه وأُجِلُّهُ لِما قدَّم من عِلمٍ وعملٍ، وأحترم شخصه وأقدِّرُه- رحمات الله عليه تترى…
لمن أحَبَّ … إلى القصيدة:
_______

أمَّا أنا، فلقد لَقِيتُ مَنُوني ** قَبلَ المَنِيَّةِ، والمنِيَّةُ دُوني
مُذْ حاصرَتني غُربتي وسُجوني ** ثارَ القريضُ بخاطري فَدَعُوني
أُفْضي لَكُمْ بفَجائِعي وشُجُوني
***
إنَّ التَّفكُّرَ لا مَحالةَ عائِدِي ** فأنا هُنالِكَ ما نسيتُ مَشاهِدِي
وسُئِلتُ عن ذاك الزَّمانِ البائِد ** كم قال صَحبي: أين غرُّ قصائدِ
تُشْجي القُلوبَ بِلَحْنِها المَحزُونِ؟
***
باحَثْتُ نفسي، هل تُطيقُ تصبُّرَا؟! ** هل تستطيع معَ الحديثِ تصوُّرَا؟!
آلَيتُ أفضحُ للبَرِيَّة ما جرى ** وتُخلَّدُ الذِّكرى الأليمةُ للورَى
تُتلى على الأجيالِ بعدَ قُرونِ
***
إنِّي إلى عَينِ الحقائقِ أنتمِي ** هذي القصيدةُ كالبِناءِ المُحكَمِ
أُلهمتُها عَصماءَ تَنبُعُ مِن دَمِي ** نُونِيَّةً والنُّونُ تحلُو في فمي
أبَدًا، فكِدتُّ يُقالُ لي: ذُو النُّونِ
***
عِندي مِنَ الخبرِ اليقينِ المُثْقَلِ ** ما لَيسَ يجلوه الزَّمانُ ويَنْجَلي
يبدو على الكلماتِ كالمُتَخَيَّلِ ** ما هِمْتُ فيها بالخَيالِ فإنَّ لي
بغَرائبِ الأحداثِ ما يُغنيني
***
إنْ لم تُحارِب ظالمًا يَتمكَّنِ ** يَثْنِ الشُّجاع وغَيُّه لا يَنْثَني
سأقُصُّ أحداثًا إذا طاوَعْتَني ** أحداثَ عهدِ عِصابةٍ حكموا بَنِي
مِصرٍ بِلا خُلُقٍ ولا قانونِ
***
فرْضٌ علَينا أن نُكَشِّفَ عنهُمُ ** فكمِ استَباحَكَ مِنْ قِسِيِّكَ أسهُمُ
وأراك تعرِفُ، لَستَ تجهلُ مَن هُمُ ** ويَراعةُ التَّاريخِ تَسْخَرُ مِنهُمُ
وتقومُ بالتَّسجِيلِ والتَّدوِينِ
***
المَرْءُ قد يحيا الحياةَ مروَّعَا ** والعُمْرُ يَفنى بالهَوانِ مُضَيَّعَا
هل يُجْتَوى رَجُلٌ إلى حقٍّ سَعى؟! ** أَمْسِكْ بِقَلْبِكَ أنْ يطيرَ مُفَزَّعًا
وتَوَلَّ عن دُنياكَ حتَّى حينِ
***
في أرضِنا أنَّى ستُمْنَعُ حُرَّةٌ؟! ** وتعيشُ في أمْنٍ لَدَينا هِرَّةٌ؟!
ما دام يحكمُنا هُنالِكَ زُمْرَةٌ ** فالهَولُ عاتٍ والحقائقُ مُرَّةٌ
تسمُو على التَّصويرِ والتَّبْيِينِ
***
فينا مَصائبُ لَستُ أُدرِكُ عَدَّها ** عددَ الرِّمالِ إذا نظرتَ ومدَّها
والنَّاس في شُغُلٍ تناسَوا صدَّها ** والخَطْبُ لَيسَ بِخَطْبِ مِصرٍ وحدَها
بلْ خَطْبُ هذا الْمَشْرقِ المِسكينِ
***
وتداعتِ الجُلَّى علَيَّ بِجمعها ** وتهافَتَت أيْدي الطُّغاةِ بقَمْعِها
ومُنِعْتُ عنها إذ نَهَضتُّ لِمَنعِها ** وعُزِلتُ عن بصرِ الحياةِ وسَمعِها
وقُذِفتُ في قَفَصِ العذابِ الهُونِ
***
حتَّى عِظامي كنتُ أسمعُ أنَّها ** لَمَّا جرعتُ من المآسي فَنَّها
قَلَبَتْ ليَ الجُدرانُ تِلكَ مِجَنَّها ** ومضتْ علَيَّ دقائقٌ وكأنَّها
مِمَّا لَقيتُ بِهِنَّ بِضْعُ سِنينِ
***
وتشُدُّني الأغلالُ كَي لا أبْرَحا ** وأرى ظِلالًا، لا أرى لي مَطرَحا
هذي جرائمُ تبتغيني مَسرَحا ** أأَرى بِناءً أمْ أرى شِقَّيْ رحَى
جبَّارةٍ للمُؤمِنين طَحُونِ؟
***
قالوا: اتِّهامُك باطلٌ لا يُثْبَتُ ** ما عِندنا مُتَعذِّبٌ ومُعَنَّتُ
لكنَّه الإرهابُ فيكَ مُبَيَّتُ ** لا، لا أشُكُّ! هي الحقيقةُ حَيَّةُ
أأشُكُّ في ذاتي وعَينِ يَقيني؟!
***
ماذا إذا هذا الإهابُ تكلَّما؟! ** والسَّوطُ قال وبالجراحِ تَلَعثما؟!
فكؤوسُ جلَّاديهِمُ مُلِئَت دَمَا ** هذي مُقدِّمة الكتابِ فكَيف ما
تحوي الفصولُ السُّودُ مِن مَضمونِ؟!
***
ذكَّرتُهُم بالحقِّ لَمَّا حَصْحَصَا ** فغدَوا على حَربِي وقَتلي أحرَصَا
لم يَترُكوا أمرًا حياتي نغَّصَا ** بالرِّجلِ، بالكُرباجِ، باليَد، بالعَصَا
وبكُلِّ أُسلوبٍ خَسِيسٍ دُونِ
***
أخلاقُهم تُنْبِيك عمَّا أجرَمُوا ** فقلوبُهم مِنها الحجارةُ أرحَمُ
أسماؤهم غِسلِينُ ثُمَّ جَهَنَّمُ ** لا يرحمون الشَّيخَ وهو محطَّم
والظَّهرُ مِنه تراه كالعُرْجونِ
***
لا يؤمنون بساعةٍ وقيامةٍ ** بل يقطَعون طريقَ كلِّ سَلامةٍ
يترصَّدُون لِعِزَّةٍ وكرامَةٍ ** كم عالمٍ ذي هَيبةٍ وعِمامةٍ
وطِئُوا عِمامتَهُ بكُلِّ مُجونِ
***
يتسابقون إلى الفَخار بظُلمِهِمْ ** وإلى كَراماتِ العبادِ بشَتْمِهِمْ
والجهلُ ما سمَّوْهُ بالِغَ عِلمِهِمْ ** لا تحسبوهم مُسْلِمينِ مِنِ اسمِهِمْ
لا دِينَ فيهم غَيرَ سبِّ الدِّينِ
***
الشَّرُّ مَعْ أفعالهم مُتَعاقِدُ ** والألعَنُ الملعونُ فيهِم قائدُ
لا غَرْوَ، كُلُّ القُبحِ مِنهم وارِدُ ** وجهٌ عَبوسٌ قَمْطَرِيرٌ حاقِدُ
مُستَكبِرُ القَسَماتِ والعِرْنينِ
***
كذَبُوا علَيكَ ، وكِذْبُهم لا يَنطَلي ** إلَّا على أذْنابِهِم في الْمُجْمَلِ
تحتَ العذابِ يطيبُ مُرُّ الحَنْظَلِ ** أسَمِعْتَ ما يَلقَى البَريءُ ويصْطَلِي
حتَّى يقولَ: أنا المُسيءُ خُذُوني؟!
***
أثَرُ الجِراحِ عَنِ المعاركِ أخبَرا ** أخفى المواجِعَ، والمعالِمَ أظهَرَا
هذي كِلامٌ لا كَلامٌ يُفتَرَى ** إنْ كنتَ لم تسمعْ فَسَلْ عمَّا جرى
مِثلِي، ولا يُنْبِيكَ مِثْلُ سَجِينِ
***
أُنزِلتُ في أيْدي جَهَنَّمَ وادِيَا ** وسمعتُ فيها بالعذابِ مُنادِيَا
في مَحْبَسٍ في البَرْدِ تُتْرَكُ ثاوِيَا ** يُلْقى الفتَى فِيهِ اللَّيالي عارِيَا
أو شِبْهَ عارٍ في شِتا كانُونِ
***
ثَمَّ السَّجينُ يَمُرُّ مِن إغراقِهِ ** في الماءِ، حتَّى مُنْتَهى إرْهاقِهِ
بِيَدِ العَذابِ يذوقُ مُرَّ مَذاقِهِ ** فإذا السِّياطُ عَجِزْنَ عن إنطاقِهِ
فالكَيُّ بالنِّيرانِ خَيرُ ضَمِينِ!
***
وأحاطَهُ جلَّادُهُمْ والعَسْكَرُ ** كُلٌّ مُعَدٌّ لِلعَذابِ مُسَخَّرُ
فالحقُّ عِند بُغاتِهِمْ لا يُغْفَرُ ** ومضت لَيالٍ والعذابُ مُسَجَّرُ
لِفتًى بأيْدي المجرِمينَ رَهِينِ
***
وتقولُ وهْيَ تموتُ – تِلكَ الأنفُسُ: ** شُهداءُ نحن لِواؤُنا لا يُنْكَسُ
فإذا أتاكمْ مَوتُنا لا تجلِسُوا ** وامضُوا على درْبِ الهُدَى لا تَيأسُوا
فاليَأْسُ أصلُ الضَّعفِ والتَّوهِينِ
***
كأسُ الشَّهادَةِ مُتْرَعٌ كَي يُشْرَبَا ** ما أطيَبَ الموتَ الكريمَ وأعذَبَا
إنَّا على إيمانِنا لَن نُغلَبَا ** أمَّاهُ حَسْبُكِ أنْ أموتَ مُعذَّبَا
في اللهِ، لا في شَهوَةٍ ومُجُونِ
***
ومُرادُنا مِمَّا نقولُ هِدايَةٌ ** هل مثلُها فَوقَ البَسِيطَةِ غايَةٌ؟!
غَرَضُ العُتاةِ ضَلالةٌ وغِوايَةٌ ** قالوا: مُحاكَمَةٌ، فقلتُ: رِوايَةٌ
أعطَوْا لِمُخرِجِها وِسامَ فُنُونِ!
***
هانُوا وذَلُّوا للعدُوِّ بِحِطَّةٍ ** قالوا: فَضَعْ قانُونَنا في خِطَّةٍ
نادَى مُنادٍ يَستَحِيطُ بِشُرْطَةٍ: ** إنِّي هُنا القانونُ، أعلى سُلطَةٍ
مَن ذا يُحاسِبُ سُلْطَةَ القانُونِ؟!
***
جعلَ الرُّكونَ إلى البَواطِلِ مُؤْمِنَا ** والمُفْتَرِيهِ على البِلادِ مُهَيمِنَا
والحارِسِيهِ مُدَجَّنًا ومُدَجِّنَا ** اِذْهَبْ لِغَزَّةَ يا هُمامُ وأنْسِنَا
بِجِهادِكَ الدَّامِي صَلاحَ الدِّينِ!
***
مَنعوا الصَّلاةَ، وتِلكَ أُمُّ جَوارِحِي ** لَظَّوْا علَينا بِاللَّهِيبِ اللَّافِحِ
هاتُوهُ، إنِّي قد حَفِظْتُ صَحائحِي ** وخُذوا المَصاحِفَ، إنَّ بَينَ جَوانِحِي
قلبًا بِنُورِ يَقِينِهِ يَهدِيني
***
خافوا نهوضَ العبقرِيِّ الرَّاشِدِ ** ورأَوْا مَقاتِلَهُمْ بِدَعْوَةِ ساجِدِ
يَتقلَّبون على انْذِعارٍ واحِدِ ** يَخْشَونَ يَعرُبَ أنْ تَجُودَ بِخالِدِ
وبِكُلِّ سَعْدٍ فاتِحٍ مَيمُونِ
***
يَتراجعونَ مِن الأمامِ إلى الوَرا ** سَمْعًا وطَوْعًا للمَبِيعِ الْمُشْتَرَى
كالدَّاءِ يَمْحَقُهُ الدَّواءُ إذا سَرَى ** يَخْشَونَ دِينَ اللهِ يَرْجِعُ مَصْدرَا
لِلفِكْرِ والتَّوجِيهِ والتَّقْنِينِ
***
أُخفِي الحنينَ وإنَّ هذا ظاهِرُ ** لي في رِياضِ الأَزْهَرَيْنِ مَنَابِرُ
إنِّي على الْمُرِّ الْمَرِيرِ أُصابِرُ ** يا مِصْرُ حَظُّكِ مِثْلُ حَظِّي عاثِرُ
كم قد نُكِبْتِ بِغاشِمٍ وخَؤُونِ
***
حُبِّي تَعاضَدَ حاسِدِيَّ لِرَدِّهِ ** وجِهادِيَ استَقْوَوْا عَلَيَّ بِجَحْدِهِ
والرُّكنَ أَرْفَعُهُ أُثابُ بِهَدِّهِ ** أفهكذا يُجزَى الجميلُ بِضِدِّهِ؟
أينَ الوَفاءُ وأهلُهُ؟ دُلُّونِي
***
إنِّي أُصُولِيٌّ أُعَزُّ بِمَوقِفِي ** واسْمِي يُقَوِّينِي بقِصَّةِ يُوسُفِ
مالُوا إلى رَجْعِيَّتِي وتَطَرُّفِي ** رَجْعِيَّةٌ أنْ يَحكمَ الإسلامُ في
شعبٍ يَرَى الإسلامَ أعظمَ دِينِ؟!
***
بَل حنَّ ذُو وَثَنٍ إلى أَوثانِهِ ** فأتى يُقلِّدُها أعالِيَ شانِهِ
والذُّلُّ مَفضوحٌ على بُنيانِهِ ** يا أيُّها المغرورُ في سُلطانِهِ
أَمِنَ النِّضارِ خُلِقتَ أَم مِن طينِ؟!
***
إنَّ العَدالَةَ لا تَهابُ الباغِيَا ** فانظُرْ – ولا يُجْدِي – لِحِصْنِكَ حامِيَا
إنِّي أراكَ – على التَّجَدُّدِ – بالِيَا ** يا ذئبَ غدرٍ نصَّبوهُ راعيَا
والذِّئبُ لم يكُ ساعةً بِأمينِ
***
كُلُّ الطُّغاةِ إلى هزائِمَ قد مَضَتْ ** حُكْمًا على ما قد بَنَوهُ وقوَّضَتْ
فَلَتَسْتَرِدَّنَّ الْمُنى ما أَقْرَضَتْ ** سَيَزولُ حُكمُكَ يا ظلومُ كما انقضتْ
دُوَلٌ أولاتُ عَساكرٍ وحُصونِ
***
إنَّا لَعَمْرِي ما بَنَينا رَدْهَةً ** لِلغاصِبِينَ، ولا أتَينا شُبْهَةً
فارْقُبْ لمَشهَدِنا المؤَزَّرِ جَبْهَةً ** إنَّا لَعَمْرِي إنْ صمَتْنا بُرهَةً
فالنَّار في البُركانِ ذاتُ كُمُونِ!
***
ويقُولُ ظَنِّي: إِنَّ فيكم نَزْوَةً ** خدَّاعَةً، أوْ في التَّجَبُّرِ شَهوَةً
فإذا وثَبنا أو غَزَونا غَزْوَةً ** تاللهِ ما الطُّغيانُ يَهزِم دعوَةً
يومًا، وفي التَّاريخ بِرُّ يميني
***
هَل تستَلِّذُ بِصَرخَتِي وَتَوجُّعِي؟! ** ودَمِي وتَجرِيحي وحُرقَةِ أدْمُعِي؟!
أمْ كُنْتَ تَحسَبُنِي أُرِيكَ تَرَوُّعِي؟! ** ضع في يديَّ القَيدَ، أَلْهِبْ أضلُعي
بالسَّوط، ضع عُنُقي على السِّكِّينِ
***
لَن أُعطِيَ الخَوَّانَ مِنِّي طاعَةً ** فَيُجِيدَ فِيَّ على هَواهُ صِناعَةً
إنِّي لَأغْلُو كالْجِنانِ بِضاعَةً ** لَن تستطيعَ حصارَ فِكْري ساعةً
أوْ نزعَ إيماني ونورَ يقيني
***
أتظُنُّ سَجني أو عذابي مُجْهِدَي؟! ** والآيُ بِالقُرآنِ محفوظٌ لَدَي
والسُّنَّةِ الغَرَّاءِ، ذانِكَ فَرْقَدَي ** فالنُّور في قلبي، وقلبي في يَدَي
ربِّي، وربِّي ناصري ومُعيني
***
عَنْ مَنْهَجِي سَلْ، أوْ فَسَلْ عَنْ سِيرَتِي ** أَو ما بدا لَكَ فِي رُبُوعِ حَقِيقَتِي
أصْفَى مِنَ الماءِ الزُّلالِ قَضِيَّتِي ** سأعيشُ مُعتصِمًا بحبْلِ عَقِيدتِي
وأموتُ مُبتسِمًا لِيَحيا دِينِي
***
إنِّي أَبَيتُ عَلَى القَذَى أنْ أُغْمِضا ** فَجَرَعْتُ ألوانَ العذابِ لِأخْفِضا
وعَنِ الكِفاحِ حُبِسْتُ حتَّى اُعْرِضا ** أمْسٌ مَضى، واليومُ يَسهُلُ بِالرِّضَا
وغَدٌ ببطْنِ الغَيبِ شِبهُ جَنينِ
***
أسعى وأسعى في الهَناءِ وفي العَنا ** سَعيَ الهُداةِ إلى الْمَعالِي والسَّنا
والسَّعْيُ هذا لا أُريدُ به الثَّنا ** فعلَيكَ بَذْرُ الحَبِّ لا قَطفُ الجَنى
واللهُ لِلسَّاعِينَ خَيرُ مُعينِ
***
هذي قصيدةُ شَيخِنا القَرْضاوي ** ما ضَلَّ فيها أو أضَلَّ الرَّاوي
عُمَريَّةٌ، بَغْيَ البُغاةِ تُداوِي ** خَمَّسْتُها حتَّى تبين بلاوِ
ما ذو البَيانَ على النُّهى بِضَنِينِ

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.