المغرب قوة صناعية قادمة تستقطب الاستثمار و تفتح السوق الإفريقية

في غضون سنوات قليلة، تحول المغرب لأحد اكبر الأقطاب الإفريقية و قوة صناعية إقليمية محورية في مجال تصنيع السيارات. و كان لهذا التطور انعكاس إيجابي على الاقتصاد المحلي وتوفير فرص الشغل ضمن إستراتيجية تهدف إلى إنتاج مليون سيارة بحلول العام 2020.

وشهدت صناعة السيارات نموا متسارعا مع استقرار شركات عالمية في البلاد. حيث تملك شركة “رونو” مصنعين لها بالفعل في المغرب أحدهما في طنجة وهو الأكبر في شمال أفريقيا وينتج سيارات ومعدات مرتبطة بها للتصدير والثاني مصنع أقدم منه لتجميع السيارات في الدار البيضاء.

وتعززت صناعة السيارات المغربية أكثر بقرار شركة “بيجو ستروين” العام الماضي إنشاء مصنع لها باستثمارات قدرها 557 مليون يورو في المملكة من المقرر أن يبدأ الإنتاج في 2019.

كما استثمرت شركة “بي واي دي” الصينية في صناعة السيارات الكهربائية. و تتجه شركات عالمية أخرى مثل مجموعة فولسفاغن الألمانية وتويوتا اليابانية إلى الدخول في هذا السباق وإحداث مصانع لها.

وتعززت إستراتيجية المغرب الخاصة بالقطاع بإطلاق 26 استثمارا صناعيا في قطاع السيارات بداية الأسبوع الحاري، في حفل ترأسه الملك محمد السادس بتكلفة مالية تزيد قيمتها عن 13.78 مليار درهم (حوالي 1.3 مليار يورو) و من المنتظر أن تخلق المشاريع الجديدة أكثر من 11 ألف منصب شغل مباشر.

و يتصدر قطاع السيارات صادرات المغرب بحصة 24.4 في المائة من مجموع الصادرات خلال العام 2016، مما يعادل 54.6 مليار درهم (نحو 5.5 مليارات يورو)، متقدما على صادرات القطاعات التقليدية مثل الفلاحة والفوسفاط. ويحتل القطاع المرتبة الثانية بعد السياحة،من حيث جلب العملة الصعبة للبلاد.

و تشكل عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي وقرب انضمامه للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)، إلى جانب الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعها مع جل الدول الأفريقية والتي تجاوزت 1400 اتفاقية، ثم الوجود المالي والبنكي المغربي في القارة السمراء، مقومات “توفر عرضا متكاملا لكل الشركاء الذين يريدون الاستثمار والتوغل في العمق الأفريقي.

و يعد الموقع الجغرافي الى جانب الاستقرار السياسي الذي تشهده المملكة، ومناخ الأعمال الذي يبعث الثقة لدى المستثمرين، إلى جانب اتفاقيات التبادل الحر التي وقعها المغرب مع عدد من دول العالم وفتحه مراكز لتكوين اليد العاملة في مجال صناعة السيارات اهم المحفزات للمستثمرين.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".