المغارات.. ملاذ غير آمن للنازحين من قصف النظام السوري

تسببت موجات نزوح كبيرة ناجمة عن قصف النظام في إدلب ومحيطها شمالي سوريا، إلى تشريد أعداد هائلة من المدنيين، الذين لم يفلحوا في تأمين مأوى يحميهم.

واضطرت عائلات مشردة لاتخاذ الكهوف والمغارات مستقراً كما في العصور الحجرية.

ولأن المناطق التي تتواجد فيها الكهوف غير آمنة، بات من الواجب حراستها، خوفاً من مهاجتمها من الضباع والذئاب.

عائلة حمودة، المكونة من 20 فردا، لجأت إلى مغارة في منطقة باريشا، بالقرب من الحدود السورية التركية، وذلك بعد أن دمر قصف النظام منزلهم.

وأفاد رب العائلة، محمود حمودة، لمراسل الأناضول، أن البيت الذي كانت تسكنه عائلته في قرية رام حمدان، بريف إدلب، دمر بفعل قصف النظام السوري، ولم يعد بالإمكان العيش فيه.

وأوضح حمودة، أنه جاء برفقة أسرته وأسرة أخيه ووالديه، بعد أن عجزوا عن شراء خيمة تأويهم بسبب سعرها المرتفع البالغ 200 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 200 دولار.

وأضاف “كانت المغارة خيارنا الوحيد، فبتنا على الأقل قادرين على جمع الأطفال في مكان واحد، وجعلهم يخلدون إلى النوم”.

وأشار حمودة، إلى أنهم حين دخلو المغارة، رأوا فيها كلبا نافقا، فقاموا بإخراج جثته، ثم تنظيف المكان من العفن قبل السكن فيه.

وتابع “في إحدى الليالي رأينا ضبعا أمام الكهف، فخاف أفراد العائلة وأصاب الهلع الأطفال، فقررتُ وشقيقي بعد ذلك التناوب على حراسة المغارة”.

وشدد حمودة، على أن حياتهم باتت صعبة للغاية، فهم يضطرون للذهاب إلى القرية المجاورة لقضاء حاجتهم والاستحمام.

وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” في إدلب في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة.

وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و790 ألف آخرين، إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ كانون الثاني/ يناير 2019.

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.