“المستعربين” أو “المستعرفيم” خنجر الصهيونية لوأد المظاهرات الفلسطينية. من هم؟

فرق الموت، هي وحدات أمنية سرية وخاصة تعرف بالمستعربين أو “المستعرفيم” باللغة العبرية، تابعة لشرطة الاحتلال وتحديدًا لحرس الحدود، وهي تعتبر أحد أسلحة الجيش والشرطة لتفريق المظاهرات وملاحقة المتظاهرين في الضفة الغربية المحتلة وفي الداخل الفلسطيني والقدس.

يختار أعضاؤها من العرب واليهود، وتكون ملامح الأفراد اليهود شبيهة بالعرب وبملابسهم وعاداتهم وتقاليدهم ويتحدثون لغتهم، يتم زرع المستعربين وسط المحتجين والمتظاهرين الفلسطينيين، وبعد فترة قصيرة ينقلبون ضد المتظاهرين ويضربونهم بعنف ويعتقلونهم لصالح قوات الاحتلال.

تعتبر فرقة المستعربين اليد الطائلة للحركة الصهيونية منذ القدم، وأداة من أدواتها لاحتلال فلسطين وإنهاء أي حراك للمقاومة، وعرفت رسميًا في بداية الأربعينات، وتغيرت أشكالها وأسماؤها وأولوياتها منذ تأسيسها حتى أصبحت ذراعًا لدولة الاحتلال.

عمدت العصابات الصهيونية ووحداتها إلى التغلغل في أوساط الفلسطينيين، حيث تعتبر عصابة هاشومير وهي أول جمعية صهيونية تأسست على أرض فلسطين عام 1909، أول من انخرط في حياة البدو في المنطقة التي انتشروا فيها.

جاء بعدها وحدة البالماخ، وهي الذراع لمنظمة الهاغاناة التي تعد من أوائل المنظمات التي أسست هذه الوحدات عام 1942، ونفذت مهام استخبارية كلفتها بها العصابات الصهيونية عبر التغلغل بين الفلسطينيين، حتى جاءت الحرب العالمية الثانية، فكانت مهامهم اغتيال قادة العرب وإيقاع الخسائر بين المدنيين، وجمع المعلومات الاستخبارية عن شحنات الأسلحة والتدريبات واستعدادت العرب العسكرية، وجمع معلومات أمنية حول المناطق التي ينوي رجال البالماخ القيام بعمليات فيها.

كان المستعربون يعملون في الميدان تحت الغطاء الخفيف، وهو التنكر بالزي واللهجة والمظاهر الخارجية العامة، والبعض الآخر يعمل تحت الغطاء طويل الأمد، والذي يتمثل بالعيش مع الفلسطينيين كأنه أحد أبناء القرى البعيدة أو عربيًا ضل طريقه، ووصل بهم الحال إلى التزوج من فلسطينيات وتكوين أسر وإنجاب الأطفال، ويعتبر مؤسس وحدة المستعربين الأوائل صموئيل موريا الشهير باسم “سامي موريا” هو أول من تبنى عام 1953 فكرة الاستقرار طويل الأمد في قرى عربية فلسطينية بهدف التجسس.

نفذ المستعربون مهام خارج حدود فلسطين، مثل تفجير ميناء طرابلس في لبنان، وتفجير كنيس “معسودة شخطوف” في بغداد عام 1951، لتخويف اليهود العراقيين ودفعهم للهجرة إلى إسرائيل، وكذلك زرع العميل إيلي كوهين في سوريا الذي اكتشف أمره وأعدم عام1965، وتركزت مهامهم الأساسية داخل فلسطين بكافة مناطقها.

بعد إنشاء دولة الاحتلال بعد نكبة فلسطين في العام 1948، تم دمج وحدات المستعربين في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتم تفعيل الوحدة عام 1988، لإخماد هبة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فتجول عناصرها في المناطق الفلسطينية كافة لجمع المعلومات، وتصفية شخصيات المقاومة وقادة ونشطاء الفصائل الفلسطينية، واستهداف مطلوبين فلسطينيين من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، ونفذت وحدة المستعربين 54 عملية اغتيال خلال أربع سنوات من الانتفاضة الأولى، و74 عملية اغتيال أخرى خلال الانتفاضة الثانية.

وفي انتفاضة القدس الحالية، شارك المستعربون في الصفوف الأمامية في المظاهرات المندلعة بين الشبان وقوات الاحتلال، ونفذوا العديد من عمليات الضرب والاعتقال للشبان، ونفذوا عمليات خطف لجرحى في المستشفيات الفلسطينية بالضفة متنكرين بالزي الفلسطيني.

وكذلك صعد الاحتلال الإسرائيلي، سياسة استهداف واعتقال الأطفال المقدسيين بمساعدة وحدات المستعربين، لإثارة الرعب والخوف في نفوسهم لردع باقي الشبان عن الانخراط في مقاومة الاحتلال، لمحاولة قمع انتفاضة القدس.

ويمارس جنود الاحتلال كل أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي على الأطفال حين اعتقالهم، لإخافة ذويهم ودفعهم لمنع أبنائهم من الانخراط في مواجهة الاحتلال، حيث يتعرض الأطفال والشبان إلى الاعتداء بالضرب المبرح عند اعتقالهم، ويتم الزج بهم في ظروف قاسية بمراكز التوقيف والتحقيق لنزع الاعترفات منهم عن باقي الشبان.

وهناك العديد من فرق المستعربين، والتي تخصص دولة الاحتلال ميزانيات ضخمة لها، للقيام بمهامها والتدريب والتسليح وكل ما يحتاجونه، أبرز هذه الفرق والوحدات:

– وحدة “دوفدوفان” تابعة لقوات المشاة الصهيونية ويتركز عملها في الضفة الغربية وأبرز مهماهها تنفيذ الاعتقالات الخطيرة في قلب البلدات الفلسطينية.

– وحدة “شمشون” وهي شبيهة من حيث طريقة العمل والتشكيل بوحدة “دوفدوفان” مع اختلاف منطقة عملها التي انحصرت في قطاع غزة وجرى حلها مع إقامة السلطة الفلسطينية عام 1994 رسميًا على الأقل.

– وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود “يماس” أقيمت في بداية التسعينات من القرن الماضي بهدف تنفيذ عمليات اغتيال واعتقال داخل القدس المحتلة ومناطق الخط الأخضر ومن ثم امتد عملها إلى مناطق الضفة الغربية.

– الوحدة الخاصة التابعة لسلطة السجون الصهيونية “متسادا”، أقيمت عام 2003 وغالبية عناصرها من جنود قوات النخبة المسرحين وتهدف إلى قمع الأسرى الفلسطينيين والسيطرة عليهم بالقوة.

– وحدة ” جدعونيم” هي وحدة المستعربين المعنية بالمتظاهرين داخل الخط الأخضر، حيث تتبع مباشرة لجهازي الشرطة والشاباك، وتوصف بأنها وحدة النخبة بين وحدات المستعربين، بسبب انتشارهم الدائم في المدن العربية، وفي مناطق المواجهات الدائمة كالقدس

شاهد أيضاً

هكذا أدارت المقاومة الحرب النفسية مع الاحتلال في غزة

ظهرت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أهمية الحرب النفسية باعتبارها جبهة أساسية من جبهات هذه المعركة، وحاول كل طرف توظيف الدعاية للتأثير النفسي في مخاطبة جمهوره والجمهور المعادي.