المراجعات الموجعة

منصف المرزوقي

ميدان – اليسار 1
إبان الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كان البشر يقسَّمون داخل الجامعات العربية والأوروبية إلى ثلاثة أصناف، هي: التقدميون والرجعيون والمشتبهة أصولهم.

كان الشيوعيون يحتلون وسط الطيف التقدمي، على يسارهم اليساريون المتطرفون، على يمينهم علمانيون يَدْعون لاشتراكية/ديمقراطية مهذّبة ومعتدلة. والقاسم المشترك بينهم: قناعة مطلقة بأنهم منفتحون، متحضرون، متفائلون بمصير الإنسان، خيّرون يعملون على تحسين مصيره.

على العكس من هذا؛ كان الرجعيون من وجهة نظرهم -وهم أساسا الوطنيون والقوميون ولاحقا الإسلاميون- هم الحلقة المفقودة بين القِردة والإنسان. فهم متخلفون، متعلقون بأساطير الماضي، لا تهمّهم آلام المستضعفين وحال النساء، لم يفهموا إلى أين يتجه التاريخ، وسينتهون في مزبلته المشهورة.

بين الفريقين -دائما من وجهة نظر التقدميين- يوجد المشتبه فيهم. شاء حظي العاثر أن أصنّف من بين هؤلاء، وأن أبقى إلى اليوم “نصف تقدمي”. كيف تحظى بشرف التسمية المسجّلة رغم ما تجهر به وما تمارسه من دفاع عن حقوق الفقراء والنساء والشعوب المقهورة، وأنت تحمل أفكارا شوفينية/برجوازية صغيرة مثل التوجه العروبي، أو تسخر من مقولة “الدين أفيون الشعب”؟

كان للتقدميين -في الستينيات والسبعينيات- أكثر من سبب ؛ فالنُّظم الشيوعية تسيطر على سدس الكوكب الأرضي، والأحزاب الشيوعية تتوسّع حتى داخل الغرب، والثورات على الاستغلال والعنصرية والاستعمار تقودها القوى التقدمية، والفضاء الثقافي زاخر بالتقدميين، والاتحاد السوفياتي يبعث بأول امرأة إلى الفضاء.

أضف إلى ذلك طفرة الاكتشافات العلمية والتكنولوجية في كل المجالات، وكلها تؤكد أن التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي مشروع يزحف كالسيل دوما إلى الأمام، ولا قدرة لأحد على إيقافه.

ما الذي بقي من عنجهية التقدميين بعد تكذيب الواقع لأوهامهم وهم يرَون “أفيون الشعب” يعود بقوة لكل المجتمعات ومنها المجتمع الروسي، بل -ويا للهول!- نساء يلبسن بمحض إرادتهن الخمار، والحال أن مؤشر التقدم النسائي بالنسبة لهم قِصَر التنّورة ومدى انحسار طرفها فوق الركبة؟ حدِّثْ ولا تَسَلْ عن انتصار الرأسمالية بالضربة القاضية على أحلامنا جميعا.

كان للتقدميين -في الستينيات والسبعينيات- أكثر من سبب ؛ فالنُّظم الشيوعية تسيطر على سدس الكوكب الأرضي، والأحزاب الشيوعية تتوسّع حتى داخل الغرب، والثورات على الاستغلال والعنصرية والاستعمار تقودها القوى التقدمية، والفضاء الثقافي زاخر بالتقدميين، والاتحاد السوفياتي يبعث بأول امرأة إلى الفضاء

ما الذي بقي لهم بعد اختفاء الاتحاد السوفياتي، بعد ثورة عمال بولونيا في الثمانينيات ضد حزب يدّعي تمثيلهم، بعد انهيار الأحزاب الشيوعية في كل مكان، بعد تحوّل أكبرهم -الحزب الشيوعي الصيني- إلى أفضل حراس الرأسمالية؟ لا شيء تقريبا.

كم كانت مؤسفة ردّة فعل الكثير من التقدميين العرب وهم يواجَهون بالطفرة الإسلامية التي كذّبت كل ما آمنوا به؛ فعِوض أن يراجعوا أفكارهم ويتساءلوا عن أسباب الظاهرة وما الذي تكشف من خلل ومن نقص في نظريتهم، ركبوا رؤوسهم. في الأخير انتهى بهم كرههم “للظلامين” إلى التحالف مع الاستبداد، حيث أعطَوه في تونس خيرة منظّريه وخَدَمه وجلّاديه، أو أصبحوا قطّاع طريق على الثوريين. ومع هذا لا شيء نفَعَ أو أوقف تقهقرهم، أو يُنْبئ بأن الاندثار التام لن يكون مصيرهم.

لقائل أن يقول: لماذا إذن إطلاق الرصاص على سيارة إسعاف لا تحمل إلا جثة أو مريضا يلفظ أنفاسه؟ لأن إطلاق رصاص الرحمة على المرضى ليس من عادة الطبيب، وإنما من أخلاقه ومن مقتضيات مهنته فهم علة المريض بأقصى قدر من الموضوعية وإعانته بأقصى قدر من التعاطف على استرجاع صحته، وهذا ما حاولته دوما لقناعتي المطلقة بأن العالم أحوج للتقدميّة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكن لتقدميّة جدّ مختلفة.

**

لنذكّر بأن التقدمية -بفهمها المعاصر- هي ترجمتنا للكلمة الفرنسية Progressisme، وأن هذه الكلمة مشتقة من كلمة Progrès، وأول مَن استعملها هو الكاتب الفرنسي Rabelais سنة 1546. نحن إذن مجددا أمام مفهوم غربي -وتحديدا فرنسي- نشأ إبان الفترة التي سُمّيَت فترة الأنوار (1715-1789)، ومن كبار منظّريه الفيلسوفان ديدرو Diderot وكوندورسي Condorcet.

في مرحلة لاحقة تَوسّع المفهوم إلى كامل أوروبا واستحوذ عليه كليا الماركسيون انطلاقا من نهاية القرن التاسع عشر. ثم غزا المفهوم العالم بأسره ووصلَنا نحن العرب طوال القرن العشرين، مع باقي المفاهيم الأخرى مثل الوطنية والاشتراكية والديمقراطية، ونحن إلى اليوم مستهلكو أفكار وقيَم بانتظار أن يفتح الله على هذه الأمة، لعلها تعود من صناع التاريخ لا من ضحاياه.

بتفحّص المفهوم؛ ستجده مكوَّنا من ثلاث قناعات رئيسية تشكل المرجعية الفكرية والمحفّز المعنوي القوي للحركات السياسية المعارضة، أو للأنظمة الحاكمة المحسوبة على التقدمية بشتى أنواعها:
– الإيمان بأن التقدم أمر حتمي لا مناص منه.
– الإيمان بأنه لا يحمل في طياته إلا الخير.
– الإيمان بأنه قادر ليس فقط على تحسين الإنسان والمجتمع وإنما أيضا تغيير طبيعتهما.

نقطة الضعف الأولى: الحتمية؛ العقيدة الراسخة عند التقدميين هي أن تاريخ البشرية مثل سهم إذا انطلق لا يمكن أن يتوقف، واتجاهه دوما إلى الأمام؛ فمن عرف منكم سهما انطلق يتوقف فجأة أو يعود إلى الخلف؟

إنه اعتقاد له ما يعاضده؛ خذ ميدان الصحة، من ينكر التقدم الهائل في ميدان مكافحة الأمراض، والدليل على ذلك أن معدل أمل حياة الإنسان قبل عشرة آلاف سنة كان لا يتجاوز ثلاثين سنة، واليوم هو بصدد تجاوز عتبة الثمانين في أكثر البلدان تقدما.

لكنه اعتقاد لا يخلو أيضا من تبسيط وحتى من سذاجة؛ فهل واصل الاتحاد السوفياتي تقدمه “الحتمي” منتهيا بالانتصار على الإمبريالية؟ هل انهار الاستغلال والاستعباد في أي دولة أم تغيرت فقط أشكالهما وحدّتهما؟

مَن يجرؤ اليوم -خاصة ونحن نتخبط في جائحة كورونا والانحباس الحراري- على قول إن المجتمعات المعاصرة ستواصل “حتما” مشيتها المظفرة نحو المستقبل المنشود؟ بالكاد أصبحنا نحلم بالمستقبل، وكل ما نتمناه أحيانا هو أن تبقى الأمور على ما هي عليه.

نقطة الضعف الثانية: وثنية العلم والتكنولوجيا؛ للأسف أظهرت التجربة التاريخية أمرَين ما كانا في الحسبان: أنك لا تملأ بلدا بالمصانع التي تنقذ عشرات الملايين من الفقر -كما وقع في الغرب والصين والهند- دون أن تدمّر البيئة. وأنك لا تخترع الطاقة النووية -التي تضمن لك كهرباء رخيصة ومتوفرة للجميع- دون أن يعني ذلك أيضا تكديس آلاف القنابل الذرية القادرة على محو الحياة من الكوكب الأرضي. وأنك لا تخترع الكهرباء التي تضيء المدن في الليل دون أن يقع استعمالها في التعذيب… إلخ.

هكذا -بتقدم التجربة التاريخية- تبخّر شيئا فشيئا الحُلُم بِعِلمٍ وتكنولوجيا لا يحملان إلا الخير، وقد اتضح بالكاشف لعالَم القرن الواحد والعشرين أن الشرّ ملتصق بهما التصاق الظلّ بالماشي في الشمس، وأنه من الممكن أن تكون التكنولوجيا هي السمّ في الدسم، والدليل أننا بسببها بصدد نشر الغصن الذي عليه نجلس، أي البيئة التي بدونها لا حياة ممكنة.

ظاهرة أخرى زادت في تناقص ثقتنا اليوم بالطبيعة الخيّرة للعِلم والتكنولوجيا، هي التي أسميتُها “تصاعد قيمة الرهان”. ويمكن سنّ القاعدة كالتالي: كلما ازدادت قدرات التكنولوجيا وازداد عطاؤها تعاظمت الأخطار المصاحبة لها؛ مما يعني أننا كلما زدنا في قدرات الخلق والإبداع زدنا -بنفس الكيفية وبصفة موازية- في قدرات الخراب والتدمير.

انظر إلى الامتيازات الهائلة التي توفرها الوسائل الإعلامية، وانظر لدورها المدمر في نشر الأكاذيب والشائعات وخطابات الكراهية. لكن تفطّن لما هو أخطر؛ أي توفيرها سلاحا رهيبا للاستبداد في ميدان المراقبة والتلاعب بالعقول، ناهيك عن آثام صناعة ألعاب الفيديو التي تدر المليارات على أصحابها بثمن إدمان عشرات الملايين عليها، تماما كما هو الحال مع باعة المخدرات ومستهلكيها.

حدّث ولا حرج عما يعِدنا به التقدم في ميدان الذكاء الاصطناعي، والخطر الذي يمكن أن يشكله لا على ملايين الوظائف في العالم فحسب، وإنما على وضعية الإنسان نفسه، وقد يصبح أسيرا لما اخترعه وعبدا عند من ظنه عبده.

نقطة الضعف الأخيرة: الخلط بين التقدم والتطوّر؛ فالأطروحة الأساسية التي انطلق منها الفكر التقدمي هي أن الإنسانية بصدد التخلص تدريجيا من “الظلامية”، أي من “أساطير دينية كبّلتها طويلا”، وأنها -تحت ريادة أنظمة سياسية يقودها التقدميون- ستتمكن ليس فقط من تحسين ظروف العيش للجميع، وإنما أيضا من خلق إنسان جديد.

المشكلة أن التاريخ أظهر -إلى حد الآن- أن تنامي المعرفة العلمية، وتكاثر الأدوية الفعالة، وظهور كمّ هائل من الآلات التي حسّنت ظروف العيش كما حدث بصفة غير مسبوقة في المجتمعات الغربية في القرنين الأخيرين؛ كل ذلك لم يتماشَ مع أي تحسّن في طبيعة الأفراد أو المجتمعات. وأصدق دليل على ذلك ما ارتكبته المجتمعات “المتقدمة” من جرائم الاستعمار، وما وصلت إليه من همجية -غير مسبوقة في تاريخ البشرية- إبان الحرب العالمية الثانية داخل معسكرات الإبادة الجماعية.

من الضروري هنا التفريق بين مفهومَين يُخلط بينهما دوما، هما التقدم بما هو ميدان الكمّ المادي، والتطور بما هو ميدان الكيف الأخلاقي. هل يمكن القول إن التقدم الذي فُرض فرضا على قبائل حوض الأمازون وجبال غينيا الجديدة كان تطورا؟ ألم يكن على العكس أكبر كارثة حلّت بهؤلاء، امتدادا لكارثة قبائل أميركا الشمالية التي لم يأت لها التقدم بالتطور وإنما بالموت بالملايين وبالمرض بالسمنة، وإدمان الكحول لمن بقي منهم حبيس المستوطنات التي تركها لهم جشع الإنسان الأكثر تقدما.

يعني هذا أنه بوسع التقدم أن يكون حقا تطورا، لكن بوسعه أن يكون دون تطور وحتى أن يكون ردّة حضارية تبغضك في التقدم والتقدميين أجمعين: نظاميْ ستالين وبول بوت نموذجاً. إن أردت تفسيرا لوحشية النظامين؛ فابحث عنه في قناعتهما بأنهما في خدمة أعظم مشروع للتاريخ: خلق الإنسان الجديد. أيّ قيمة لمن يقف في وجه مشروع كهذا؟ لا شيء، ومن ثم لا حرج في التضحية بملايين النسخ من الإنسان “القديم” تمهيدا لوصول الإنسان الجديد، آخِر وأعلى مرحلة في ملحمة التاريخ.

ما تجهله نظرية التقدم الساذجة -وأصبح شائعا اليوم بين الباحثين في علوم الأحياء- هو أن الجنس الحيّ المسمَّى “الإنسان العاقل” Homo sapiens (ونحن اليوم سبعة مليارات نسخة منه) لم يتغير جسديا منذ مئات آلاف السنين، حيث لم يظهر له عضو جديد ولم يتضاعف حجم دماغه

ما تجهله نظرية التقدم الساذجة -وأصبح شائعا اليوم بين الباحثين في علوم الأحياء- هو أن الجنس الحيّ المسمَّى “الإنسان العاقل” Homo sapiens (ونحن اليوم سبعة مليارات نسخة منه) لم يتغير جسديا منذ مئات آلاف السنين، حيث لم يظهر له عضو جديد ولم يتضاعف حجم دماغه.

وكذلك -خلافا لفكرة شائعة- لم يزدد ذكاؤه وإنما تراكمت خبرته فقط؛ فالذكاء المطلوب من إنسانِ بداية التاريخ لصُنع أدوات من أحجار وعظام، ووضْع تقنيات للصيد في عالم كل الأخطار، كان لا يقل عن الذكاء الذي احتاجه الإنسان المعاصر لبناء الصواريخ.

بنفس الكيفية حافظ هذا الإنسان على كل المواقف والتصرفات التي عبَر بها التاريخ إلى حد الآن، أي بكل ما فيه من مزايا وعيوب، والأمر سيتواصل بهذا الشكل إلى أن يظهر جنس بشري جديد، ربما نتيجة طفرة بيولوجية طبيعية أو مصطنعة. لكنّ تصوُّرَ إمكانية تغيير طبيعة الإنسان الحالي -بهذا النظام السياسي أو ذاك- هو كالقول بأن تحسين جودة الملابس كفيل بتغيير أعضاء الجسم الذي تغطيه.

**

أي استنتاج بعد هذا التقييم؟ هل يجب غسل أيدينا نهائيا من كل ما يمتُّ بصلة للتقدمية كما نعرفها؟ ومن ثم يمكن للنصف الشرير فينا أن يقول لمن لا يزالون يصفون أنفسهم بالتقدميين: مزابل التاريخ التي طالما هددتم بها خصومكم تنتظركم على الرحب والسعة… أو أن يقول لهم النصف الخيّر فينا: مَن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد، وبخصوصكم لِنقُل نصف أجر يكفي ولا يفسد للود قضية.

قطعا لا، لأننا لم نركّز إلا على نصف الكأس الفارغ. حقّا فشلت التقدمية في تحقيق جُلّ الأحلام التي وعدَتنا بها، لكن قل لي أي ديانة أو أيديولوجيا أخرى حققت وعودها؟ فمكتسبات مثل الضمان الاجتماعي، وتوفير ظروف عمل إنسانية وأجور أقل استغلالا، وجعل الصحة والتعليم للجميع، وتحرر النساء والمستعمرات؛ أليست هذه كلها من إنجازات التقدميين الكثيرة؟

الأهم من هذا: هل المشاكل التي حاول التقدميون علاجها قد تبخرت؟ هل وَجد غيرهم الحلول الناجعة للتحرر من ثلاثية الفقر والجهل والظلم؟ ثم ألسنا بحاجة لجرعة من الأمل في المستقبل وبشيء من الثقة في أن التاريخ ليس تتابعَ أحداث عبثية؟

نحن بحاجة لرؤية لديها شيء من التواضع، وتقبل بأن التاريخ فضاء مفتوح على كل الاحتمالات، وأن علينا التعامل مع الإنسان كما هو بعيوبه ومزاياه، وبمختلف حاجياته ومنها حاجياته الدينية التي لم تُقدّر أهميتها…، وأن تحرير الإنسان لا يمرّ أبدا -ولو لأقصر مدة- باستعباده باسم مصلحة عليا هلامية

طبعا ما زالت كل المشاكل مطروحة بحِدّة، وما زلنا بحاجة للاعتقاد بأننا نستطيع التحكم في مستقبلنا ولسنا كالريشة في مهب الريح. طبعا نحن بحاجة إلى رؤية تواصل حلم التقدمية ومشروعها الأول، أي توفير أقصى قدر من العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة لكل الناس داخل الوطن وعلى مستوى العالم.

لكننا أيضا بحاجة لرؤية لديها شيء من التواضع، وتقبل بأن التاريخ فضاء مفتوح على كل الاحتمالات…، وأن علينا التعامل مع الإنسان كما هو بعيوبه ومزاياه، وبمختلف حاجياته ومنها حاجياته الدينية التي لم تُقدّر أهميتها…، وأن للعلم والتكنولوجيا أخطارا يجب دوما أخذها في الحسبان…، وأن الغايات النبيلة لا تُدرَك بالوسائل القذرة، وأن تحرير الإنسان لا يمرّ أبدا -ولو لأقصر مدة- باستعباده باسم مصلحة عليا هلامية لا تعرفها إلا النخب التقدمية.

وتؤمن كذلك بأن علينا ألا نفقد الأمل أبدا وأن نحاول بكل ما نملك من قوة دفع المشروع التحرري ولو خطوة بسيطة إلى الأمام، ونعيد البناء على الخراب كل مرة؛ فذلك هو الشيء الحتمي الوحيد. إن ما تحتاجه مجتمعاتنا العربية -التي لم يعد لها حلم أو بوصلة- هو تقدمية ناضجة، ينظّر لها ويمارسها من يقبلون المراجعات الموجعة، ومن يتعلمون من التاريخ لا من يكرّرونه.

المصدر: الجزيرة

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.