الكونغرس: رسالتنا واضحة للسعوديين رغم استخدام ترامب حق النقض لقرار إنهاء الدعم الأمريكي في حرب اليمن

قال مشرعون أمريكيون إنهم يشعرون بخيبة أمل من استخدام الرئيس دونالد ترامب حق النقض»الفيتو» ضد قرار للكونغرس يسعى لإنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حرب اليمن، ولكنهم أصرّوا على أن قرار الكونغرس،رغم خطوة ترامب، يعتبر إشارة واضحة للسعوديين بأنهم بحاجة لرفع الحصار والسماح للمساعدات الإنسانية بالمرور إلى اليمن إذا كانوا مهتمين بعلاقاتهم بالكونغرس.
وكان ترامب قد عطّل، الثلاثاء الماضي، هذا القرار البرلماني واصفاً إياه بأنه «محاولة غير مجدية وخطيرة» لإضعاف صلاحياته الدستورية، كما «يعرّض حياة المواطنين الأمريكيين» للخطر.
وأفاد السيناتور بيرني ساندرز أنه لم يتفاجأ من قرار ترامب، وقال إن شعب اليمن بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وليس مزيداً من القنابل». وأضاف ساندرز أنه يشعر بخيبة أمل من رفض ترامب القرار اصادر عن الحزبين لإنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب المروعة في اليمن.
وقال النائب الديمقراطي، رو خانا، إن هذا «الفيتو» يُعد فرصة ضائعة مؤلمة من رئيس منتخب بناء على وعد بوضع حد « لحروبنا التي لا تنتهي». وأضاف خانا، راعي قرار الكونغرس، أن النجاح بين الحزبين في إصدار القرار من شأنه أن يكون بمثابة تحذير لإدارة ترامب، والإدارات المستقبلية، من خوض الحروب دون الحصول أولاً على إذن من الكونغرس.
وتعهد خانا بمواصلة القتال ضد الدعم الأمريكي للتحالف السعودي في حرب اليمن من خلال استخدام سياسة الدفاع السنوية، والتشريعات المتعلقة بميزانية الدفاع.
في المقابل، اتهم الحوثيون، أمس الأربعاء، واشنطن بالتحكم في قرار الحرب في اليمن، بعد استخدام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حقه في تعطيل قرار الكونغرس يحضه على وقف دعم النزاع في هذا البلد.
ويذكر أنه لا يقتصر الدور الأمريكي في اليمن على الهجمات التي تنفذها منذ سنوات بطائرات من دون طيار على مواقع مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة، إذ يقدم البنتاغون دعما لوجستيا «غير قتالي» للسعوديين والإماراتيين. واتضح منذ فترة أنهم يدرّبون جنود الميليشيات التابعة للحلف العربين والتي يكوّن الأطفال جزء كبير من جنودها. وقال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرالجماعة، إن خطوة ترامب تكشف أن الولايات المتحدة «ليست ضالعة في العدوان على اليمن فحسب، وإنما هي صاحبة قرار الحرب، والآخرون تابعون لها ومنفذون لرغباتها وأطماعها». ولفت إلى أن قرار ترامب «يدين أمريكا بكل ما لحق اليمن من مجازر وجرائم وحصار ظالم». ولم تعلّق السعودية التي تقود التحالف العسكري في اليمن، حتى الان على استخدام ترامب حق التعطيل. غير أن الإمارات العربية المتحدة أشادت بالخطوة. واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن «قرار الرئيس ترامب المهم يأتي في الوقت المناسب» واصفاً إياه بالقرار «الاستراتيجي».
وأكد أن التحالف يواصل «العمل من دون انقطاع لدعم السلام» مؤكداً «التزام التحالف بالأبعاد الإنسانية والسياسية تجاه أزمة اليمن لا يتزعزع».
وفي سياق آخر، أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، تمسك حكومته بمسار السلام باعتباره هدفاً وخياراً تعمل دوماً من أجله في مختلف المواقف والظروف، «لأن الصراعات والحروب تفضي في النهاية إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل السلام». وأدلى هادي بهذه التصريحات خلال استقباله ،أمس الأربعاء، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، في العاصمة السعودية الرياض، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وقال :«في سبيل السلام قدمنا التنازلات تباعاً رغم تعنت مليشيا الحوثي الانقلابية ومماطلتها في تنفيذ الاتفاقات والعهود وآخرها اتفاق ستوكهولم بعد مضي أكثر من أربعة أشهر، من استحقاقات السلام وممارسة المزيد من التعنت والمماطلة، لاستثمار معاناة الشعب اليمني، للحصول على مكاسب ذاتيه وتنفيذ مشروعها السلالي الطائفي». وأكد هادي على ضرورة ممارسة مزيد من الضغط على «الميليشيا الانقلابية» لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي يعد محور الاهتمام وحجر الزاوية في عملية السلام وتحديد الطرف المعرقل لهذا الاتفاق لأن خيار الفشل سيؤدي إلى قتل آمال اليمنيين في تحقيق السلام المستدام وإنهاء الانقلاب وتداعياته. وحتى اليوم، لم تنفذ الأطراف المتصارعة في اليمن اتفاق ستوكولهم بشكل عملي على الأرض، وتتبادل الأطراف الاتهامات بشأن عرقلة مسار السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة.

شاهد أيضاً

هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائيل

واكبت القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في لبنان الهجوم الإيراني بالمسيَّرات والصواريخ على إسرائيل فجر الأحد، والذي استمر لنحو 5 ساعات، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري مما أدى إلى استشهاد عدد من قادتها العسكريين والمستشارين.