وقال تعالى : {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} ـ الإسراء 14.
تصوروا معي كاميرا موضوعة في أكبر المحلات شهرةً ، دخل أحدهم وقد بهرته رؤية الأشياﺀ الثمينة المعروضة ، فأخذ يعبث بكل ما هو فاخر في هذا المحل ، ولم يجد رقيباً ولا من ينهاه فتجرأ وبدأ في أخذ بعضها.
وكل من في غرفة المراقبة ينظرون إليه في ذهول ، فقد وضع بعض هذه الأشياﺀ في حذائه ، وبعضها داخل قميصه ، بل وألتهم بعض الشكولاته الفاخرة ، وقد أغراه عدم وجود من يمنعه ثم بدأ في الخروج واثقاً من نفسه ، وكانت المفاجأة التي زلزلت كيانه.
حيث منعه أحد رجال الأمن من الخروج ، وعندها تسائل بإستخفاف : ماذا هناك ..؟!
ماذا تريدون ..؟! وأقسم أنه لم يفعل شيئاً يدينه.
أشار إليه رجل الأمن بإلتزام الهدوﺀ من أجل الزبائن ، وأقتاده إلى حجرة صغيرة بها عدد من الشاشات والرجال المراقبين ، وبدأ في إرجاع الشريط ، ثم عَرضه عليه فرأى يديه وهي تسرق ، وفمه وهو يأكل ، وقميصه وهو يشهد ، وياللهول ما رأى ، فإن من في الصورة هو هو لاغيره ، ولم يشهد عليه إلا جوارحه وقد تمّ الإعتراف ، فبدأ بالتوسل والإعتذار.
هذه الكاميرات من صنع البشر ، فما بالنا بما خلق الله لمراقبة خلقه في السر والعلن ، فسبحانه يرانا في كل سكناتنا و تحركاتنا وسنواجه يوماً مثل صاحبنا.
قال تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ـ النور 24