القول الحسن…

بقلم د. إيمان حرابي

قال تعالى : لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ. عندما نتمعن في هده الاية نجد ان الله تعالى يخبرنا بأنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، فيبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسيء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه و الذي يبغضه الله. فالله جميل ويحب القول الحسن كذكر الله و الصلاة على نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم والكلام الطيب اللين. فالله يسمع اقوالنا و ما نجهر به اذ يقول الله تعالى: ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد،

فيجب الحذر في ما نقوله لاجتناب غضب الله علينا. كما حثنا سيد الخلق على قول الكلام الحسن و رغبنا فيه. فالكلمة الحسنة تدخل البهجة للقلب و تسهل التواصل بين المسلمين و بها نطيع الله بقوله عليه افضل الصلاة والسلام: من كانَ يؤمنُ بالله واليومِ الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
فنحن الان نعيش في مجتمع انتشرت فيه الالفاظ السيئة البديئة و نجدها عند الصغير و الكبير.
فهؤلاء الناس اصبحوا لا يستحييون من نطقها و الجهر بها امام الجميع. سواء امام امراة او فتاة او شيخ و أحيانا أمام الام و الاب ويفتخرون بها بين أقرانهم..
اصبحوا لايستحيون من خالقهم الذي يسمعهم، ولا يعرفون وقارا لصغير ولا كبير و هنا تكون الطامة الكبرى فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم: إنّ من أحبِّكم إليَّ وأقربكُم منَّي مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم منَّي يوم القيامة الثرثارون، والمتشدّقون، والمتفيهقون ، قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقون؟ قال: المتكبّرون. فاللسان ذو حدين.

فعودوا أنفسكم حسن القول وطيب الكلم تنالوا الفلاح والغنم وتتقوا الشقوة والغرم في الدارين، مصداقا لقوله تعالى ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرا عَظِيمًا [13].

شاهد أيضاً

غزة بين “عقيدة بايدن” وخطة نتنياهو

بعيدًا عن تداعيات قرار مجلس الأمن الذي صدر أخيرًا، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والشرخ الذي أظهره في العلاقة بين الإدارة الأميركية، وحكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، يحسن بنا أن نعود خطوتَين إلى الوراء لمحاولة فهم طبيعة ذلك الخلاف.