الفلسطيني الذي اغتال روبرت كينيدي

معتقل منذ 1968.. من هو الفلسطيني الذي اغتال روبرت كينيدي وأوصِي بإفراج مشروط عنه؟
في مقابلة صحفية عام 1989، أكد سرحان اغتياله لكينيدي، وقال”كانت علاقتي الوحيدة به هي دعمه الوحيد لإسرائيل ومحاولته المتعمدة إرسال 50 طائرة مقاتلة من طراز فانتوم لإلحاق الأذى بالفلسطينيين”.

محمد المنشاوي
28/8/2021
واشنطن-
أوصِي في الولايات المتحدة بالإفراج المشروط عن سرحان بشارة سرحان، الرجل الذي أدين باغتيال السيناتور روبرت كينيدي، خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 1968 في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، يوم 5 يونيو/حزيران 1968.

وأصدر مفوضان من مجلس الولاية، المعني بحالات العفو توصيتهما، وذلك بعد مراجعة سجل سرحان خلال فترة سجنه، إضافة إلى الاستماع إلى اثنين من أبناء السيناتور كينيدي.

قد تستغرق شهورا
ولا تزال توصية المفوضين خاضعة لمزيد من المراجعة، وتحتاج لموافقة نهائية من حاكم ولاية كاليفورنيا، وقد تستغرق هذه العملية نحو 120 يوما.

وقد أُدين سرحان، الذي يبلغ من العمر حاليا 77 عاما، بجريمة القتل عام 1969 وحكم عليه بالإعدام. وعام 1972، قضت المحكمة العليا في كاليفورنيا بعدم دستورية هذه العقوبة، وحكم على سرحان بالسجن مدى الحياة مع إمكانية الإفراج المشروط عنه.

وُلد سرحان في مدينة القدس لعائلة فلسطينية مسيحية عربية، ثم التحق بمدرسة إرساليات لوثرية، قبل أن ينتقل للولايات المتحدة وهو لم يتخط 12 عاما.

وفي مقابلة مع الصحفي ديفيد فروست عام 1989، أكد سرحان اغتياله لكينيدي، وقال “كانت علاقتي الوحيدة بروبرت كينيدي هي دعمه الوحيد لإسرائيل ومحاولته المتعمدة لإرسال 50 طائرة مقاتلة من طراز فانتوم إلى إسرائيل لإلحاق الأذى بالفلسطينيين”.

وخلال سجنه، قال سرحان إنه كان مخمورا، وجاء في مقابلة سابقة معه عام 1980 أن مزيجًا من الخمور والغضب خلال الذكرى السنوية الأولى لحرب 5 يونيو/حزيران 1967 أثارته.

وأكد سرحان في مقابلة مسجلة مع مؤسسة لجنة العلاقات الأميركية العربية “يجب أن تتذكر ملابسات تلك الليلة، 5 يونيو/حزيران، عندما ذهبت في البداية لمشاهدة عرض لاحتفال اليهود بالانتصار على العرب في 1967، وهذا ما دفعني لقتل كينيدي. لقد كنت مخمورا، وأريد أن يفهم الجمهور ذلك”.

وقع إطلاق النار داخل مطبخ فندق السفير (الإمباسدور أوتيل) عقب انتهاء كينيدي من إلقاء خطاب حماسي إثر إعلان فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا. وتم إلقاء القبض على سرحان وبحوزته بندقية داخل المطبخ عقب العملية.

وخرجت عدة “نظريات مؤامرة” خلال العقود الخمسة الأخيرة تشكك في قيام سرحان باغتيال كينيدي، وتقول إحداها إن سرحان تم تنويمه مغناطيسيا وبرمجته لإطلاق النار على كينيدي. ويعتقد آخرون أن هناك أشخاصا آخرين ضالعين في عملية الاغتيال.

ولا يعتقد المراقبون أن قرار مجلس العفو يُقصد به تأييد أي من نظريات المؤامرة، أو الإقرار ببراءة سرحان.

فشل 15 محاولة سابقة
وفشل سرحان في الحصول على الإفراج المشروط 15 مرة خلال السنوات الماضية، آخرها جلسة عام 2016. ولم تشهد جلسة الأمس معارضة من جورج غاسكون المدعي العام الجديد في لوس أنجلوس.

وساعدت التعديلات في قوانين كاليفورنيا خلال السنوات الأخيرة في دعم موقف سرحان، حيث جعلت من السهل على السجين للحصول على الإفراج المشروط عن جريمة ارتكبت في سن مبكرة، حيث كان في سن 24 عندما أطلق النار على كينيدي.

وسيراجع موظفو المجلس الحكم خلال 90 يوما القادمة، قبل أن يتم إرسال نتيجة المراجعة إلى غيفن نيوساوم حاكم ولاية كاليفورنيا الذي سيكون أمامه 30 يوما ليقرر بشأنها.

وإذا تم إطلاق سراح سرحان، فقد يواجه الترحيل من الولايات المتحدة التي لم يحصل على جنسيتها. وتنص قوانين الهجرة على ترحيل مرتكبي الجرائم الخطيرة من غير الأميركيين.

وأدين سرحان، الذي يصرّ على أنه لا يتذكر إطلاق النار وكان يشرب الخمر قبل ذلك مباشرة، بتهمة القتل من الدرجة الأولى. وحُكم عليه بالإعدام بعد إدانته، قبل أن يتم تخفيفه إلى السجن مدى الحياة.

في آخر جلسة استماع للإفراج المشروط عام 2016، خلص المفوضون بعد أكثر من 3 ساعات من الاستماع لشهادات مكثفة، إلى أن سرحان “لم يبدُ نادما أو أنه يفهم فداحة جريمته”.

ابنا كينيدي يدعمان الإفراج
وقال كينيدي الابن، لصحيفة واشنطن بوست، إنه لا يعتقد أن سرحان قتل والده. كما قال في رسالة قدمت إلى مجلس العفو “في الوقت الذي لا يمكن لأحد أن يتحدث بشكل قاطع نيابة عن والدي، وبناءً على التزامي بالإنصاف والعدالة، فإني أشجع بقوة هذا المجلس على إطلاق سراح السيد سرحان بسبب سجله المثير للإعجاب في إعادة التأهيل”.

وتحدث في جلسة مجلس العفو التي عقدت الجمعة، أيضا، دوغلاس الابن الثاني لكينيدي. وأشار إلى الندم الذي أبداه سرحان على مقتل والده. وقال “لقد بكيت وأنا ألتقي سرحان وجها لوجه.. عشت حياتي خائفا منه ومن اسمه بطريقة أو بأخرى. وأنا ممتن اليوم لرؤيته كإنسان يستحق الشفقة والحب”.

من جانب آخر، قال مفوض مجلس العفو روبرت بارتون، بداية مداولات الجلسة، إن إدارة شرطة لوس أنجلوس وأقارب بعض الضحايا ومواطنين قدموا رسائل تعارض إطلاق سرحان.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".