الغارديان: قمع متواصل في مصر لتخويف المتظاهرين يوم الجمعة

ذكرت صحيفة “الغارديان” أن عدد المعتقلين في مصر منذ احتجاجات الجمعة الماضية وصل إلى 1.900 شخصا في وقت يتم فيه التحضير لاحتجاجات أخرى يوم الجمعة.
وقالت مراسلة “الغارديان” في القاهرة روث مايكلسن إن الأرقام عن المعتقلين أعدتها المنظمة المصرية غير الحكومية مركز الحقوق الإقتصادية والإجتماعية، وجاء فيها إن موجة الإعتقالات شملت متفرجين ومارة لا علاقة لهم بالتظاهرات، فيما اعتقلت السلطات المصرية عددا من الشخصيات البارزة في المعارضة مع أن لا علاقة لها بالتظاهرات الأخيرة. وتم اعتقال محامية حقوق الإنسان ماهينور المصري أمام المحكمة وخالد داوود وحسن نافعة وحازم حسني والمتحدث باسم قائد الأركان المصري السابق سامي عنان الذي حاول منافسة السيسي في انتخابات العام الماضي ولا يزال في المعتقل.

تحول محيط ميدان التحرير إلى قلعة تحيط به سيارات الأمن الزرقاء والبيضاء والمجهزة بـ”جي بي أس” لملاحقة المتظاهرين،و تفتيش المارة الذين صودرت من بعضهم هواتفهم بحثا عن محتويات سياسية.

وكشفت مقاطع الفيديو التي بثها المقاول محمد علي على صفحته في “فيسبوك “، من منفاه عن فساد مستشر داخل مؤسسة الجيش وكانت مقاطع الفيديو تلك وراء التظاهرات الأخيرة، ودعا الجمعة إلى مليونية وزحف الجماهير في مدن مصر. وبعد استخدام الأمن الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين وإطلاق الرصاصي المطاطي عليهم هناك أسئلة حول الطريقة التي سيتصرف فيها الأمن إن استجاب المصريون لدعوات علي. وكإشارة عن الطريقة التي سترد فيها الحكومة هي الحراسات المشددة التي فرضت على مركز القاهرة والحضور البارز لقوات مكافحة الشغب وعربات الأمن ورجال المخابرات بالزي المدني الذي يحرسون الشوارع المحيطة بميدان التحرير، الذي كان في مركز ثورة عام 2011 التي أطاحت بحسني مبارك. وتحول المركز الرمزي إلى قلعة تحيط به العربات الزرقاء-البيضاء المجهزة بأجهزة جي بي أس لملاحقة المتظاهرين، وتم تفتيش المارة الذين صودرت من بعضهم هواتفهم بحثا عن محتويات سياسية، وخاف الناس الذين يعيشون حول القاهرة من المداهمات على بيوتهم. ورغم ما يحمله الخروج من مخاطر إلا أن البعض مصمم على المشاركة. وتقول فاطمة المدرسة في مدينة الإسكندرية “سأخرج وأشارك لأن الوضع لن يكون أسوأ من الحالي، فنحن لا نساوي شيئا في هذا البلد”. وفي وقت انتشرت فيه صور معارك الشوارع على منصات التواصل الإجتماعي حاولت الحكومة الحفاظ على صورة الحياة التي تجري باعتيادية، حيث وصفت وسائل الإعلام الحكومية مقاطع الفيديو والصور للمحتجين بأنها مزيفة. وفي نفس الوقت قالت المنظمة التي تراقب الإنترنت “نيتبلوكس” إن خدمة الإنترنت في مصر تعاني من مضايقات بما فيها محاولات التشويش على “تويتر” و”فيسبوك” و”سكايب”. وقالت المؤسسة التي تنظم الإعلام إن هناك إمكانية لمنع “بي بي سي” نظرا للتغطية “غير الدقيقة” للأحداث. وفي ظل السيسي الذي وصل إلى السلطة في إنقلاب عام 2013 منع النقد العام وضيقت الحريات ومنعت التجمعات العامة. وكان أحمد محي هو المحتج الوحيد الذي وقف في ميدان التحرير وطالب برحيل السيسي في انتخابات آذار (مارس) العام الماضي. وهناك حوالي 60.000 معتقل في السجون المصرية. واتهم الزعيم المصري الإسلام السياسي على الإحتجاجات الأخيرة وذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في إشارة إلى الإخوان المسلمين. في وقت مدح فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في لقاء ثنائي على هامش لقاءات الجمعية العامة ما وصفه “التقدم الإيجابي والعلاقات الثنائية” وتجاهل القمع. فيما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السسيسي بديكتاتوره المفضل وقال عن الإحتجاجات “كل شخص لديه تظاهرات”. ويعيش المصريون حالة من المعاناة حيث تدهورت الحياة اليومية بشكل مستمر فيما زادت مخاطر الشكوى. وهناك حوالي 32.5 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر. وتحمل السكان سياسات تقشف بما فيها قطع الدعم عن المواد الأساسية. ومع ذلك يخشى عدد من السكان من احتجاجات جديدة تضرب الإقتصاد والإستقرار. وقال سيد، 34 عاما “لم أذهب أبدا إلى التظاهرات ولن أذهب وهناك الكثير من المشاكل في البلد، والكثير من الناس يأكلون من الزبالة إلا أن التظاهرات تزيد من تدهور الأوضاع”. وأضاف “الله يعرف هذا وأنا موافق على ما يقولون ولكنني وحيد لا أحد يدافع عني ولهذا أركز على توفير العيش لعائلتي”. وهناك من يرى أن المشاركة في التظاهرات هو الخيار المتوفر وتقول فاطمة “سأراقب ما يجري في الشارع ولا أريد أن أكون رقما وأريد عمل شيء جيد يوفر الحياة الكريمة لأطفالي”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".