الغارديان: بعد الإمارات.. السعودية مرشحة للتطبيع مع إسرائيل

ذكر مراسل صحيفة “الغارديان” مارتن شولوف، إن اتفاقية السلام التي أعلن عنها بين إسرائيل والإمارات كانت تجمع زخما في الأفق حتى قبل الإعلان عنها.

وأضاف أن الإمارات في علاقتها الجديدة مع إسرائيل لن تظل معزولة في الخليج، فهناك خشخشة وسط مجلس دول التعاون الخليجي، أن هناك دولا مرشحة لفتح علاقات مع إسرائيل، مثل البحرين وعمان وربما السعودية التي سيكون توقيعها على معاهدة سلام مثل هزة أرضية جيوسياسية للمنطقة والعالم.

وكان التفكير بحشد السعودية كشريك لإسرائيل خارج الإطار، فقد كان الملك عبد الله من دعاة الاعتراف العربي الجماعي بإسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967، فيما صار يعرف بالمبادرة العربية عام 2002.

لكن القبول بأقل من هذا سيكون مستحيلا، ولكن المواقف تغيرت في الدول العربية، حيث باتت تتعامل مع القضية الفلسطينية كنوع من حرف الاهتمام عن القضايا الأهم التي تهم قادتها.

وأضاف أنه حتى قبل انتخاب دونالد ترامب، كانت إسرائيل والإمارات تقتربان ببطء من بعضهما البعض عبر ثلاثة عوامل: العدواة لإيران، ومقت جماعة الإخوان المسلمين، والاعتقاد أن الصيغة المتفق عليها للسلام مع الفلسطينيين لم تعد ناجعة.

وأكد شولوف، أن مواجهة إيران باتت هي الطريق للتواصل بين الطرفين، ولم تكن مقولة “عدو عدوي صديقي” أكثر مناسبة للعلاقة بينهما من أي طرف آخر. فمحاولات طهران للحصول على القنبلة النووية وتأثيرها الواسع في الشرق الأوسط والمخاوف من إمكانية إغلاق مضيق هرمز والحماس الشيعي لكل ذلك، وفّر أرضية لإسرائيل والإمارات كي يعمّقا الروابط الاستخباراتية والاستراتيجية خلال السنوات الأربع الماضية.

وزادت الثقة بإسرائيل، في وقت بدأت تتبدد من الفلسطينيين خاصة في أبوظبي التي ترسّخ لديها الاعتقاد بأهمية الأرض مقابل السلام، فيما انهار حل الدولتين الذي طبع كل النهج العربي للسلام؛ بسبب الحقائق الجديدة والملحّة.

وأشار الكاتب إلى أن العلاقات الدافئة حصلت في وقت مزقت إدارة دونالد ترامب كل الاعتقادات حول إسرائيل- فلسطين، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقطع الدعم عن اللاجئين الفلسطينيين وضم الجولان وتوسيع المستوطنات وإغلاق السفارة الفلسطينية في واشنطن وتقديم خطة سلام تجاهلت كل وعد قدمته الخطط الأخرى.

ويقول شولوف إن التضامن العربي مع الفلسطينيين تشتت على ما يبدو مع تقديم صهر ترامب، جارد كوشنر الخطة الأمريكية للحل. والتي أعطت الكثير لإسرائيل، وبددت كل أماني الفلسطينيين بدولة. وكان مجموع الخطة أقل مما تم بحثه بين إيهود باراك وياسر عرفات عام 2000. وقام محمود عباس برفض الخطة، وقاطع دونالد ترامب للأبد.

ولكن التوبيخ جاء من الدول العربية التي قدمت الشرعية خلال العقود للفلسطينيين وأصبح لديها الآن أولويات أخرى.

ويرى شولوف أن ما حصل عليه محمد بن زايد من وعد بتعليق الضم (والذي أكد نتنياهو أنه ماض فيه) يجعل الإمارات في موضع من يدافع عن الفلسطينيين مع أن خسارتهم العامة أكبر.

فهذا الاتفاق يبعد الفلسطينيين أكثر عن حق تقرير المصير، وسيكون له زخم مثل بقية الأحداث منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948، ومن بينها اتفاق كامب ديفيد عام 1979، وأوسلو عام 1993، واتفاق وادي عربة عام 1994، والآن هذا الاتفاق.

وأصبحت “الدياسبورا المتشظية” أكثر تشظيا، فهي موزعة بين صوامع محاصرة في الضفة وغزة ولبنان وسوريا والأردن ومصر. وستجد السلطة الفلسطينية صعوبة في الجمع ما بين خسارة حظوظها على الأرض والوقائع الجديدة، خاصة أنها بدت عاجزة في السنوات الماضية، وعلى خلاف متزايد مع داعميها العرب.

وتحولت الإمارات إلى غرفة جيوسياسية للمنطقة، حيث تبنى بن زايد سياسات تدخل في المنطقة من اليمن إلى قطر وليبيا، ووضع نفسه كقاعدة لمحور يعارض أنقرة والدوحة وبقايا الإخوان المسلمين. ويمكن النظر إلى رهان الإمارات في ليبيا عبر نفس المنظور. ولم يحصل الفلسطينيون إلا على كلام في القضايا المتعلقة بوجودهم ودعم لمواجهة فيروس كورونا.

ويختم شولوف بالقول: “في الوقت الذي يحتفل فيه الإسرائيليون، يواجه الفلسطينيون واحدا من أكبر الحسابات مرارة”.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".