الغارديان: “إندبندنت” البريطانية وجدت نفسها في خضم الحرب الإعلامية التركية- السعودية

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا عن قرار الحكومة التركية حجب موقع صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فيما قالت إن حرب “العين بالعين والسن بالسن” الدائرة بين تركيا والسعودية على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.

وقالت الصحيفة إن منع تداول النسخة التركية من صحيفة بريطانية جاء بسبب علاقتها مع الرياض. وعلقت أن صحيفة “إندبندنت” وجدت نفسها عالقة في حرب حرية الإعلام الغرائبية بين تركيا والسعودية.

وجاء قرار الحكومة التركية حجب موقع الصحيفة باللغة التركية، بعدما وجهت السلطات اتهامات لـ20 سعوديا لتورطهم في مقتل خاشقجي بالقنصلية السعودية في اسطنبول، وهو الحادث الذي أدى لتوتير العلاقات بين البلدين.

ويعرف القراء إندبندنت في نسختها الورقية وحولت نفسها إلى نشرية على الإنترنت وذات تأثير عبر استخدام منصات التواصل الإجتماعي، وأنشأت عددا من النسخ بلغات مختلفة تستهدف القراء في الشرق الأوسط.

وتم ترتيب هذا كجزء من صفقة عقدها الروسي صاحب الصحيفة يفغيني ليبديدف مع شركة في كيمان أيلاندز يديرها مصرف سعودي تملكه الدولة. وقامت شركة مرتبطة بالسعودية بإنشاء عدد من الطبعات الأخرى باللغات الأجنبية مستخدمة ماركة إندبندنت وتديرها شركة نشر سعودية. وهو ما قاد لاتهامات عن استخدام ماركة الصحيفة البريطانية للترويج ونشر الرواية السعودية في الشرق الأوسط، وهو زعم تنفيه الصحيفة وتقول إن التحرير مستقل ويتم نشر التقارير من صحافيين معروفين.

وأعلنت تركيا عن حجب الموقع الناطق بالتركية كجزء من عملية حجب واسعة لصحف ووسائل إعلام إماراتية وسعودية، ومن ضمنها سكاي نيوز عربية، وهي عملية مشتركة بين سكاي نيوز في لندن وشركة إماراتية.

وجاء الرد التركي بعد أيام من حجب السعودية والإمارات قنوات وصحفا تركية ومن ضمنها وكالة الأنباء الرسمية “الأناضول”.

وشنت الصحافة التركية هجوما على السعودية، واتهمتها بعدم التحرك سريعا ومنع الزوار المسلمين من زيارة مكة والمدينة.

وقال محرر النسخة التركية من “إندبندنت” نفزت تشيشك، إن قرار المحكمة حجب الموقع غير عادل نظرا لاستقلالية التحرير. وقال إن القرار هو رد انتقامي على القرار السعودي في الأيام الأخيرة لمنع قنوات ومواقع تركية ناطقة بالعربية، ومنها قناة “تي آر تي” التركية الناطقة بالعربية.

وتعلق الصحيفة أن جدال محرر الموقع لا ينفي أن موقعه كان مثالا عن القوة السعودية الناعمة.

وكتب بدر بن سعود، في صحيفة “عكاظ” عن حرب المعلومات الدائرة بين البلدين: “أكثر طريقة مناسبة للرد هي نقل المعركة لأرض العدو”. وقال إن أحسن طريقة لمواجهة تأثير أنقرة، هي تمويل منصات إعلامية تركية صديقة، وذكر إندبندنت التركية كمثال.

وتعتبر تركيا والسعودية في أدنى مؤشر الحريات الصحافية لمنظمة مراسلون بلا حدود، ولا يوجد لأي منهما سجل في احترام الإعلام المستقل.

وفي العام الماضي قامت مؤسسة التنظيمات الإعلامية “أوفكوم” بالتحقيق في استثمارات إندبندنت وشقيقتها إيفننغ ستاندرد. وتوصلت إلى أن المستثمرين فيهما لديهم روابط مع الدولة السعودية لكن لا يوجد ما يكشف عن تأثيرهم على ما تقدمه من محتويات إعلامية في النسخة الإنكليزية.

وكشفت صحيفة “الغارديان” أن صاحب إندبندنت ليبديدف، استضاف محمد بن سلمان على عشاء خاص أثناء زيارة ولي العهد إلى لندن.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".