«العالم الأزرق» يصعّد الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني… 223 انتهاكا خلال الشهر الماضي والنسبة ترتفع 50 ٪

أظهر تقرير رصد فلسطيني تصاعدا خطيرا في وتيرة الانتهاكات التي تمارسها أشهر مواقع التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني، في وقت أكدت فيه منظمة دولية مختصة في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، أن موقع «فيسبوك» يواصل «انتهاك الحريات الشخصية»، ما يؤدي إلى تشكيل خطر داهم على حياة النشطاء والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم.

حجب حسابات على «فيسبوك» و«تويتر» و«واتس آب» و«انستغرام» و«يوتيوب»

ووثق تقرير لـ«مركز صدا سوشيال» 223 انتهاكا ضد المحتوى الفلسطيني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بزيادة 50 في المئة عن الشهر السابق، لافتا إلى أن هذه الانتهاكات تعتبر أعلى نسب الانتهاكات التي تعرض لها المحتوى الفلسطيني خلال شهر واحد.
وصنف المركز موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في قمة المخالفين، حيث بلغ مجموع الانتهاكات 134 انتهاكات تتراوح بين إزالة الصفحات والحسابات والمنشورات، وقيود الوصول إلى الصفحات.
وأشار إلى أن من أبرز الانتهاكات التي قام برصدها كان إزالة صفحات «طولكرم»، وشباب بلدنا»، و«نابلس الأخبار العاجلة»، و «نابلس تايمز»، وصفحة «بلدة فقوعة»، وصفحة «مدينة دورا»، وصفحة «كلنا بنحبك يا نابلس»، وصفحات أخرى.
وفي انتهاك خطير ذكر المركز أن موقع «واتس آب» منع أكثر من 77 رقم هاتف لناشطين وصحافيين فلسطينيين وغيرهم، دون أي مبرر قانوني.
كذلك أشار إلى أن موقع «تويتر» قام أيضا بحذف ثمانية حسابات فلسطينية، أهمها: شبكة القدس الإخبارية (الصفحات الإنكليزية والعربية)، و«شبكة القدس ـ عاجل».
كما جرى رصد أربعة انتهاكات للمضمون الفلسطيني بواسطة موقع «انستغرام»، وواحد بواسطة موقع «يوتيوب».
وقال المركز في بيان له إنه كان على اتصال مستمر مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل استعادة الحسابات والصفحات التي تمت إزالتها، موضحا أنه تمكن فقط من استعادة 18 صفحة من حسابات فلسطينية على «فيسبوك»، بالإضافة إلى حساب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم.
وكانت نقابة الصحافيين والعديد من الأطر الصحافية، انتقدت قيام إدارة مواقع التواصل الاجتماعي بحجب المحتوى الفلسطيني، باعتبار ذلك يأتي في إطار «التواطؤ المفضوح مع الاحتلال الإسرائيلي»، واستمرارا لسياسة «تكميم الأفواه ومنع الصوت الفلسطيني من الوصول للعالم»، خاصة بعد أن طال الحذف والحظر مواقع اخبارية عملت على تغطية الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأكدت أطر صحافية أن الصحافيين المستهدفين من عمليات الحظر، ساهموا في نقل معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من استهداف إسرائيلي ممنهج. وطالبت المؤسسات الحقوقية والصحافية المحلية والدولية ذات الاختصاص بالوقوف إلى جانب الصحافيين والنشطاء الفلسطينيين لحمايتهم من «تغول شركات التواصل الاجتماعي مع الاحتلال».
يشار إلى أن شركة «فيسبوك» أبرمت قبل سنوات اتفاقا مع الحكومة الإسرائيلية لمحاربة المحتوى الفلسطيني، نجم عنه قيام الشركة بحظر الكثير من الحسابات الفلسطينية، بما فيها حسابات صحافيين لنشرهم أخبارا تفضح ممارسات الاحتلال، كما تعرض العديد من المواطنين في الضفة لاعتقالات من قبل جيش الاحتلال، على خلفية منشوراتهم على الموقع ذاته، بعد الاتفاق الذي أتاح لإسرائيل ملاحقة المحتوى الفلسطيني بسهولة.
وفي السياق، ذكرت منظمة «سكاي لاين الدولية»، في تقرير جديد لها، تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أن مسلسل انتهاكات الخصوصية الذي يقوم به موقع «فيسبوك» يتواصل من خلال تطبيقاتها المتعددة للهواتف المحمولة، والتي يستخدمها الملايين حول العالم، لتعرّضهم لخطر الاختراق وفضح الخصوصيات.
وقالت المنظمة إن هذا الأمر يندرج في إطار «انتهاك الحريات الشخصية، ويؤدي إلى تشكيل خطر داهم على حياة النشطاء والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم».
وفي السياق، رصدت لجنة دعم الصحافيين إصابة نحو 163 صحافياً بالرصاص الحي في غزة والضفة الغربية منذ بداية عام 2019 من بينهم 86 صحافياً في غزة، و77 في الضفة، مؤكدة أن الاحتلال يتعمد استهداف الصحافيين لمنعهم من تغطية عدوانه وجرائمه.
وجددت اللجنة دعوة الاتحاد الدولي للصحافيين إلى فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، من أجل فتح تحقيق فوري في الاعتداءات «الإسرائيلية» ضد الصحافيين الفلسطينيين.

شاهد أيضاً

هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائيل

واكبت القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في لبنان الهجوم الإيراني بالمسيَّرات والصواريخ على إسرائيل فجر الأحد، والذي استمر لنحو 5 ساعات، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل/نيسان الجاري مما أدى إلى استشهاد عدد من قادتها العسكريين والمستشارين.