الضابط الإسرائيلي السابق بن مناشي: “القروي يريد نقل تونس من المدار الفرنسي إلى الأمريكي”

https://youtu.be/mRnFEb7_9Ak

كشف الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي آري بن مناشي في فيديو مسرب تفاصيل تعاقده مع المرشح في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التونسية نبيل القروي، مشددا على أن الأخير طلب منه المساعدة على بناء “تونس جديدة”. وقال بن مناشي إن القروي “كان يريد إخراج تونس من مدار فرنسا ووضعها في المدار الأمريكي”. من جهته، نفى رئيس حزب “قلب تونس” التعاقد مع شركة بن مناشي.

تعيش تونس قبل يومين من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، والتي يحتدم فيها السباق بين أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد ورجل الأعمال نبيل القروي، “زلزالا سياسيا”، بعد أن كشف الضابط السابق في الموساد آري بن مناشي في فيديو مسرب تفاصيل تعاقده مع القروي الذي طلب منه حسب قوله مساعدته على “بناء تونس جديدة”.

وقال آري بن مناشي، الذي يقدم نفسه على أنه “مستشار الأمن القومي السابق لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية”، في فيديو من 30 دقيقة إنه التقى نبيل القروي على مدى يومين في تونس العاصمة، دون أن يحدد التاريخ. وشدد على أن القروي طلب منه المساعدة على بناء “تونس جديدة”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن زعيم حزب “قلب تونس” كان يريد إخراج بلاده من “المدار الفرنسي ووضعها في المدار الأمريكي”.

زيارات متعددة إلى تونس

وسرب هذا الفيديو بعد قرار قناة التاسعة التونسية عدم بث حوار كان مقررا مساء الخميس مع بن مناشي. وأثير جدل كبير في تونس بعد قرار إلغاء بث الحوار الذي بررته قناة التاسعة بنية تجنب التشويش و احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين.

أما القروي فتم الإفراج عنه الأربعاء بعد أن قضى نحو شهرين في السجن على خلفية شبهات غسيل الأموال والتهرب الضريبي.

للمزيد- سلوى السماوي: “ثورة الصندوق” هي وحدها التي ستُخرج نبيل القروي من السجن

بن مناشي وهو رئيس شركة “ديكينز أند مادسون” المختصة في الضغط والعلاقات العامة (لوبيينغ)، شخصية مثيرة للجدل، وتؤكد مصادر مختلفة أنه تاجر سلاح دولي. وأكد بن ماشي في الفيديو المسرب أنه قطع الروابط مع حكومة إسرائيل بعد اتفاقية أوسلو التي كان “ضمن من أعدوها” على حد قوله لأن إسرائيل لم “تستكمل إجراءات السلام مع فلسطين”.

وأكد أنه زار تونس عدة مرات، وأنه التقى القروي وزجته سلوى السماوي في آخر زيارة على مدى يومين، فكان الموعد الأول في “مركز أعمال” على الشاطئ في العاصمة، والثاني في منزل المرشح عندما “دعانا لتناول العشاء”.

جدل في تونس بعد تسريب وثيقة أمريكية تورط القروي
“القروي كان متأكدا من الفوز في الانتخابات الرئاسية منذ الجولة الأولى”

وبحسب آري بن مناشي، فإن نبيل القروي كان يريد توظيف شركة “ديكينز أند مادسون” ليس لأجل الفوز في الانتخابات “إذ إنه كان متأكدا بأن سيفوز منذ الدورة الأولى، لكن لمساعدته على صنع تونس جديدة” عندما “يصبح رئيسا”. وقال إن القروي سعى “للتعاقد معنا لأننا برهنّا مدى نجاحنا في السودان”، وجزم (بن مناشي) “نحن من قمنا بالتغيير في السودان”.

وتابع الضابط السابق في الموساد قائلا إن “العقد كان ينص على مليون دولار”، مضيفا “في النهاية دفعوا لنا 250 ألف دولار على ثلاث دفعات” وذلك “لمحامينا في الولايات المتحدة الذي سجله لدى وزارة العدل الأمريكية”.

للمزيد: تونس أمام مأزق قانوني ودستوري سواء فاز القروي أم خسر في الانتخابات الرئاسية

وعن دوافع سفره لتونس للقاء القروي، قال بن مناشي إنه تلقى “دعوة للقائه من قبل وسيط يقطن بكندا وبعثه القروي شخصيا”، موضحا أنه تم خلال اليوم الأول “توقيع عقد بين نبيل زروق من جانب نبيل القروي وفرع شركة تابعة لنا في بريطانيا”.

“فجأة، قالوا إن العقد مزور…”

ولدى عودته إلى مونتريال، ظل بن مناشي يتواصل مع زعيم “قلب تونس” ست أو سبع مرات في اليوم على حد قوله. وكشف أن القروي قال له مررا “إني أريدك أن تعود إلى تونس” لكنه تلقى خبر توقيف رجل الأعمال “فيما كان يستعد للسفر إلى تونس من مطار ترودو” [في مونتريال]، ليتراجع عن السفر.

وتابع قائلا: “لكن استمرينا في التواصل مع فريقه، أولا مع محاميه [محمد الزعنوني] ثم مع الوسيط، وقالوا لنا إن ممثلا عن نبيل القروي وهو محمد بودربالة سيوقع العقد في مكانه”. وأضاف “كانوا يريدون لقاء شخصيات بارزة في الولايات المتحدة لأجل الضغط لإخراجه من السجن… لكن أخيرا، وفجأة، قالوا لنا إن هذا العقد مزور وإنه غير موجود وإنهم لا يعلمون من أين أتى”…

للمزيد- نبيل القروي يتهم قيس سعيّد بأنه “ذراع” لحزب النهضة

ويصف آري بن مناشي نبيل القروي بأنه “رجل يملك كاريزما ويمكنه تغريب تونس مع الحفاظ على طابع الإسلام”.

من جهته، أكد رئيس “قلب تونس” في بيان له أنه ليست لديه أية علاقة بهذا العقد وأنه توجه للقضاء لمحاسبة المسؤولين عن هذا التشويش.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".