مفهوم السلفية ظلمتها الفصائل و شوهها الاعلام و انصفها الشرع

بقلم د. ايمان حرابي

انتشر مؤخرا المفهوم الخاطئ لكلمة السلفية منذ قيام الثورات العربية. فليست السلفية هي الدعوة الى الفتنة و القتل و التحريض على كراهية الغرب.
الإعلام اراد ان يشوه صورة ما يصطلح عليه بالسلفية بصفة عامة. و للاسف فإن البشر يميلون إلى سرعة تقبل المعلومة السهلة و الأحكام الجاهزة دون النظر في حيثياتها و مآلاتها و لا أصولها.
فالسلفية اذن هي ليست ذلك الحزب الذي لقب نفسه بالسلفي، ولا تلك الجماعة التي تدعي انها على الحق و ما غيرها باطل. ولا هم من يشتغلون مخبرون لدى ولاة امورهم و هم الجامية المدخلية، التي اعطت انطباعا ان السلفية ماهي الا غرفة عمليات وزارة الداخلية لضرب الاخوان المسلمين و كذلك السلفيين الذين يختلفون مع الحكام.
فالسلفية هي كلمة تعبر عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه من بعده من سلف الأمة.
بل هي كذلك اتباع الكتاب والسنة ومنهح السلف الصالح رضي الله عنهم.
فالسلف الصالح هم صحابة النبي صلى الله عليه و سلم والصحابة والتابعون الذين أخذوا عن الصحابة وأتباع التابعين الذين أخذوا عن تلاميذ الصحابة ؛ هذه القرون الثلاثة الأولى التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ” خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم “، الى ان نصل الى العالم الاسلامي الحالي.
هذا هو منهج –السلف الصالح- الذي أمرنا الله تبارك وتعالى به؛ ولذلك علينا ان نتمسك به.
هذا معنى كلمة : سلفية.. و ليس كما يسوق له الغرب و العلمانيون في بلداننا العربية.
أنا سلفي يعني أنا لست مبتدعاً ، لست مخترعاً لأي منهج و لا شرع جديد لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ؛ هذا معنى أنا سلفي.
أنا سلفي ؛ يعني أنا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، أنا على هدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
فهي السير على ما شرعه ربنا تبارك وتعالى ، وأمرنا باتباعه.
فاتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم تاتي بالنظر كيف كان الصحابة يسيرون أمور دينهم من حياة الرسول الى بعد مماته و نمشي خلفهم ؛ هذا معنى الاتباع. هذا هو السبيل الذي أمرنا الله بسلوكه و بذلك فهو طريق الخلاص و النجاة الذي يجب على المؤمنين اتباعه و السير على منواله. قال النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً طريق النجاة من كثرة الاختلاف : ” وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ” منهج مرسوم وواضح. منهج رباني أُمرنا باتباعه ، فقط ، هذه هي السلفية وهذا معناها.

قد يختلط عليك الأمر و تجد من يدعي السلفية و هو يتآمر على الدين. كشفهم سهل بسيط أطرح أفعالهم على ضوء ماكان عليه سلف الأمة. و لا تغتر بمظاهرهم، لا بلحاهم و لا لباسهم فكم من كوهين بلحية الشياطين و كان اماما لمسلمين جاهلين غافلين. و كم من وصوليين بلحى ازاحوا حكاما مسلمين و عثوا في الأرض مفسدين باسم الدين. و بعضهم لا ينكر منكرا بل و يطبل لولاة الخمور ممن يعتبرهم ولاة أمور حاكمين.
سلوك طريق السلف و اتباعهم واجب، لمن أراد النجاة؛ لأن النبي صل الله عليه وسلم قال: ” ما أنا عليه وأصحابي ” ، هذا كله يبين لنا أن من لم يسلك هذا المنهج الرباني ، من لم يتبعه ؛ فقد ضل. وقانا الله و إياكم سوء المآل و المنظر.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،