السفر إلى أوروبا

مع فرحتى بكثرة الإستشارات التى تأتينى أسبوعيا بخصوص السفر لأوروبا والغرب للغرض العلمى والدراسة؛ والتى كان فحواها ومحورها كيفية الحصول على منحه دراسيه فى بلدان معينه وكيفية البناء العلمى واللغوي الجيد. لكن خلت الإستفسارات عن نقاط أظنها غايه فى الأهمية

1. ماهى نيتك فى السفر هل هى #لله لاكتساب علم تنفع به نفسك ووطنك وأمتك والإنسانية لاحقا أم هى #لدنيا؛ فرصه للخروج من واقع مرير لحياة ماديه كريمه أفضل ولا مشكلة إطلاقا ولا تعارض بجمع النيتين معا وأنا مؤيده.

2. هل جهزت نفسك دينيا وأخلاقيا وعقائديا للمعيشة فى تلك الديار وما احتوته من فتن أودت بدين كثيرين هم كانو فى الغالب أدين وأفضل منك ؟؟!! أقولها صراحة ذابو فى المجتمع؛ قبلوه على كل مابه من موبقات ومحرمات بعجره وبجره ،،،،بل وكثير لحد وأصبح بلا دين وضاع كمن ضاعوا للأسف

3. هل ستدخل تلك الديار بصحبة زوجتك العفيفة أم ستأتي لتختار من بين مجتمع تبدأ فيه العلاقات الجنسيه منذ سن الثانية عشر !!؟؟ صدقني لاتوجد تلك الصورة فى مخيلتك أن الجميلة الاوربيه ستنطق الشهادتين على يديك وتتحجب حبا فيك وفى دينك فالحياة هنا ياأخى ماديه بحتة قائمه على المنفعة الصريحة. بل قارن فرصة الحصول على بنت محترمه ملتزمه بديار العرب بديار الغرب!!!

4. هل فكرت أين ستصلى وكم صلاة ستصليها فى المسجد ربما لم تجهز نفسك ؟؟!فلربما وفى الغالب لن تسمع صوت الأذان لسنوات لا أنت ولا أولادك وأكيد جربت قليل من كثير في زمن كورونا

5. هل فكرت فى أولادك لاحقا وفكرت بأن بقاؤك هنا في الغرب مرهون بتعليمهم دينهم وهويتهم ولغتهم ؟؟!! هل بنيت نفسك فى اللغة العربية لأنك ستكون المصدر شبه الوحيد لهويتهم ولغتهم العربيه التى هى مفتاح دينهم !!؟؟ وهل تخيلت ابنك عمره عشرون عاما ولايستطيع أن يقرأ اية فى كتاب الله ؟! أى علم وأى مال يغني فى تلك اللحظه !!!
هل فكرت لو ولدت لك الأوروبية ولدا وانفصلتم بأنها حاضنه للولد وسيكون اسمه عربي إسلامي وفى أغلب الأحيان سيكون بلا دين !!؟؟

هل فكرت أنه من السهل أن يسحب منك ولدك -حدثت مع كثيرين- لتتولى الدوله رعايته بسبب موقفا كلطمة واحده على جسمه فى شارع مثلا !!؟؟

6. هل فكرت أنك وزوجك واسرتك ستكونون سفراء بأخلاقكم للإسلام أم ستكونون مصدر تنفير عنه بطباعكم السيئه ؟؟؟!!!

أكتب تلك الكلمات بعد أن قضيت أكثر من عشر سنوات فى أوروبا أعمل فى جامعاتها ونجحت فيها اكثر مما فاق أحلامى ومعظم أمالكم وبكثير وعندى أربع أطفال فيها (هم أغلى ماعندى) لكنى أحلم دوما بيوم أسمع فيه صوت الآذان من بيتى.. لو كنتم فاكرين إني باعمل حلقات تربوية وتعليمية، لكي أفرد عضلاتي، فأنتم واهمون… هذا كله بسبب مانحن فيه من خوف على أولادنا وهويتهم وعقيدتهم ودينهم.

إحنا هنا عايشين في منبع الإلحاد واللادين والمثلية والنسوية وغيره،، هنا الإنتاج والتغليف والتصدير، انتم بيوصلكم قليل من كثير.. قطرات من نهر…الناس اللي بتحارب لكي تترك بلاد الخليج أو العرب، وأوضاعهم فيها مستقرة.. ومتجهين للغرب، إنتم متأكدين إنكم حسبتوها صح بالورقة والقلم والدين والمعتقد… إحنا نفسنا نيجي عندكم.. طب في حد يبدل معايا أو يساعدني للطريق وانا موافق؟

نعم والله، الغرب فيه علم وعدل واحترام للاخر ومساواة وحرية وتأمين حياة وعدالة إجتماعية، بل ومجتمع مسلم وأخوة في الله ومساجد يرفع فيها اسم الله وجالية مسلمة كبيرة، لم أتخيل يوما أن أعيشها وأحياها.. لكن صدقني والله منقوصة ومنقوصة…فمن حق أولادك أن يحيوا ولو سنوات معدودة، مثل حياتك صغيرا وسط أهلهم وذويهم…ومن يهرب من أوروبا ظنا منه أنه سيربي في أي بلد عربي آخر فهو مغيب… مصدر التربية الوحيد تقريبا في كل أنحاء العالم أصبح البيت وفقط.

أعلم بأني لست أهلا للفتوى ولا دينا تتبعه فى دينك لكنى أحببت أن أذكرك وأذكر نفسي قبلك بالله وأن نجعله فى مقدمة أولوياتنا فهذا زادنا ودواءنا قبل علمنا ومالنا

الله أسأل أن يوفقكم وينفع بكم ويجعلكم عونا لكل محتاج ياريت لوتعرفوا أى شخص بيحاول أو فى طريقه للسفر للغرب أن تعلموه وتخبروه أن يجهز نفسه ويعد الزاد والعدة