السعادة الزوجية … أسرار الوصول إليها

بقلم ايمان حرابي

الحياة الزوجية بحرٌ عميقٌ متفرّع غامض، له أساسيات يجب اتباعها للرساءِ على شاطئ السعادة و التوازن الفكري و النفسي لمواجهة تحديات الحياة. و ليس هناك زواج فاشل بل تعامل خاطئ أدى إلى فشل الزواج.

و من هنا أهمية البحث عن شريك حياتك الذي يعطيك ذاك التوازن و تلك الراحة النفسية. و ليس هناك ادق من التعبير القرآني الذي وصفها بالسكن مصداقا لقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

فإذا وجدته و وجدت فيه الشي الذي يلائمك، بحيث يقاسمك أفكارك و يحترم مبادئك و رغباتك و يساعدك و يحثك على فعل الخير و طاعة الله هنا تتحقق السعادة. و السعادة لا تكتمل بالحب فقط كما يظن البعض. وإنما تكتمل بتواجد الكثير من القيم كالتسامح و التشاور و المشاركة في الأسس و المبادئ و الرؤية الفكرية و النظرة الواحدة الى الحياة، التي يشكل التكافؤ الفكري اهم دعائمها. و تشكل المحبة والألفة والرحمة و محبة كل الطرف للآخر و خوفه عليه و على صحته أحد دعامات نجاح العلاقة بين الطرفين.

و يجب ان تكون الإرادة المشتركة هي جعل الطرف الآخر سعيدا. فهذا هو الأساس بحيث تتطور العلاقة إلى حبل متين ينبني على تحمل المسؤولية و تقسيم الوقت و النصح والأخذ بالنصيحة و الاعتراف بالخطأ من كلا الطرفين و الصدق.
هنا تبدأ التساؤلات بما يجب فعله من قبل الزوجين لحياةٍ زوجيةٍ سعيدة. فالسعادة ليست خطوات محفوظة إنما هي أمور سلسة تحتاج إلى عقلانيةٍ وتفكير. من مبادئ الحياةٍ الزوجيةٍ السعيدة الصدقُ فلا تتم السعادة في الزواجِ. القناعة في الزواج أساس السعادة، كلّما اقتنع الزّوج بزوجته من جميع النواحي كان سعيداً في زواجه، وكذلك الزوجة في حال اقتناعها بزوجها لا تجد أجمل من حياتها الزوجيّة وسعادتها.

يجب على الزوجين إعطاء وقت لمناقشةِ حياتهما والاسترخاء والمرح معاً. لا يكون كل يومهما للعمل والأبناء وغيرها من انشغالات الحياة، فالرجل بحاجةٍ لزوجته ليشعر بالراحة من مشاقِ العمل طوال اليوم، والزوجة تحتاج لزوجها لإحساسها بالأمان معه والراحة وليمدّان بعضهما بالحبّ الذي يحتاجه كلّ زواجٍ لإتمام السعادة.

و لتكتمل السعادة يشكل احترام الرأي الآخر و الإصغاء و الإنصات الجيد و خلق جو من الفرح و السرور في المنزل أحد الدعائم. لأن النفس تميل لمن يدللها و يحسن إليها. مما يخلق راحة نفسية فيصبح شريك حياتك صديقك الذي ترجع إليه في أصعب الأمور و أبسطها. مع اعتبار أن في تنازلك عن بعض الأشياء أو تضحيتك ليس ضعف شخصية منك بل هي دلالة على مدى فهمك للحياة…

و لنتذكر دائما أن الحياة علمتنا ألا نقبل بوجود مناطق مظلمة في حياتنا فالنور موجود و ليس على الانسان الا ان يدير الزر ليتألق النور و يشع.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،