الذكاء العاطفي سيساعدهم.. هل يتصرف أطفالك بشكل سيئ؟

المصدر : الصحافة الإسبانية

في كثير من الأوقات، عندما يعبّر الأطفال عن عدم رضاهم من خلال تصرفاتهم السيئة، يسارع الكبار إلى الحكم عليهم بأنهم غير مؤدبين. في الواقع، ليس هناك أطفال سيئون، بل كل ما في الأمر هو أنهم يحتاجون للوقت لتحسين سلوكهم، حتى يستمتع الجميع بحياة عائلية متناغمة وإيجابية. ويحتاج الأطفال بشدة للصبر وإرشاد والديهم المتواصل لتحقيق هذا الهدف.

تحذر ماريا خوسيه رولدان في تقرير نشرته مجلة “إتابا إنفانتيل” الإسبانية من خطورة إقدام الأولياء على إصدار أحكام سلبية على أبنائهم عند قيامهم بسلوك سيئ، لأن هناك دائما مشاعر تقف وراء هذا السلوك، يجب كشفها وفهمها. وبهذه الطريقة فقط، يمكن للوالدين معرفة ما يحدث مع أبنائهم، والتصرف بالشكل الصحيح. ويعتبر التدرّب على الذكاء العاطفي أحد أفضل السبل للمساعدة على تحقيق ذلك.

معرفة الذات بشكل جيد
يساعد الذكاء العاطفي الأطفال على معرفة أنفسهم بشكل جيد، فضلا عن حسن إدارة وفهم حالات التوتر العصبي وباقي المشاعر السلبية التي قد تجتاحهم.

ومن خلال الذكاء العاطفي، يتعلم الطفل كيف يفهم نفسه والآخرين، وبالتالي يتدرب على قيم التعاطف والاحترام. كما سيتعزّز السلوك الجيد أكثر لأنه يصبح قائما على فهم المشاعر الذاتية، ويتجاوز الرغبة في التنفيس عن هذه المشاعر في شكل ردود أفعال سلبية.

الأطفال الذين تكون شخصياتهم قوية يعانون دائما من حدة المزاج (مواقع التواصل)
الأطفال يتمتعون بالشخصية
الأطفال الذين تكون شخصياتهم قوية، يعانون دائما من حدة المزاج. في الواقع، لا يعد هذا الأمر سيئا، ولكن كل ما يحتاجونه هو التقرب أكثر من والديهم، والحصول على الإرشاد المستمر.

وبغض النظر عن طبيعة شخصية الطفل وحالته النفسية، فهو يحتاج دائما لرعاية والديه لينشأ بشكل جيد، إذ إن الأبناء يحتاجون لأن يكون الأب والأم بجانبهم دائما لوضع قواعد التصرف وفهم احتياجاتهم، وإشعارهم بأن هناك سلوكيات معينة غير مقبولة يجب عدم تكرارها.

كما تعد مهارة السيطرة على النفس مهمة، ويجب على الأطفال إتقانها للابتعاد عن السلوكيات الضارة في المستقبل. ويمثل تحمل المسؤولية الطريقة المثلى لجعلهم يكبرون ليصبحوا أشخاصا مستقلين وقادرين على فهم أنفسهم والآخرين. ولا يعتبر هذا الأمر سهلا، ولكنه ممكن من خلال الاستعانة بمهارات الذكاء العاطفي.

الذكاء العاطفي هو الحل
هناك إستراتيجيات مفيدة لاتباعها مع الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم أربع سنوات، نظرا لأنه بداية من هذه السن يصبح تنظيم احتياجات ورغبات الأطفال أمرا ممكنا. ولهذا الغرض، يجب فهم ردود أفعالهم وكيفية تجنبها في المرات المقبلة.

ومن خلال الإستراتيجيات التي تعزز الذكاء العاطفي، سيبدأ الطفل بفهم بعض حقائق الحياة، على غرار ألا يفترض أنه سيحصل دائما على كل ما يريده وفي أي وقت، ويستوعب أنه هو الذي يتحكم في مشاعره وحالته النفسية، وهي مهارة سيستفيد منها خلال باقي مراحل حياته، وهي:

إذا كان الطفل يتصرف بشكل غير مقبول، فلا يجب الصراخ في وجهه أو الدخول في حالة غضب (مواقع التواصل)
1- أُهدئ نفسي لأشرح ماذا حدث وكيف أشعر
إذا كان الطفل يتصرف بشكل غير مقبول، فلا يجب الصراخ في وجهه أو الدخول في حالة غضب. في المقابل، يُنصح بسؤاله عن سبب قيامه بهذا الأمر، ومساعدته على إيجاد الكلمات المناسبة لوصف المشاعر التي تنتابه، كأن يقول “لقد ضربت أخي لأنني شعرت بالغضب الشديد”.

2- فهم مشاعر الآخرين
يتعلق هذا الأمر بتعزيز الشعور بالتعاطف، فإذا كانت تصرفات الطفل سلبية، يجب عليه أن يفهم تأثيرات سلوكه على الآخرين، وأن كل فعل نقوم به له تبعات على الآخر، ويظل السلوك الإيجابي أفضل خيار لنا وللطرف المقابل.

3- بعد أن فهمتُ مشاعري ومشاعر الآخر، يمكنني التصرف بمسؤولية
يجب عليك مساعدة أطفالك لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي سببت لهم حالات الانزعاج والتوتر العاطفي، ومن هذا المنطلق، ستكون لهم في المرة المقبلة القدرة على رد الفعل بشكل مناسب أكثر.

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.