دع القلق و أبدأ الحياة

يعد القلق والاهتمام بانطباعات الناس من أكثر الأمور المنهكة نفسيا للمرء ، وتعرف هذه الحالة بأنها عبارة عن شعور متواصل بالاضطراب جراء عدد من الخواطر التي تدور في ذهن المرء حول مدى تقبل الناس له سواء فيما يتعلق بملابسه ، أو بطريقة كلامه وطبيعة الأحاديث التي يشارك بها ، أو حتى طريقة مشيته.

لكن لو نظرنا إلى حقيقة أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، وأنه لا يمكن لأي منا أن يكون شخصا مثاليا في جميع مجالاته ، فالكمال لله وحده ، سنجد بأن مجرد تفكيرنا بمثل هذه الأمور لا يعدو كونه مضيعة للوقت ليس إلا.

وعلى الرغم مما سبق ، فإننا نجد بأن نسبة ليست قليلة ما تزال تعاني من مشكلة الخوف والقلق من آراء الناس بهم ، ولهؤلاء نقول يجب التنبه للحقائق التالية :

1- لا يوجد ما يسمى بالشخص المثالي :

فالمثالية لا يمكن لأحد أن يمتلكها. لذا لو كنت ترغب بأن تكون مقبولا لدى الجميع ، عليك بداية أن تسأل نفسك عن المعايير التي عليك اتباعها كي تتمكن من إرضاء جميع الناس.

أيضا ينبغي عليك أن تسأل نفسك هل من تسعى لإرضائهم هم أنفسهم مثاليين؟ لا بد وأنك تعلم بأنهم ليسوا كذلك ، وإن بدا لك عكس هذا. فلو قمنا بتقسيم حياة كل فرد لعدد من الفئات، فإننا سنجد بأن من يملك الوظيفة ، قد لا يملك الزوجة الصالحة ، ومن يملك الأبناء قد لا يملك المال. وخلاصة القول إن لكل منا أوجه قوة وضعف في حياته ، ولا يمكنه الوصول للمثالية مهما بلغ من الذكاء والخبرة.

2- ما يفكر به الناس ليس من شأنك :

قد يبدو الأمر غريبا بعض الشيء ، لكن لو فكرت قليلا ستجد بأنه صحيح 100 % ، فمهما كانت فكرة الشخص المقابل لك ، طالما أنك تقوم بواجبك وبما يرضي الله ، فاعلم أن أفكاره تخصه هو فقط. لذا لو بدأت تتساءل في نفسك “ترى ما الانطباع الذي أخذه هذا الشخص عني؟” قم مباشرة بالقول في نفسك “أفكاره تخصه هو ، وليست من شأني في شيء”.

3- تذكر بأنك لا تملك السيطرة على انطباعات الغير : يجب علينا أن نعي هذه الحقيقة ، فآراء الناس وانطباعاتهم ، ليست لنا أي سيطرة عليها حتى لو مهما حاولت أن تعدل من تصرفاتك من أجل إرضائهم.

فعلى سبيل المثال لو قمت بقول رأي لم تقتنع به لمجرد أن ترضيهم ، أو قمت بالضحك على نكتة قام أحدهم بإلقائها رغم أنك تشعر بأنها سخيفة ، أو قمت بقضاء وقت طويل أمام المرآة بحثا عن ملابس تجعلك تبدو في أبهى صورة ، فإن كل تلك التصرفات عبارة عن إشارات لرغبتك بالسيطرة على انطباعاتهم عنك. لكن عليك أن تتأكد بأن ما تقوم به هو مجرد محاولات عقيمة للتحكم بآرائهم ، وهذا لن يحدث مهما بلغت جدية محاولاتك.

4- اعلم بأن نظرتك تجاه آراء الآخرين تنبع من نظرتك تجاه نفسك :

في كثير من الأوقات نكون أسوأ أعداء لأنفسنا ، حيث أننا نقوم بتوجيه انتقادات حادة لبعض جوانب حياتنا من دون حتى أن نسمع أي انتقاد لتلك الجوانب من أحد.
لذا لو كنت تشعر بوجود ضعف في جانب من جوانب شخصيتك ، فتلقائيا ستشعر بأن الجميع ينتقدون ذلك الجانب، وسيؤدي هذا الشعور لتكوين فكرة سلبية عن نفسك كونك تعتقد بأن الضعف الذي تشعر به يراه الجميع وبوضوح.

ومن خلال هذه الطريقة من التفكير فإنك ومن دون أن تشعر ، قمت بوضع نفسك بموقع التقييم ، وحاكمتها من دون أن يقوم أحد بهذا حقيقة.

تذكر بأن الحياة قصيرة ومن غير المجدي أن تضيع طاقاتك الذهنية والعاطفية ، بحثا عن إرضاء أحد غير الله طالما أننا جميعا غير مثاليين.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،