الحلوى أسوأ مكافأة قدمناها للأطفال خلال نصف قرن

“افعل.. ولا تفعل، وسوف أكافئك بالحلوى المفضلة”. تستخدم معظم الأمهات هذا المفهوم في تربية الأطفال، لحثهم على تجنب السلوك السيئ، ولكن هل يعد هذا الخيار الأفضل؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة حول كيفية تأثير ذلك على سلوكهم، وما يعنيه ذلك لصحتهم.

قد يبدو هذا النهج مفيدا على المدى القصير، غير أنه قد تكون له عواقب طويلة المدى لا يربطها كثير منا ببعضها البعض.

وفي أوائل السبعينيات، كان 5% من الأطفال يعانون من زيادة الوزن، وارتفعت النسبة الآن إلى 15%. كما تمت الإشارة في العقد نفسه إلى زيادة انتشار مرض السكري بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، حسب موقع “سوبر كيدز نيوترشن” (SuperKidsNutrition).

مشكلة الوزن الزائد ومرض السكري أصبحت أكثر انتشارا في الأعمار الصغيرة (مواقع التواصل)
عندما ننظر إلى أرقام السمنة ومرض السكري، قد ندرك أننا نربي جيلا من الأطفال الذين قد تنخفض معدلات أعمارهم بسبب نمط الحياة الذي يعرضهم بشكل كبير لخطر الإصابة بأمراض مزمنة.

وفيما يلي بعض المجالات الرئيسية التي تؤثر على ذلك:

4 من كل 5 أطفال لا يتناولون الحد الأدنى الموصى به من حصص الفاكهة والخضروات، وبدل ذلك يستهلكون أطعمة منخفضة الفائدة الغذائية، مثل الحلوى والبسكويت ورقائق البطاطس والكعك والبطاطس المقلية.
كانت هناك زيادة كبيرة في تناول المشروبات الغازية لدى الأطفال خلال 20 عاما الماضية، في حين انخفض معدل تناول الحليب. ولا تحصل 81% من المراهقات على ما يكفي من الكالسيوم في نظامهن الغذائي لأنهن يشربن الصودا أكثر من الحليب.
يقضي الأطفال ما معدله 4 ساعات يوميا في مشاهدة التلفاز، ونصف ساعة أخرى في ألعاب الكمبيوتر.
على سبيل المثال، أقل من نصف الأطفال يمارسون نشاطا بدنيًا لمدة ساعة يوميا، و80% من المراهقين الملتحقين بالمدارس الإعدادية لم يتمكنوا من اجتياز برنامج اللياقة البدنية في كاليفورنيا.
الأطفال والمكافأة بالحلوى
للمذاق الحلو تفضيل فطري لدى معظم البشر، لا سيما إن كان شديد الحلاوة مثل الشوكولاتة والحلويات المصنعة؛ لذا عند مكافأة الأطفال بتقديم الحلويات سيربطون بين السعادة والمذاق شديد الحلاوة، وهو ما يعني مقاومة الأطعمة التي لا تحتوي على المذاق نفسه، مثل الفاكهة والخضروات والحبوب والبروتينات.

وأظهرت الأبحاث حول عادات أكل الأطفال أن الأطعمة التي نكافئ بها الأطفال تصبح مرغوبة أكثر مما لو قدمت في صورتها العادية؛ لذلك عندما يتم استخدام الحلوى مكافأة، فإن الأطفال يحبونها أكثر ويريدونها أكثر، ومن ثم تصبح شريكا أساسيا في حياتهم.

وبوصفنا بالغين، يمكننا المساعدة في تعليم الأطفال أن إعطاء شيء غير صحي كنوع من المكافأة يمكن أن يرسل رسائل مختلطة؛ لذا قد يصبح البديل الصحي مشاعر إيجابية من الأم لطفلها، كالأحضان والتقدير المعنوي، أو لصق نجمة صغيرة على الوجه؛ ليشعر الطفل بأن السلوك يقابله امتنان وليس مكافأة مادية.

يجب على الآباء والمعلمين ومديري المدارس وأي شخص آخر له تأثير قوي على حياة طفلك أن يكونوا على دراية بهذه المعلومات.

الأطعمة التي نكافئ بها الأطفال تصبح مرغوبة أكثر مما لو قدمت في صورتها العادية (مواقع التواصل)
المكافآت البديلة
الأطفال لا يعبؤون كثيرا بالحلويات، هم في الأساس لا يعرفونها، بل نحن من ندفعهم إلى طريق إدمانها منذ البداية كوسيلة لإسكاتهم عن البكاء أو لحثهم على السلوك الجيد أو مكافأة لمنحهم السعادة، فإذا قدمت لطفلك أحضانا وقبلات أو ركوب الدراجة مع العائلة أو رحلة إلى المسبح أو الشاطئ؛ فإنها ستكون مكافأة أعظم وأكثر متعة من الحلويات.

أحد أفضل البدائل هو الكلمات الإيجابية للتشجيع والثناء على طفلك، وعبارات مثل “أنا فخور جدا بك”، أو “لقد قمت بعمل رائع” لا تقوي العلاقات بين الوالدين والطفل فحسب، بل تزيد أيضا احترام طفلك لذاته.

المصدر : مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

استقالة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية بعد الفشل في 7 أكتوبر

صرح الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الإثنين، إن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية ميجر جنرال أهارون هاليفا، استقال، وإنه سيترك المنصب بمجرد تعيين خلف له.