الحجاب

لباس المرأة المحتشم من جلباب وخمار، الذي يسمى اليوم حجابا، كان مسألة اجتماعية فرضها الدين على الجميع، مثل الزكاة والجهاد، أو بمعايير اليوم: الضريبة والتجنيد الإلزامي. فمن ينوي الالتزام بهذه الأوامر امتثالا لأمر الله نال الثواب وأبرأ ذمته تجاه الدولة، ومن لم يؤمن بها فهو مُطالب بها كغيره، وحسابه على الله، كما يُطالب الجميع بدفع الضريبة وأداء الخدمة العسكرية.

وبالمثل كانت كل النساء يلتزمن باللباس المفروض اجتماعيا، وقد تكون إحداهن بلا دين ولا أخلاق، لكن حشمتها أمر يتعلق بالمجتمع نفسه وليس بقناعتها، والنية تفيدها وحدها يوم القيامة.

في العصر الحديث تم قلب كل المفاهيم، فنُزعت السلطة الدينية والأخلاقية من السلطة السياسية بالقوة (الثورات والمؤامرات) بدءا بأوربا، ثم طُبق النظام نفسه في كل العالم بكل الوسائل الممكنة. وكل ما يأتي بعدها فهو تحصيل حاصل، ليصبح كل شيء شأنا شخصيا باستثناء ولاء الفرد للدولة ونظامها الإجباري، فلباس المرأة هو شأنها تحت شعار “الحرية الشخصية”، وكل ما يتسبب به من أضرار اجتماعية يمكن نقضه بالجدل الفلسفي، بل أصبحت هذه الحرية قابلة للتأصيل الشرعي في الإسلام نفسه، وأصبحت هناك “#نسويات إسلاميات” أيضا، فكل شيء ممكن في العالم الغارق في السيولة العدمية.
احند دعدوش

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.