“الجزيرة” تكشف وثائق تفضح التمدد الإماراتي في اليمن واستخدام العمل الإنساني غطاءً لأعمال استخباراتية

فضحت قناة “الجزيرة” سياسات الإمارات التوسعية في اليمن، وكشفت حقائق خاصة عن محاولات التمركز على السواحل الغربية، خدمة لأجنداتها الخاصة، مستخدمة المساعدات الإنسانية غطاء لأعمال استخباراتية، إضافة لنقل السلاح عبر سفن تجارية.

وتناول التحقيق الاستقصائي ضمن برنامج “المتحري” في حلقته الأولى، والذي يعده ويقدمه الإعلامي جمال المليكي، التمدد الإماراتي في السواحل اليمنية، وركز على القوات المتواجدة في السواحل والمدعومة من أبو ظبي.

وكشف التحقيق بالوثائق الحصرية ومقاطع الفيديو الخاصة، عن تحويل ميناء المُخا الذي اشتهر عالمياً بتصدير البن اليمني إلى مختلف الدول، إلى قاعدة عسكرية تستخدم في إنزال وتحميل السلاح. ويبعد الميناء عن مضيق باب المندب نحو 40 ميلاً بحرياً، كما يبعد من مدينة تعز نحو 100 كيلومتر.

كما كشف التحقيق عن استخدام الإمارات الهلال الأحمر الإماراتي في عمليات استخبارية في الساحل الغربي. وتشير الوثائق إلى بناء مقار احتجاز في جزيرة ميون وجزيرة زقر وباب المندب، كما تكشف عن وجود وحدة خاصة للإشراف على هذه المهام، بالإضافة إلى الاعتماد على العميد عمار محمد صالح، وكيل جهاز الأمن القومي سابقا، وشقيق طارق عفاش قائد قوات حراس الجمهورية التابعة للإمارات.

وتعد المرة الأولى التي تتأكد فيها معلومات حصرية عن دور المنظمات الإنسانية الإماراتية في حرب اليمن وتحولها لأداة تخدم أجندات عسكرية وسرية، بعدما ظلت لفترة من دون سند.

وتعد الوثائق التي تم كشفها عن الدور العسكري والإستخباراتي للهلال الأحمر الإماراتي في حرب اليمن صادمة للمتابعين، لكونها حادت عن طبيعة مهامها التي يفترض أن تكون سلمية.

كما توصل البرنامج الذي أثار ضجة واسعة، إلى بيانات عدد من السفن التجارية وتتبع مساراتها، وتأكد أنها تنقل شحنات عسكرية، وهو ما يخالف القوانين الدولية، ويعد أمراً مجرّماً.

وتحدث القائد السابق للمدفعية في اللواء 35 مدرع برهان الصهيبي، بأن الهدف الإماراتي من الحرب في اليمن هو السيطرة على السواحل والجزر اليمنية، كونها ترى أن بالإمكان إنشاء موانئ على هذه السواحل الرملية. ويؤكد اللواء محسن خصروف رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني سابقا، أن الساحل الغربي يمثل الشريان الحيوي الذي كان الحوثي يتغذى عليه طوال السنوات الماضية، مؤكدا أن استعادته تمثل المسمار الأخير في نعش جماعة الحوثي.

بدوره، قال رئيس ملتقى أبناء مديريات الساحل الشيخ أمين عبد الجليل إن الهدف من تحرير الساحل الغربي تحول من فكرة التحرير ومناهضة الانقلاب الحوثي، إلى تكوين مليشيا ومعسكرات خارج نطاق الحكومة الشرعية، لا تعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

ويؤكد أحد الضباط العاملين في سواحل اليمن الغربية – والذي تحفظ “المتحري” عن كشف هويته- أن الهدف من الضخ الإعلامي باسم الساحل الغربي هو خلق منطقة جغرافية جديدة بين محافظات لحج وتعز والحديدة، تسيطر على الساحل الغربي وتشرف على الجزر اليمنية، بدءاً من سقطرى ومروراً بالجزر الممتدة على البحر الأحمر لتكون تحت سيطرة الإمارات.

وأضاف أن السيطرة كانت على الشريط الساحلي، والهدف منها تأمينه، حيث كانت السيطرة بعمق 2 إلى 5 كيلومترات فقط، وهي ليست ذات جدوى عسكرية، مؤكدا أن الخطة التي يتم العمل وفقها لا تظهر النية لتحرير المنطقة، وإنما الهدف منها الاستنزاف البشري للقوات الموجودة في الجبهات.

ويرى أستاذ العلوم السياسية فيصل الحذيفي أن الهدف من هذا السيناريو هو فصل الساحل الغربي عن تعز والحديدة، لخلق منطقة جديدة تأتمر بأمر طارق عفاش نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، متهما السعودية والإمارات بعدم الاكتفاء بسلخ الجنوب عن اليمن بل أيضا تفتيت السواحل الغربية.

كما تحدث ضابط من قوات العمالقة -تحفظ “المتحري” عن كشف هويته- عن إجبارهم على تسليم المواقع التي قاموا بتحريرها لقوات طارق عفاش، حيث يقوم هو بإعادتها للحوثيين، مؤكدا أن التسليح الذي تحصل عليه قوات عفاش يختلف عن الأسلحة التي صُرفت لباقي القوات، كما أن الرواتب تصل بشكل منتظم وبسهولة، على عكس ما يحدث لباقي القوات.

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.