التبشير منهج الإسلام

بشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالتيسيرِ ، والسناءِ و الرِّفعةِ بالدِّينِ ، و التَّمكينِ في البلادِ ، والنصرِ ، فمن عمِل منهم بعملِ الآخرةِ للدُّنيا ، فليس لهُ في الآخرةِ من نصيبٍ
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 1332 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد (21258)، والحاكم (7862)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6833) باختلاف يسير.

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبَشِّرُ أُمَّتَه بالخَيرِ؛ تَرغيبًا لهم فيما عِندَ اللهِ، وحَثًّا لهم على إخلاصِ العَمَلِ للهِ سُبحانَه، وتَركِ المُراءاةِ به.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “بَشِّرْ هذه الأُمَّةَ بالتَّيسيرِ”، بأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَسَّرَ لها أمْرَها، وزَلَّلَ لها الصِّعابَ، والمُرادُ بالأُمَّةِ؛ أُمَّةُ الإجابةِ، لا أُمَّةُ الدَّعوةِ، “والسَّناءِ والرَّفعةِ بالدِّينِ”، وهُما عُلوُّ القَدْرِ والمَكانةِ لِمَن تَمسَّكَ بدِينِه، “والتَّمكينِ في البِلادِ، والنَّصرِ”، وذلك بالغَلَبةِ على الناسِ، وبفَتحِ البِلادِ، ودُخولِ الناسِ في دينِ اللهِ أفواجًا، “فمَن عَمِلَ منهم بعَمَلِ الآخِرةِ لِلدُّنيا، فليس له في الآخِرةِ مِن نَصيبٍ”، والمُرادُ التَّحذيرُ مِنَ الرِّياءِ بالأعمالِ الصَّالِحةِ، وعَدَمِ إخلاصِها لِوَجهِ اللهِ، والتَّحذيرُ مِن أنْ يَعمَلَ المُسلِمُ العَمَلَ الصَّالِحَ الذي هو في الأصلِ لِطَلَبِ الآخِرةِ، فيَبتَغيَ بنِيَّتِه طَلَبَ الأجْرِ في الدُّنيا، بأيِّ صُورةٍ كانت، مِثلَ طَلَبِ الجاي هِ والسُّلطانِ والمالِ بهذا العَمَلِ، فمَن عَمِلَ ذلك فقد حَصُلَ على أجْرِه في الدُّنيا، وليس له في الآخِرةِ أجْرٌ عِندَ اللهِ؛ كالمُجاهِدِ الذي يُحارِبُ لأخذِ الغَنيمةِ؛ فإنَّه يَطلُبُ طَلَبًا خَسيسًا، ولكنَّ الذي يُقبِلُ على اللهِ ويَعمَلُ للهِ، حازَ الفَلاحَ في دُنياهُ وآخِرتِه، ويَجمَعُ هذه المعانيَ قَولُه تَعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20].
وفي الحَديثِ بَيانُ فَضلِ أُمَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الدُّنيا .

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".