التصنيفات في زماننا

شئتَ أم أبيتَ فأنت محسوبٌ على هذا أو على ذاك، وافقتَ أم لم توافق فأنت تابع لإحدى الجهتين، رضيتَ أم غضبتَ فأنت مع أو ضد، هذا هو حال أغلب أبناء مجتمعنا هذه الأيام، تياراتٌ وجماعات وميليشيات ومنظمات وأحزابٌ، كل ذلك خلق حالة من الاضطراب النفسي والصراع الداخلي لدى شريحة واسعة من أبناء المجتمع، وبات السؤال الملحّ لدى الغالبية: ما الذي يمكن أن أحصل عليه بانتسابي لهؤلاء أو بانتسابي لغيرهم؟ بل ربما باتت الازدواجية هي الجواب الأنسب لدى الكثيرين، فما عاد هو ذاته يعرف أيحسب نفسه على هذه الجماعة أم تلك؟ بل ربما يشطر نفسه_ إن استطاع- إلى نصفين، نصف هنا ونصف هناك، إلى أن ترسو السفينة، وهذا في المدى البعيد، ثم يختار ما يراه مفصّلًا على مقاسه فينسب نفسه إليه.
بئس الزمان زمانٌ يُجبر فيه الإنسان الحرّ الشريف على قبول تصنيف لا يرضى به.
وبئس الناس أناسٌ يوزّعون شهادات حسن السلوك فقط على من تلوّن بلونهم.
وفي المقابل نعم الرجال رجالٌ استقاموا على طريق الحقّ، واختاروه منهجًا واضحًا صريحًا لا اعوجاجَ ولا غبار فيه.
نعم الخلق بشرٌ لم يقبلوا الذلّ، ولم يرضوا الهوان رغم قسوة ظروفهم وصعوبة حياتهم.
نعم التصنيف تصنيفٌ تكون فيه رجلًا في المواقف لا تثنيك مغريات الحياة، ثابتًا على طريق الحقّ لا تلوي عزيمتك المناصب، ولا تثبّط همّتك دسائسُ الحاقدين، ولا تهزمك وساوس الشياطين./شياطين الإنس طبعا/.
إذًا، ما عليك إلا أن تختار التصنيف الذي يناسب مقاسك.
دمتم ودام تصنيفكم.

شاهد أيضاً

ممرضتان تكشفان للجزيرة نت فظائع مذابح الاحتلال بمجمع الشفاء في غزة

وبعد انسحاب الجيش من المنطقة، تعود هبة إلى المكان، لتفقد مخلفات الفاجعة التي غيّرت حياتها إلى الأبد. وتسرد الشابة الفلسطينية قصتها للجزيرة نت وهي تشير بيدها "نحن الآن في الغرفة التي أعدموا فيها عائلتي، أمام عيني. باب الغرفة كان من هذا الاتجاه، كانت هنا الكومدينو والمرآة.. أهلي كانوا مباشرة أمامي هنا في هذا المكان، كلهم كانوا، هنا صار الحدث الذي قلب حياتي".