التسمم الغذائي

التسمم الغذائي لا يعني بالضرورة أن أحدا ما قام بوضع السم في طعامنا فأكلناه فتسمم الجسم ؛ لا أبدا؛ فقد يكون التسمم الغذائي ناتج عن تناولنا طعام ملوث سواء بالبكتيريا أو الفطريات أو المواد الكيميائية وغيرها…
وسنتحدث اليوم عن موضوع التسمم البيولوجي ؛ وبشكل خاص أكثر سأركز على التسمم بالبكتيريا .
فما هي البكتيريا؟؟
البكتيريا هي مخلوقات صغيرة جداً؛ لا يمكننا رؤيتها بالعين المجردة، ولكن نستطيع رؤيتها عبر المجهر الضوئي(الميكروسكوب).
وهي موجودة في كل مكان في الماء والهواء والتربة ، وتحديدا نجدها في القمامة والفضلات ، على أجسام الحشرات والقوارض ، على الأسطح والارض وغيرها وأيضاً على جلد الانسان مما يعني أنه من الممكن أن نجد على أيدينا ملايين البكتيريا ولكن لا نستطيع رؤيتها…
يتوفر منها عدة أنواع: نوع شرير جدا، مثال المكورات العنقودية وإيشيريشيا كولي(Esherichia coli)
وغيرها ..
ومنها نوع جداً لطيف ويحبنا ويبقى معنا داخل جسدنا وعلى بشرتنا … يساعدنا في هضم الطعام ويساعد الجسم في عمليات المقاومة ضد الأمراض.

ما يهمنا اليوم أن نلقي الضوء على النوع الشرير الذي يحتل وجباتنا وينشىء المستعمرات داخلها وينغص علينا فرحتنا بالطعام!
فقد يطيب للبكتيريا شكل الطعام ؛ وتستقر داخله وكما ذكرنا تنشىء المستعمرات ؛ في كل مستعمرة نجد الكثير من البكتيريا وتقوم البكتيريا بالتكاثر كل عشرون دقيقة الى إثنين ؛ ليصبح عندنا كم هائل أو مستعمرات كثيرة من هذه المخلوقات المؤذية داخل الطبق، ولا تكتفي بعض البكتيريا بالاستمتاع بالجلوس داخل الطبق ؛ فقد يعجبها المكان وتفرز سمها الذي يشكل خطرا أكبر من البكتيريا ذاتها.
وعندما يبدأ الانسان بتناول هذا الطعام المسموم ؛ يقوم الجسم بالاستنفار ويبدأ بالمقاومة ليتخلص من البكتيريا ومن آثارها؛ فينشأ لدينا حرب بكل ما تعنيه الكلمة داخل هذا الجسد الحي؛ حرب بين كريات الدم البيضاء والبكتيريا ؛ مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض على الإنسان ؛ كارتفاع الحرارة والقيء والإسهال والغثيان وغيرها ؛وهذا قد يؤدي تدريجيا إلى فقدان سوائل الجسم وبالتالي الجفاف الذي قد يسبب بدوره الوفاة في حال طالت مدة الأعراض ولم يتم تدارك الأمر والتعامل معه بشكل صحيح خاصة عند الأطفال أو كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة .
قد يكون أحدنا قد سمع قصة؛ مجموعة من الأطفال الصغار أو مجموعة كبار، تناولوا الدجاج أو أي نوع من أنواع اللحوم ؛ فظهرت عندهم أو عند بعضهم عوارض تسمم ؛ وتم أخذهم إلى المستشفى للمعالجة .
مما يعني أن عدة أشخاص قد يتناولون من الوجبة عينها ؛ مما يؤدي إلى تسمم البعض دون البعض الآخر ؛ وهذا يعتمد على مدى توفر المناعة لدى الأشخاص وعمرهم وكمية البكتيريا التي دخلت الى أجسامهم عن طريق تناول هذا الطعام
و دعونا جميعاً نستحضر بعض الذكريات ؛ هل عانى أحدنا يوما من هذه العوارض بعد أن تناول الطعام في مكان ما ولم يعرف أسبابها ؟
لا داعي للهلع الكبير؛فنحن هنا بصدد الإخبار كي يتم الانتباه لهذا الأمر؛ فقد يكون التسمم جداً خفيف وعوراضه خفيفة ؛ وقد يعالج الجسم هذا التسمم من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى اللجوء إلى الطبيب وتناول الأدوية.
ولكن نحن دائماً ما نطالب الناس بالانتباه جيداً لمصدر تناول اللحوم خاصة والدجاج ومنتجات الحليب بشكل خاص جداً، والانتباه لنظافة الطعام والمصدر الذي نأتي منه بالطعام او المكان الذي نأكل فيه أيا كانت نوعية الطعام الذي نريد تناوله، سواء من دكان عادي أو مطعم….
وقد عمدت إلى ذكر اللحمة ومنتجات الحليب؛ لأن البكتيريا تنجذب إليها بشدة والصداقة بينهما ممتازة.
لهذا السبب من المهم جداً التوعية على هذا الأمر ؛ والانتباه لمصدر طعامكم وطريقة حفظكم للأغذية ؛ كي تحفظوا أنفسكم وأهلكم من التسمم .

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.