التاريخ الجديد لفرنسا: هكذا تعلمنا قبل 8 قرون من ابن رشد وابن سينا والخوارزمي

لم تكن أوروبا تعرف عن الفيلسوف اليوناني أرسطو إلا نتفا قليلة، لكنها أعادت اكتشاف فلسفته من خلال عالمين عظيمين هما: ابن سينا وابن رشد

في القرنين الـ12 والـ13، بفضل ترجمة المخطوطات العربية، أعاد الأوروبيون اكتشاف أرسطو من خلال العالمين المسلمين ابن سينا ​​وابن رشد، كما تعلموا الجبر من الخوارزمي.

هكذا بدأ الكاتب بموقع “لوبس” (L’OBS) الفرنسي فرانسوا رينايير تقريرا له قال في بدايته إن مثل هذه المعلومات هي ما يجب أن يتعلمه أولئك الذين يدعون للنقاء العرقي، مبرزا أن رقي البشرية وتطورها كان دائما عبر تلاقح الحضارات، “فلم تتطور أي حضارة على الإطلاق عن طريق النشوء التلقائي، بل إن كل حضارة اقترضت من الأخرى”.

وشدد الكاتب على أن العالم العربي الإسلامي شهد ازدهارا كبيرا للحركة المعرفية في العصر العباسي، بترجمة المعارف الهندية والصينية والإغريقية، فبلغت علوم الرياضيات والطب والفلسفة أوجها آنذاك، وتطور علم الفلك تطورا مذهلا.

وأوضح الكاتب أن الحكام العباسيين كانوا يحفظون المخطوطات الثمينة بعد نشر نسخ منها في مكتبات الإمبراطورية العظيمة التي قال إن الخلفاء أطلقوا عليها اسم “بيت الحكمة”، مشيرا إلى أن الأوروبيين مدفوعين بإنتاج زراعي أفضل وطفرة اقتصادية معينة بدؤوا منذ القرن الـ11 السعي للتوسع، فقاد الملوك المسيحيون في صقلية وإسبانيا حملة لاستعادة الأراضي التي ظلت تحت الحكم الإسلامي على امتداد قرون.

إحدى أعظم مراحل نقل المعرفة
وأضاف أن الأوروبيين قاموا، من خلال المناطق التي استعادوها من المسلمين، بإحدى أعظم مراحل نقل المعرفة في التاريخ البشري، مشيرا إلى أنهم شيدوا في باليرمو وطليطلة (التي استعادوها عام 1085) “مدرسة ترجمة” حقيقية، استطاعوا عبرها أن يترجموا جميع المخطوطات العربية إلى اللاتينية وهو ما ستنهل منه بعد ذلك المدن الأوروبية الكبرى التي ظهرت فيها الجامعات الأولى، مثل باريس، وذلك في جميع المجالات الفكرية، وإن كانت الفلسفة هي الأكثر شهرة.

ولم تكن أوروبا تعرف عن الفيلسوف اليوناني أرسطو ( 384 ق.م-322 ق.م) إلا نتفا قليلة، لكنها أعادت اكتشاف فلسفته من خلال عالمين عظيمين هما: ابن سينا ​​(980-1037م) أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البَلْخي ثم البُخاري ويعرف بين اللاتينيين بــ”آفيسين” (Avicenne)، ​​وابن رشد (المولود في قرطبة عام 1126م، والمتوفى بمراكش عام 1198م) وهو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، ويسمونه في الغرب “آفرويس” (Averroes)، وقد أثارت تعليقاته على أرسطو صدمة عندما قرأها العلماء الأوروبيون، ودفعهم ذلك إلى التساؤل: هل يجب أن نستنتج من نظرياته أن للفلسفة وزنًا كبيرًا بحيث يمكنها منافسة اللاهوت؟

ولم يكن ثمة من الطب في العصور الوسطى سوى ما أخذ عن العرب، وظل الأوروبيون حتى القرن الـ17 أو الـ18 يعتمدون كتاب “القانون” لابن سينا مرجعا لهم في الطب، وهو كتاب يقع في مجلدات ضخمة تلخص ملاحظات وممارسات هذا الفيلسوف اللاهوتي الذي عالج الأبدان أيضا.

وقد اخترع الإغريق الهندسة، وأعطى الهنود العالم الترقيم الموضعي والأرقام التي تسمى “الأرقام العربية” لأن العرب هم الذين نقلوها في تلك القرون نفسها من العصور الوسطى. وقد أمدّنا العرب في تلك الحقبة بعلم الجبر، أي معالجة المعادلات، وهي مشتقة من الكلمة العربية “جبر”، وجبر العظام إصلاحها، وهي تعني في الرياضيات “ضمّ القطع بعضها إلى بعض”.

وأشار الكاتب إلى أن أبا هذا الفرع من الرياضيات هو الخوارزمي، محمد بن موسى الخوارزمي، وهو “عبقري يعرف كل شيء”، كما أنه ضليع في علم الفلك والجغرافيا. وُلِد نحو عام 780 في منطقة من أوزبكستان الحالية تُدعى “خوارزم”، ومن هنا جاء اسمه، وتوفي ببغداد التي كان أحد أعيانها في نحو عام 850م، و”كل منا، من دون أن يدرك ذلك، يقتبس منه يوميًّا”، ومن اسمه اشتقت كلمة “خوارزمية”، وفقا للكاتب.

المصدر : لوبس

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،