قال تعالى: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ للمتقين}.
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ” قال موسى لقومه ” ، من بني إسرائيل ، لما قال فرعون للملأ من قومه : “سنقتل أبناء بني إسرائيل ونستحيي نساءهم” : ( استعينوا بالله ) على فرعون وقومه فيما ينوبكم من أمركم “واصبروا” على ما نالكم من المكاره في أنفسكم وأبنائكم من فرعون . وكان قد تبع موسى من بني إسرائيل على ما : –
حدثني عبد الكريم قال ، حدثنا إبراهيم بن بشارقال ، حدثنا سفيان قال ، حدثنا أبو سعد ، عن عكرمة ، عنابن عباس قال : لما آمنت السحرة ، اتبع موسى ستمائة ألف من بني إسرائيل .
وقوله : ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ) ، يقول : إن الأرض لله ، لعل الله أن يورثكم إن صبرتم على ما نالكم من مكروه في أنفسكم وأولادكم من فرعون ، واحتسبتم ذلك ، واستقمتم على السداد أرض فرعونوقومه ، بأن يهلكهم [ ص: 43 ] ويستخلفكم فيها ، فإن الله يورث أرضه من يشاء من عباده ( والعاقبة للمتقين ) ، يقول : والعاقبة المحمودة لمن اتقى الله وراقبه ، فخافه باجتناب معاصيه وأدى فرائضه .
“قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا” قدم الاستعانة على الصبر طلب العون من الله أنفع في
همومنا ومتاعبنا من تجلدنا وصبرنا.