الإمارات تحوّل عدن إلى سجن كبير… قمع ومعتقلات سرية واغتيالات

تحولت محافظة عدن، جنوبي اليمن، إلى سجن كبير للقوات الإماراتية إذ إن الأخيرة عبثت بأمنها عبر تجنيدها لميليشيا محلية تابعة لها، وفتحها لسجون ومعتقلات سرية وعلنية للزج فيها بالمعارضين لها ولسياساتها القمعية، وتصاعدت أصوات أمهات وزوجات المعتقلين هناك للمطالبة باطلاق سراح المسجونين، ولكن دون جدوى أو صدى لأصواتهن.
حيث ان الوضع الأمني أصبح لا يطاق، فلتان أمني وقمع واغتيالات بشكل عبثي، وكل شخص أصبح يشعر أن دوره قد يأتي في أي لحظة.

حيث اختزل الوضع في مدينة عدن بتوصيفه بـ«السجن الكبير»، لكثرة حالات الاعتقالات وانتشار المعتقلات السرية التابعة للقوات الإماراتية في أكثر من منطقة، والتي تقع خارج نطاق سلطة الحكومة اليمنية أو على الأقل لا تستطيع السلطات الحكومية التدخل في شؤونها.
والقائد العسكري للقوات الإماراتية في عدن أصبح بمثابة (المندوب السامي) لأبوظبي إذ أصبحت المحافظة ترزح تحت نفوذه وتعاني من تسلطه المعزز بقوة السلاح مما اضطر الكثير من اليمنيين الى مغادرتها إلى محافظات أخرى، أو الى خارج اليمن، هربا من قمع السجان الإماراتي الذي يستخدم في معتقلاته بعدن أحدث آلات القمع والتعذيب، لدرجة التصفية الجسدية للمعتقلين والتي تحدثت عنها تقارير حقوقية عديدة خلال الفترة الماضية».
ونظمت رابطة أمهات المختطفين، أمس الجمعة، وقفة احتجاجية في عدن للمطالبة بالكشف عن مصير الناشط في المجال الانساني زكريا قاسم، المعتقل في سجون الامارات منذ كانون ثاني/ يناير من العام الماضي. وقد ترددت أنباء غير مؤكدة أمس عن وفاته تحت التعذيب في معتقل سري للقوات التابعة للإمارات.

تواصل أمهات المعتقلين اعتصاماتهن بشكل شبه أسبوعي للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن

وتواصل أمهات المعتقلين في عدن اعتصاماتهن ومظاهراتهن بشكل شبه أسبوعي، رغم الحظر المفروض عليهن، للمطالبة بإطلاق سراح أبناءهن أو تقديمهم لمحاكمة عادلة في حال ثبتت ضدهم أي تهمة أو جنح.
وأطلقت منظمة «رايتس رادار» لحقوق الانسان في العالم العربي، الأربعاء، نداء للأمم المتحدة والمجتمع الدولي تطالبهم فيه بالتدخل العاجل لانقاذ المعتقلين والسجناء في معتقلات الإمارات في محافظة عدن، بعد أن وصل الحال بهم الى مستوى الموت جراء التعذيب، أو خلق عاهات مستديمة للمعتقلين.
واقع مرير، دفع عدد من المعتقلين في سجن بئر أحمد الواقع تحت سلطة قوات أمنية تابعة للإمارات في عدن، إلى الاضراب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في محاولة منهم لايصال معاناتهم الى خارج أسوار هذه المعتقلات سيئة الصيت، وبالذات بعد أن أيقنوا أن الحياة والموت أصبحوا سيان في ظل هذه المعاناة التي يواجهونها يوميا.
وطالبت «رايتس رادار»، ومقرها هولندا، الأمم المتحدة «بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين في سجون القوات الاماراتية في محافظة عدن، بشكل عام ومعتقلي سجن بئرأحمد، بشكل خاص، حيث اضطر الكثير منهم الى الاضراب عن الطعام للفت أنظار العالم الى قضيتهم المنسية، بعد أن واجهوا أقسى أنواع التعذيب والتنكيل من قبل سجّانيهم».
وحثت، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، مارتن غريفيث، إلى أن يشمل قضية معتقلي عدن، ضمن القضايا العاجلة والملحة في تحركاته الراهنة، لإنهاء معاناة عشرات المعتقلين في سجن بئر أحمد بمنطقة المنصورة في محافظة عدن، والذي تديره قوات أمنية مدعومة من الإمارات».
ودعت إلى «إجراء تحقيق محايد وشفاف للكشف عن ملابسات حالات وفاة واصابات خطيرة في معتقلات عدن، وأيضا الكشف عن الأسباب التي أدت لفقدان العديد من معتقلي سجن بئر لقواهم العقلية مؤخرا».
وأوردت العديد من الحالات التي طالها القمع الإماراتي في سجون ومعتقلات عدن.

شاهد أيضاً

أم على قلوب أقفالها؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو أفضل وأعظم ما تعبد به وبذلت فيه الأوقات والأعمار، إنه كتاب هداية وسعادة وحياة وشفاء وبركة ونور وبرهان وفرقان،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *