اطمئن لا يكلف الله نفسا الا وسعها

قال الله تعالى :

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ﴾

هذه الآية فوق المكان والزمان. يعني في أي مكانٍ وفي أي زمانٍ منهج الله القويم، الذي أنزله الله على نبيه الكريم، يمكن أن تطبِّقه مهما اختلفت الأحوال.

وكل من يقول: لا أستطيع أن أستقيم على أمر الله . فهو جاهل. لأن الله عزَّ وجل ما كان ليكلفنا ما لا نطيق. قال بعض العلماء:

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وسْعَهَا ﴾

أي أن منهج الله بـه افعل ولا تفعل ضمن وسعِ الإنسان، ضمن إمكانيتك، أي أمرٍ أمرك به هو أمرٌ ضمن وسع الإنسان.

الحقيقة الأولى والخطيرة:
(لا يمكن أن يحدد الوسعَ الإنسان، الوسع يحدده الله عزَّ وجل)

يقول بعضهم :
هذه الآية لا أطيقها، لا أستطيعها، أين أذهب ببصري؟ ماذا أفعل؟

لو كنت أكثر صدقاً وأكثر إخلاصاً لتغلبت على نفسك . لولا أن النبي عليه الصلاة والسلام بشر، تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر .
لماذا هو سيد البشر؟ لأنه بشر، لأنه يحب كما نحب ويكره كما نكره، ويشتهي كما نشتهي، ويخاف كما نخاف.

ما من إنسان إلا ويحب الراحة ويحب المُتَع الحسيَّة، ويكره التعب والأشياء المؤلمة .

لكن المؤمن الصادق يؤثر طاعة الله عزَّ وجل. فما من شيءٍ كلَّفنا الله به إلا في وسعنا أن نفعله، أبداً، هذه حقيقة ثابتة .
ولكن أخطر شيء أن تقدِّر أنت الوسع . الوسع لا تقدره أنت . بل يقدره الله الخبير .

– الخبير قال لك:

▪️إن كنت مسافراً فأفطر.

▪️وإن كنت مريضاً فأفطر.

▪️وإن كنت متعباً فصلِ قاعداً .

الخبير هكذا قال،

▪️الخبير سمح للمرأة في دورتها ألا تصلي، لأنه خبير.

▪️الخبير سمح للمرأة النفساء ألا تصوم.

فلا يقل أحد كلفني الله ما لا أطيق

تذكر أن الله لا يضعك في مواقف لا تستطيع التغلب عليها، الله يعلم أنك تملك القدرة للتغلب عليها و تجاوزها و تحملها. اطمئن {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} و { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }

وليكن دعاؤك: اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، واصلح لى شاني كله ، لا إله إلا انت…

تأملها….

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،